وولش: أخطأنا في قضية منح طلاب غزة ونشعر بالحرج

قال لـ«الشرق الأوسط» إن واشنطن مطلعة على المفاوضات السورية ـ الإسرائيلية ولكن لديها أجندتها مع دمشق

TT

تشعر واشنطن بحرج كبير هذه الأيام وتحاول تصحيح خطأ بيروقراطي أدى الى الإعلان عن سحب وزارة الخارجية الأميركية منحاً دراسية لطلاب فلسطينيين من غزة بسبب رفض إسرائيل منحهم تأشيرة خروج من الأراضي الفلسطينية. وبعد أن ظهرت تفاصيل سحب منح «فولبرايت» الأميركية من 7 طلاب فلسطينيين، على اثر ادعاءات برفض إسرائيل منح تأشيرات الخروج، أثيرت ضجة في أوساط سياسية وإعلامية وأكاديمية. إلا أن مساعد وزيرة الخارجية الأميركية، ديفيد وولش، شرح لـ«الشرق الأوسط» أن حرمان الطلاب الفلسطينيين من هذه المنح لم يأت بسبب الرفض الاسرائيلي، لأن القضية من أساسها لم تعرض على السلطات الإسرائيلية، بل جاءت بقرار من وزارة الخارجية بناء على «خطأ». وعبر وولش عن حرجه من الخطأ حول تأشيرات خروج الطلاب الفلسطينيين للدراسة في الولايات المتحدة، قائلاً: «هذه حادثة مؤسفة والتغطية الإعلامية لم تظهر الحقائق بشكل دقيق»، موضحاً «بعض المسؤولين عن التعليم الدولي في وزارة الخارجية الأميركية شعروا بالقلق لأن الذين يحصلون على منح فولبرايت وهم في غزة لن يستطيعوا استخدامها». وأضاف «قاموا (المسؤولون في الخارجية) باتخاذ قرار سابق لأوانه، وقد حصل خطأ، فلم يتوجه أحد للطلب من إسرائيل» منح الطلاب من غزة تأشيرة خروج. وأردف قائلاً«لا أقول إنه لم تكن هناك مشاكل في السابق للخروج من غزة، بل كانت هناك مشاكل، ولكن في هذه الحالة لم نطلب ذلك من الاسرائيليين ولم يعلموا شيئاً عنها». وتابع: «الصراحة أنني اشعر بالحرج بعض الشيء، فقد أخطأنا، وسنعمل على تصحيح هذا الخطأ»، مؤكداً: «لن يخسر هؤلاء الطلاب المنح، وسنصحح المشكلة ونعمل على حصولهم عليها».

على صعيد آخر، رفض وولش اعتبار التطورات في لبنان وحصول حزب الله على 11 وزيراً في الحكومة الجديد نصراً للحزب، وقال «لا أتفق مع فرضية أن حزب الله حصل على كل ما كان يريده، فسيكون عليهم الدفاع عن أعمالهم للشعب اللبناني في ما يخص السبب الرئيسي وراء استخدامهم السلاح، فهذا كان الغرض الرئيسي من خطاب (الأمين العام لحزب الله) حسن نصر الله يوم الاثنين الماضي». وأضاف «بالنسبة الى اتفاق الدوحة الذي توصل إليه وفد الجامعة العربية وبرعاية (رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري) الشيخ حمد بن جاسم ساعدت الشعب اللبناني». واعتبر وولش أن اتفاق الدوحة «ليس حلاً مثالياً للبعض، لكنه حل أفضل من الوضع السابق»، مضيفاً أنه يجب «انتظار تشكيل الحكومة والاستعداد لتصحيح الوضع في لبنان، فكلما اندلعت أزمة مثل هذه هناك تأثيرات واسعة، مثل الضرر للاقتصاد». ورداً على ما إذا كان «اتفاق الدوحة» حلاً بعيد الأمد للمشاكل في لبنان، قال وولش «لا أظن أنه رُسم ليكون هكذا، لأنه لا يحل المصاعب السياسية، وهذه أمور يجب أن يحلها اللبنانيون أنفسهم، ولكنه (الاتفاق) عامل مهم لاستقرار الأمور». واعتبر وولش أنه سيكون من الصعب على الحكومة اللبنانية الجديدة والجيش اللبناني نزع سلاح حزب الله، وقال «سيكون من الصعب عليهم، ولكن من الواضح انه من الصعب على حزب الله وضع موضوع السلاح على الطاولة للمناقشة السياسية». وأضاف أن هذه القضية أصبحت مسألة سياسية مهمة للبنان وسيكون على حزب الله تبرير استخدام سلاحه. وأكد وولش أن الأحداث الأخيرة في لبنان لن تؤثر على مجرى التحقيق الدولي باغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، وقال «بالتأكيد التحقيق يسير ويحرز تقدماً وقد جرى تعيين مدع عام كندي (دانيال بيلمور)». وأضاف «هذا التحقيق ليس بيد الحكومة اللبنانية بل هو تحقيق دولي وسيستمر مع تأسيس محكمة دولية». وعلى صعيد آخر، قال وولش إن بلاده على علم بتطور مفاوضات السلام غير المباشرة بين سورية وإسرائيل، معتبراً ان «إجراء مباحثات غير سرية أمر جيد ونأمل أن تحرز تقدماً، لكن لم نشهد الكثير من التقدم بعد». وأضاف أن الجانبين الاسرائيلي والتركي، الذي يقوم بدور الوسيط بين الطرفين، يطلعان الولايات المتحدة على تطور هذه المحادثات. وعن تأثير المفاوضات مع إسرائيل على علاقة واشنطن بدمشق، قال وولش «لدينا أجندتنا مع سورية، والكل يعلم بها». وأضاف: «من التطورات الجديدة التي طرأت، خاصة بعد الأزمة في لبنان هي ضرورة توضيح العلاقات اللبنانية ـ السورية كدولتين ولقد أصبحت هذه القضية في مقدمة عمل الجامعة العربية»، مشدداً على ضرورة «إقامة علاقات طبيعية بين سورية ولبنان، واعتبر أن مصدرا كبيرا لمشاكل لبنان يعود الى تفكير سورية بأنه ليس من الضروري أن تقيم علاقة طبيعية مع لبنان».