«رغبة البيع» تفرض نفسها على السوق رغم الإغلاق الأخضر

بعد أن قلص المؤشر العام 77% من مكاسبه في آخر فترات التداول

سعوديون في إحدى قاعات تداول الاسهم («الشرق الاوسط»)
TT

فرضت رغبة البيع نفسها على تعاملات سوق الأسهم السعودية أمس، بعد أن ظهر هذا السلوك بقوة في آخر فترات التداول، رغم بقاء المؤشر العام في المنطقة الخضراء مع نهاية الفترة، الأمر الذي يعكس توجه المتعاملين لتوفير سيولة بهدف استقبال أسهم مصرف الإنماء اليوم.

وكشفت التعاملات أمس عن هذا التوجه، بعد أن أظهرت السوق تفاؤلا في الأداء استمر أغلب فترات التداول، لتصل مكاسب المؤشر العام إلى 57 نقطة، قبل أن تظهر البيوع من مكمنها قبل نهاية فترة التعاملات بأقل من نصف ساعة، والتي رضخت لها السوق من خلال تخليها عن قرابة 77 في المائة من مكاسبها المحققة.

وتأتي هذه التوجهات في ظل استعداد السوق اليوم للاحتفاء بإدراج أسهم مصرف الإنماء والذي تتوق له الكثير من الأموال الضخمة، خصوصا أن الصناديق الاستثمارية غير الحكومية لم تكن شريكة في الاكتتاب بأسهم المصرف، والذي يجعلها تبحث عن تعويض الفرص الغائبة. وعلى الرغم من التخوفات التي سيطرت على غالبية المتداولين في الفترة الماضية، والمبررة بالحجم الضخم من الأسهم الذي يحويه مصرف الإنماء، إلا أن تعاملات أمس جاءت مخالفة لهذا التوجه، بعد أن أظهرت أسهم الشركات ميولا للارتفاع، مع تسجيل بعضها للنسب القصوى رغم ثقل حجمها السوقي. حيث سجلت أسهم «إعمار المدينة الاقتصادية» النسبة العليا، كما حققت المركز الأول بين شركات السوق من حيث عدد الأسهم المتداولة، من خلال استحواذها على 16 في المائة من إجمالي كمية السوق المتداولة أمس، كما تبعها في المركز الثاني أسهم شركة جبل عمر التي صعدت بمعدل يقارب 3 في المائة، مستحوذة على 14.8 في المائة من حجم التداول.

وكانت الإيجابية الواضحة التي انتابت السوق في اتجاهها أمس، ناتجة عن الأداء الإيجابي لأسهم شركة سابك، والتي نشطت ذاكرة المتعاملين بوجود أسهم ذات ثقل مالي ونقطي في السوق، مما رفع مستوى الثقة في مستقبل الحركة للسوق، على الرغم من قرب طرح أسهم «الإنماء».

كما قفزت قيمة تعاملات السوق أمس بمعدل 33.8 في المائة، بعد أن بلغت السيولة المدارة في التداولات 6.5 مليار ريال (1.73 مليار دولار)، بعد تداول 179.3 مليون سهم، ليقف المؤشر العام مع إغلاق أمس عند مستوى 9516 نقطة بارتفاع 13 نقطة تعادل 0.14 في المائة. وشاركت أسهم 50 شركة اخضرار السوق، مقابل تراجع أسهم 35 شركة، مع انخفاض 6 قطاعات، وصعود 9 قطاعات، في مقدمتها قطاع التطوير العقاري الصاعد 2.1 في المائة، يليه قطاع النقل بارتفاع نسبته 1.1 في المائة، بينما تصدر قطاع الطاقة والمرافق الخدمية قطاعات السوق المنخفضة بعد تراجعه بمعدل 1.6 في المائة. أمام ذلك أشار لـ«الشرق الأوسط» عبد الله الكوير محلل مالي، أن التوجهات الأخيرة في سوق الأسهم السعودية تكسر حاجز التخوف من تأثير إدراج أسهم مصرف الإنماء، خصوصا أن السوق تزخر بأسهم الشركات التي تنافس على الجدوى الاستثمارية، والذي زاد من بريقه التراجع المتتالي الذي نال من مستويات أسعار الأسهم. ويرى المحلل المالي أن تداول أسهم مصرف الإنماء يعد موعد مهم للأموال الاستثمارية، والتي تبحث عن الفرص الجديدة التي تخلقها الطروحات الجديدة، مؤكدا أن «الانطباع الإيجابي عن الإدراجات الحديثة في الفترة السابقة للشركات ذات الحجم السوقي الكبير، انعكست بالتفاؤل على التوقعات حول مستقبل أسهم المصرف».

من جهته أفاد علي الفضلي لـ«الشرق الأوسط» وهو محلل فني، أن المؤشرالعام يقبع داخل مناطق حيرة، تسيير التعاملات بالاتجاه الجانبي والذي يعطي أسهم الشركات الأخرى فرصة للتحرك، والذي اتضح في الفترة الماضية، مضيفا توقع استمرار هذا التوجه "حتى تحسم أسهم الشركات القيادية أمرها مع مسار السوق».