أعلن رئيسا وزراء بريطانيا غوردون براون واليابان ياساو فوكودا أمس، ان موضوع ارتفاع اسعار النفط والغذاء سيكون على رأس اجندة اجتماعات الدول الثماني الصناعية في اليابان، الشهر المقبل، مضيفين ان تنمية افريقيا من بين الأولويات التي ستبحثها الدول الصناعية الكبرى. وقال براون في مؤتمر صحافي مع فوكودا في لندن أمس ان «ارتفاع اسعار الغذاء والنفط والمواد الاستهلاكية مشاكل عالمية تحتاج الى حل دولي». وأضاف براون انه من الضروري «فتح حوار جديد بين مستهلكي النفط والدول المنتجة له»، مؤكداً ان «اعضاء مجموعة الدول الثماني ستضغط على الدول المنتجة للنفط لزيادة الانتاج». وتابع ان بالاضافة الى العمل على اقناع الدول المنتجة للنفط لرفع الانتاج النفطي، ستعمل الدول الصناعية الثماني على «العمل على تنويع مصادر الطاقة بما فيها الطاقة النووية والعمل على توفير الطاقة بطريقة افضل». وصرح فوكودا بأنه «علينا الخروج من القمة بحل ملموس وقوي» للتقلبات الاقتصادية العالمية وأزمة الغذاء. واضاف ان من بين الحلول المطروحة زيادة الانتاج الغذائي، وخاصة في الدول النامية، موضحاً ان «المشكلة متعددة الأوجه وتحتاج الى حلول متعددة الاوجه». وتابع ان مجموعة الثماني التي تنتمي اليها كل من الولايات المتحدة وروسيا واليابان وبريطانيا والمانيا وايطاليا وفرنسا وكندا ستنسق جهودها مع الامم المتحدة لمعالجة ارتفاع الاسعار العالمية. ومن المتوقع ان تشهد اجتماعات قمة الثماني، بين يومي 7 و9 يوليو (تموز) المقبل، تحضيرات للقمة الموسعة حول «الاهداف الانمائية الالفية» التي يرعاها براون في نيويورك في سبتمبر (ايلول) المقبل على هامش اجتماعات الجمعية العامة. وقال براون: «على الدول الصناعية إظهار القيادة العالمية قبل اجتماع نيويورك»، مضيفاً ان قمة اليابان ستركز على التعليم والصحة. ومن المتوقع ان تحظى القارة الافريقية باهتمام القادة الثمانية، التي تعتبر من ابرز القضايا على جدول القمة المقبلة. وتركز اليابان على اهمية تطوير القارة الافريقية وقد اعلنت الاسبوع الماضي مضاعفة دعمها المادي لافريقيا لتصل قيمته الى 1.9 مليار دولار خلال الاعوام الخمسة المقبلة. وطالب فوكودا امس من قادة دول مجموعة الثماني «الخروج من القمة بصوت قوي لدعم افريقيا».
ويتعاون براون مع نظيره الياباني للاستعداد لقمة الثماني. وكان براون قد طلب من فوكودا اضافة موضوع الازمة الغذائية على رأس جدول اعمال القمة، ووافق فوكودا على هذا الطلب. وقال فوكودا امس: تسلمت الرسالة من براون في ابريل (نيسان) الماضي، وقررت معالجة هذه القضية بناءً على ذلك». ولفت براون الى ان بلاده تحتفل هذا العام بذكرى 150 عاماً على تأسيس العلاقات الدبلوماسية مع اليابان. وهذه الزيارة الاولى لفوكودا الى بريطانيا منذ توليه منصبه في سبتمبر (ايلول) الماضي، ضمن جولة اوروبية للاستعداد لقمة يوليو. ويسعى براون لاظهار قدرته على معالجة المشاكل العالمية الاقتصادية في وجه المعارضة الداخلية المتصاعدة ضده. واستغل زيارة امس للتشديد على قدرته على القيادة وظهر الارتياح على وجهه لذكر فوكودا التعاون الوثيق مع براون على اهم القضايا العالمية. وبعد اسابيع من المصاعب السياسية، يواجه براون مشكلة جديدة مع احتمال تمرد حزبي داخلي ضد جهوده لتمديد الفترة المتاحة لاحتجاز المتهمين بقضايا ارهاب من دون توجيه تهم رسمية لهم الى مدة اقصاها 42 يوماً. وواجه براون اسئلة عدة من الصحافيين البريطانيين في المؤتمر الصحافي امس حول هذه المسألة، مكرراً بأن القانون الجديد «يوازن بين الضرورات الامنية والحقوق المدنية».