باريس: زيارة ساركوزي لبيروت جرعة دعم دولية للعهد الجديد

استعجال التواصل مع سورية غرضه ربطها بقطار الحل في لبنان

TT

قالت الرئاسة الفرنسية رسميا أمس إن الرئيس نيكولا ساركوزي سيقوم بزيارة من يوم واحد الى لبنان السبت المقبل تقوده الى بيروت التي يصل اليها من اليونان ويعود منها في اليوم نفسه الى باريس. وجاء في بيان صادر عن القصر الرئاسي أن الزيارة «ستكون مناسبة للرئيس الفرنسي للإشادة بالصداقة التي تجمع البلدين والشعبين وللتأكيد على تمسك فرنسا باحترام استقلال وسيادة لبنان ونظامه الديمقراطي». ولم تعط دوائر الإليزيه تفاصيل برنامج الرئيس الفرنسي في بيروت. لكن فهم أنه سيصل الى العاصمة اللبنانية قبيل الظهر ويذهب منها مباشرة الى القصر الجمهوري. وستكون له لقاءات مع الرئيس سليمان ومع رئيسي مجلس النواب والحكومة نبيه بري وفؤاد السنيورة في بعبدا على |أن يلتقي الجالية الفرنسية في لبنان قبل أن يذهب لتفقد القوات الفرنسية العاملة في إطار اليونيفيل. ووصفت الرئاسة الفرنسية انتخاب سليمان بأنه «مرحلة حاسمة على طريق الحل السياسي للأزمة اللبنانية وهو ما عملت فرنسا من أجله منذ أكثر من عام.

وقالت مصادر فرنسية رسمية إن استعجال الذهاب الى بيروت غرضه «تقديم جرعة دعم دولي للرئيس اللبناني الجديد» والتأكيد على «أهمية المصالحة الوطنية وضرورة أن يعمل جميع اللبنانيين معا لمواجهة العقبات التي ما زالت على طريقهم رغم اتفاق الدوحة وانتخاب سليمان».

وتعتبر باريس أن اتفاق الدوحة «وضع لبنان على سكة الحل» ويتعين على اللجنة العربية وعلى الأسرة الدولية «مواكبة تطبيق بنوده كلها ما يستدعي توفير الرعاية العربية والدولية له». وما زالت باريس تترقب عملية تشكيل الحكومة وخطوات العهد الجديد والحكومة الأولى لتطمئن للمسار الذي سيسلكه الوضع في لبنان.

ويترافق توجه ساركوزي الى بيروت مع خطوة فرنسية إضافية باتجاه سورية بعد الخطوة الأولى التي تمثلت بالاتصال الهاتفي الذي أجراه ساركوزي مع الأسد بحر الأسبوع الماضي. ومن المفترض أن يرسل الرئيس الفرنسي الى دمشق أمين عام الرئاسة، كلود غيان، في الأيام القليلة القادمة. وسبق لغيان أن زار العاصمة السورية مرتين عندما كانت فرنسا تعمل مع سورية على إيجاد مخرج للأزمة في لبنان، الخريف الماضي. وردت مصادر فرنسية على التساؤلات التي طرحت في باريس وبيروت حول «استعجال» ساركوزي بالاتصال الهاتفي مع نظيره السوري بشار الأسد بعد خمسة أشهر من القطيعة و«عدم التمهل» لمعرفة كيفية تصرف سورية في لبنان في الأسابيع والأشهر المقبلة. وبحسب هذه المصادر، فإن باريس، الى جانب ما قالته سابقا عن التزامها بما وعدت به من معاودة التواصل مع سورية إذا ساعدت على الحل في لبنان، تريد من خلال خطواتها الانفتاحية باتجاه السلطات السورية «ربط دمشق بمسيرة الحل وجعلها جزءا منه». ومن هذه الزاوية، فإن الاتصال الهاتفي الرئاسي وإيفاد غيان من شأنهما «دفع السلطات السورية باتجاه الاعتدال والمساعدة على التغلب على المشاكل اللاحقة في لبنان وجذبها الى معسكر الاعتدال». وترى فرنسا أن ثمة «مسائل رئيسية» ما زالت معلقة في لبنان ويتعين بالتالي «الإرادة الحسنة» للأطراف المحلية والإقليمية بمن فيها دمشق لإيجاد حلول لها.

بموازاة ذلك، ترى باريس أن ثمة « جوا إقليميا» مؤاتيا في المنطقة، وهو ما تعكسه مفاوضات السلام السورية ـ الإسرائيلية غير المباشرة رغم تخوف باريس من أن ينعكس الوضع السياسي الإسرائيلي عليها جمودا.

وفي الأسابيع المقبلة ستتوالى الاتصالات الفرنسية ـ السورية في إطار التحضير للقمة المتوسطية التي دعي الرئيس الأسد اليها في 13 يوليو(تموز) المقبل. وسيسبق القمة موعدان رئيسيان: الأول اجتماع وزراء خارجية الاتحاد في باريس لأوائل الشهر القادم ثم اجتماع رؤساء برلمانات الدول المعنية في باريس ايضا عشية القمة وتحدديا في 12 و13 من الشهر عينه على أن تتوج كل هذه الحركة السياسية والدبلوماسية بالقمة نفسها التي ستشهد توزيع المسؤوليات وإعلان قيام الإتحاد الجديد.