برعاية خادم الحرمين.. البنك الإسلامي للتنمية يقدم تمويلات جديدة بـ 533 مليون دولار لـ 9 دول أعضاء

وزير المالية السعودي: لم نرفض افتتاح فروع للبنوك الإسلامية في المملكة

خادم الحرمين الشريفين يتوسط محافظي البنك الإسلامي للتنمية خلال اجتماعه السنوي في جدة أمس (واس)
TT

دشن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أمس انطلاق أعمال الاجتماع السنوي الثالث والثلاثين لمجلس محافظي مجموعة البنك الإسلامي للتنمية على مستوى وزراء المالية والاقتصاد والتخطيط في الدول الأعضاء بالبنك البالغ عددها 56 دولة والذي يستمر لمدة يومين، وذلك بفندق الهيلتون بمحافظة جدة.

وكان وزير المالية البحريني ألقى كلمة، ثمن فيها ونيابة عن زملائه محافظي البنك الإسلامي للتنمية، لخادم الحرمين الشريفين رعايته للاجتماع السنوي الثالث والثلاثين لمجلس محافظي البنك وحضوره حفل الافتتاح، وعد هذه اللفتة التي وصفها بـ«الكريمة» تجدد لدى البنك مشاعر الفخر والاعتزاز بوجود مقره الرئيس في المملكة العربية السعودية، التي قال عنها إنها «رائدة التضامن الإسلامي وراعية العمل الإسلامي المشترك على مر الأيام».

من جانبه أوضح الدكتور أحمد محمد، رئيس البنك الإسلامي للتنمية، في كلمته أن العام المالي الماضي كان ثريا بالبذل والعطاء في سبيل تحقيق تلك التطلعات، وبلغ مجمل ما قدمه البنك من تمويلات في العام المنصرم لتمويل المشروعات الإنمائية زهاء 10 مليارات ريال سعودي لتكون نسبة النمو عن السنة السابقة 21 في المائة، فيما بلغ مجموع تمويلات السنة نفسها بإدراج التجارة وسائر العمليات الأخرى 20.5 مليار ريال، ووصل المجموع التراكمي للتمويلات التي قدمتها المجموعة منذ التأسيس زهاء 200 مليار ريال.

وقال مخاطبا خادم الحرمين الشريفين «إن لكم الفضل كل الفضل في إنشاء صندوق مكافحة الفقر في إطار البنك ولقد جاء قرار القمة الاستثنائية بإنشاء صندوق التضامن الإسلامي للتنمية في وقت حاجة شديدة إليه حاجة إستراتيجية مهمة وملحة لذلك لم تفتأ المحافل الرسمية والشعبية منذ إعلانه تثني على توقيته وفحواه».

فيما جاءت كلمة البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي عن مشروع تحالف منظمة المؤتمر الإسلامي لرعاية الأطفال من ضحايا كارثة تسونامي في اندونيسيا، وقال «لقد تشرفت يا خادم الحرمين الشريفين بمقابلتكم عدة مرات بشأن هذا المشروع الإنساني وبتوجيهكم الكريم فقد طلب مؤتمر وزراء الخارجية أن تقوم منظمة المؤتمر الإسلامي برعاية أطفال ضحايا تسونامي».

وأعلن أوغلي أن التحالف تلقى حتى الآن كفالات بقرابة عشرة آلاف طفل من جملة خمسة وعشرين ألفا هم المستهدفون بالمشروع، مضيفا أن اغلب هذه الكفالات جاءت من حكومة وشعب المملكة العربية السعودية حيث تشرف هذا المشروع بمكرمة الملك عبد الله بن عبد العزيز الإنسانية بكفالة 500 طفل يتيم، وعبر عن شكره للحكومة السعودية لدعمها المتواصل لمنظمة المؤتمر الإسلامي وللمؤسسات المنبثقة عنها.

كذلك أشار الدكتور إبراهيم العساف زير المالية السعودي في كلمته، إلى دعم المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين لزيادة رأسمال البنك الاسلامي ودعمها لصندوق مكافحة الفقر التي أقرتها القمة الإسلامية الاستثنائية التي عقدت بمكة المكرمة بإعلانها التبرع بمبلغ مليار دولار في صندوق التضامن الإسلامي للتنمية الذي تم إقرار نظامه في اجتماع مجلس محافظي مجموعة البنك الإسلامي للتنمية.

وأكد أن الدعم المستمر لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية من قبل حكومات الدول الأعضاء مكن البنك من تبوؤ موقع متميز بين مؤسسات التمويل الإقليمية والدولية وحصوله على أعلى درجات التصنيف الائتماني «AAA» كما مكنه من توسيع أنشطته لتشمل آفاق جديدة ومبتكرة وفق نظرة تنموية إسلامية.

هذا ووافق مجلس المديرين التنفيذيين للبنك الإسلامي للتنمية في ختام اجتماعاته التي بدأت صباح أول من أمس الأحد بفندق هيلتون جدة، برئاسة الدكتور أحمد محمد علي رئيس مجموعة البنك، على تقديم تمويلات جديدة بنحو 533.4 مليون دولار أميركي، تمثلت في تقديم قروض للمساهمة في تسعة مشاريع إنمائية في تسع دول أعضاء بالإضافة إلى تخصيص مبلغ 150 مليون دولار أميركي للمساهمة في صندوق مشترك للبنية الأساسية بين البنك الإسلامي للتنمية وبنك التنمية الآسيوي.

إلى ذلك نفى وزير المالية السعودي الدكتور إبراهيم العساف عن رفض بلاده ومنعها من افتتاح فروع للبنوك الإسلامية في المملكة وقال لـ«الشرق الأوسط» إن السعودية لم تمنع افتتاح فروع للبنوك بشكل عام والإسلامية بصفة خاصة «بل تشجع على ذلك»، مشيرا إلى أن بلاده وافقت على افتتاح بنك الإمارات الدولي، وردا على سؤال حول البنوك ذات الإطار الإسلامي أجاب مبتسما «جميع البنوك التي لدينا إسلامية».

هذا وكان في استقبال خادم الحرمين الشريفين عند وصوله مقر الاجتماع، الأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز محافظ جدة، والشيخ أحمد بن محمد آل خليفة رئيس مجلس المحافظين في البنك الإسلامي للتنمية ووزير المالية البحريني، ونائبا رئيس مجلس المحافظين وزير المالية والتنمية السيراليوني ديفيد اواكروا، ونائب رئيس الوزراء للشؤون المالية والاقتصاد الصومالي الدكتور عليوي ايرو، والدكتور أكمل الدين إحسان أوغلي الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، والدكتور إبراهيم العساف وزير المالية السعودي محافظ البنك الإسلامي للتنمية لدولة المقر، والدكتور أحمد محمد علي رئيس البنك الإسلامي للتنمية.