جلسات ساخنة بين مجلس الأمن والأطراف الصومالية في جيبوتي

صوماليون يتظاهرون امام البرلمان في كيب تاون بجنوب افريقيا احتجاجا على الهجمات العنصرية على الأجانب (رويترز)
TT

شهدت جيبوتي مناقشات مستفيضة بين وفد مجلس الأمن الدولي وبين الأطراف الصومالية المتفاوضة برعاية الأمم المتحدة. وقد اجتمع سفراء مجلس الأمن أولا مع الحكومة الصومالية الانتقالية يتقدمهم الرئيس الصومالي عبد الله يوسف أحمد خلف أبواب مغلقة لمدة ساعتين ثم التقوا بممثلي المعارضة الصومالية بقيادة الشيخ شريف شيخ أحمد وامتنع كل من الحكومة والمعارضة عن الإدلاء بتفاصيل ما جري في هذه اللقاءات عدا تصريحات مقتضبة من أن اللقاءات جرت بشكل ودي.

وكان من المقرر أن تزور بعثة مجلس الأمن الدولي العاصمة مقديشو في مستهل جولتها الافريقية، للقاء بالرئيس الصومالي عبد الله يوسف احمد، لكن تم العدول عن هذه الزيارة لأسباب أمنية، وبدلا منها سافر الرئيس يوسف الى جيبوتي للقاء مع بعثة مجلس الأمن. وتعقد مفاوضات جيبوتي بين الحكومة الصومالية والمعارضة بحضور ممثلين عن الأمم المتحدة والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي. وكان ممثلو المعارضة الصومالية قد تغيبوا أمس عن جلسة افتتاح الجولة الثانية من المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة بين الحكومة والمعارضة والتي عقدت صباح امس في جيبوتي، واحتج ممثلو المعارضة على ترتيب جدول الأجندة حيث كان من المقرر أن تبدأ الجلسة بندوة عن الوضع الإنساني في الصومال تعقبها كلمات من الأطراف المتحاورة. وعقدت الندوة الافتتاحية بحضور الجانب الحكومي فقط وممثلي الأمم المتحدة والمراقبين من المنظمات الدولية والإقليمية والدول المهتمة بالشأن الصومالي، وانسحب من الندوة قبيل الافتتاح ممثلو المجتمع المدني في الصومال الذين استضيفوا كأعضاء مراقبين في المفاوضات بين الحكومة والمعارضة، وبرر ممثلو المجتمع المدني انسحابهم بأنهم لا يريدون المشاركة في ندوة يحضرها طرف واحد من المتخاصمين.

وفي نفس الوقت، يعقد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الى الصومال السفير «أحمد ولد عبد الله» لقاءات متواصلة مع الأطراف الصومالية لإيجاد صيغة مرضية للطرفين يتم بموجبها سير المفاوضات، وليس من المؤكد بعد فيما إذا كان الوسيط الدولي سينجح في ترتيب لقاء مباشر بين ممثلي الحكومة وتحالف المعارضة. ويحتل وجود القوات الإثيوبية التي تدعم الحكومة الصومالية صدارة أجندة المفاوضات بين الطرفين حيث تعتبرها المعارضة قوات احتلال وتطالب بضمانات دولية يتم بموجبها تحديد جدول زمني لانسحاب القوات الإثيوبية كشرط لبحث القضايا الأخرى العالقة، فيما الحكومة متمسكة ببقاء القوات الإثيوبية وترى أن لديها صلاحية شرعية للاستعانة بها. وكان موكب الرئيس الصومالي عبد الله يوسف أحمد قد تعرض لهجوم أمس من قبل المقاتلين الإسلاميين الذين قصفوا المطار في الوقت الذي كانت طائرة الرئيس الصومالي تتأهب للإقلاع وقد سقط عدد من القذائف داخل أسوار المطار لكنها أخطأت أهدافها، وكان الرئيس الصومالي متوجها الى جيبوتي حيث تعقد مفاوضات بين ممثلين عن الحكومة الصومالية الانتقالية وممثلين عن تحالف المعارضة الذي يشكل الإسلاميون أهم مكوناته.

وصرح متحدث باسم الرئيس الصومالي بأن القصف كان يهدف الى عرقلة سفر الرئيس الصومالي الى جيبوتي لكنه فشل في ذلك. وقد تمكن الرئيس الصومالي، من مواصلة سفره جوا الى جيبوتي.

ووقع حادث لافت بعد وصول الرئيس الصومالي الى مقر إقامة وفود الأطراف الصومالية بفندق «كامبفيسكي» الضخم في العاصمة جيبوتي، حيث رفض الزعيمان الرئيسيان في تحالف المعارضة الإقامة في فندق واحد مع الرئيس الصومالي. وفور أن علم كل من الشيخ شريف شيخ أحمد رئيس تحالف المعارضة، والشريف حسن شيخ آدم (رئيس اللجنة المركزية في التحالف) لمّما حقائبها وانتقلا الى فندق آخر، وبرر رئيس وفد المعارضة ذلك بأن ذلك كان تعبيرا عن عدم رضا المعارضة في هذه الخطوة» لكن باقي وفد المعارضة لا يزالون يقيمون في نفس الفندق. ولا تزال المعارضة الصومالية ترفض الجلوس وجها لوجه مع ممثلي الحكومة الصومالية الانتقالة ولم تفلح حتى الآن الجهود المبذولة لتحقيق عقد لقاءات مباشرة بين الطرفين وتطالب المعارضة حتى الآن بإحراز تقدم في موضوع سحب القوات الإثيوبية من الصومال أو وضع جدول زمني لسحبها مع ضمانات دولية. وعندما سئل رئيس وفد المعارضة عبد الرحمن عبد الشكور لماذا يصرون على عدم طرح هذا المطلب في لقاء مباشر مع الطرف الحكومي، قال إن الحكومة غير قادرة على سحب القوات الإثيوبية ونحن بالتالي نناقش مع المجتمع الدولي الذي أيد التدخل الإثيوبي فهو القادر على تحريك هذا الملف وليس الحكومة الصومالية الانتقالية التي تتلقى الأوامر من الإثيوبيين أنفسهم».