كنيسة في النمسا تصدر ألبوما غنائيا على موقع يو تيوب

ينافس ألبوم المغنية مادونا وإيمي واينهاوس

TT

عمرها 875 عاما. انها ثاني أقدم كنيسة من نوعها في العالم. لم يمسها الغزو التركي للنمسا. ولا الدمار نتيجة الحربين العالميتين. زارها بابا الفاتيكان عام 2007 لكنها لم تكن يوما في صدارة الاخبار كما هي الآن. والسبب يعود الى انتاجها قرصا موسيقيا «سي دي» يمكن انزاله من يو توب، بل أصبح منافسا لتسجيلات كبار المغنين أمثال مادونا وايمي واينهاوس.

انها كنيسة «استيفت هيلغن كرويتس» او الصليب المقدس، التي تقع على بعد 10 أميال جنوب غربي فيينا العاصمة النمساوية، بإقليم النمسا السفلى وسط الغابات الخضراء. صغيرة جميلة، ذات طابع معماري خاص، بنيت عام 1133، يخدمها 80 رجل دين، ويزورها سنويا اكثر من 170 ألف سائح.

هذا العدد من السياح سيتضاعف ولا شك مع الشهرة التي هبطت على تلك الدار المقدسة بعد ان قام عدد من رجالها بتسجيل البوم غنائي لشركة يونيفرسال الاولى في عالم التسجيلات لكبار الموسيقيين المعروفين. ولم يكن الأمر اكثر من صدفة عندما علم صديق للكنيسة بمسابقة تنظمها تلك الشركة فاقترح على احد القسيسين ان يشاركوا بترتيل من أغانيهم التي يرتلونها أثناء صلواتهم.

وذاك ما كان. لكن الامر لم يقف عند ذلك. فالنجاح يجر النجاح؛ إذ تواصلت مسيرة الغناء في بضعة شهور لفضاءات ارحب واشهر خاصة بعد ان وقع عليهم الاختيار لتسجيل ألبوم، احتلت اغانيه موقع الصدارة في موقع يو توب المعروف. تبع ذلك انتاج سي دي بعنوان «غني ... موسيقى للجنة» فاز هذا الاسبوع بالمركز التاسع بين احسن 10 أغاني ببريطانيا، فيما احتلت اغنية «هارد كاندي» لمادونا المركز السابع، وأغنية «بلاك تو بلاك» لايمي واينهاوس المركز الثالث عشر.فهل يعني ذلك ان القسيسين سيتحولون الى نجوم ينافسون «البوب استارز».  الأب كارل فالنر الذي أصبح وجها إعلاميا معروفا لكثرة المقابلات الصحفية التي شارك فيها بعد فوزهم، يؤكد سعادتهم بالنجاح الذي استقبلت به الجماهير موسيقاهم وأغانيهم التي هي ذات الاغاني والتراتيل التي يرددونها في حياتهم اليومية والتي تبث الاحساس بالقوة والراحة والأمان والإيمان. نافيا أن يتحولوا الى مغنين او الى فرقة موسيقية وان تسجيلاتهم ستتم داخل اروقة الكنيسة. لكن ذلك لا ينفي ان ايام التسجيلات لها طابع مختلف بسبب الكاميرات والأضواء وأجواء الشهرة. مشيرا الى انهم أصبحوا الآن يعرفون من هي ايمي واينهاوس التي لم يسمعوا بها من قبل اسبوعين. وانهم سيواصلون، فهم في أشد حاجة للعائد المادي لمنتجاتهم حتى يصرفوا على كنيستهم العتيقة ولدعم غيرها في دول بعيدة مثل سري لانكا ونيجيريا.