ليفني تعتبر ما طرح في كامب ديفيد بشأن حق العودة مبالغ فيه وتطرح لم شمل البعض من منطلق إنساني

اللاجئون يقولون إنهم ضيوف على السلطة

TT

قال مسؤولون اسرائيليون، إن اسرائيل تنظر الى قضية اللاجئين الفلسطينيين كقضية إنسانية، وتتعاطى مع هذا الملف في المفاوضات كبادرة انسانية تسمح لعدد محدود من اللاجئين بالعودة. وخلال الشهر المنصرم تفاجأ الاسرائيليون من حجم المهرجانات التي اقامها الفلسطينيون في الذكرى الـ 60 للنكبة. اكدوا خلالها ان حق العودة، خط احمر. وقال صالح الزق مسؤول ملف اللاجئين في فتح لـ«الشرق الاوسط» «ان القضية حق مواطنة، ونحن ضيوف على السلطة». وتظهر قضية اللاجئين كاحدى اكثر القضايا المعقدة على طاولة البحث. وحتى الاسرائيليون الذين يتحدثون عن تقدم في المفاوضات فانهم يقولون ان قضيتي اللاجئين والقدس لم تحرزا اي تقدم. وفي الوقت الذي شدد فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابومازن) على ان حق العودة مكفول لكل الفلسطينيين، الا انه بحسب مصادر اسرائيلية، معني بتحديد عدد اللاجئين الذين سيسمح لهم بالعودة، كبادرة إنسانية. ويوافق على عودتهم بشكل تدريجي خلال عدة سنوات. لكن اولمرت وفق المصادر يرفض تحديد العدد ويفضل بلورة صيغة عامة وضبابية للحالات الاستثنائية التي سيتاح فيها عودة لاجئين. ونفت مصادر فلسطينية مقربة من المفاوضات لـ«الشرق الاوسط» ان يكون ابومازن توصل لاتفاق مع اولمرت حول اللاجئين. وقالت «انها دردشات في القشور، ولم تتطرق المفاوضات بشكل جدي الى موضوعي اللاجئين والقدس تحديدا، وانما تركزت على موضوع الحدود». وبحسب المصادر فان ما تطرحه اسرائيل في موضوع الحدود «يهدف لخدمة افكارها في قضية اللاجئين اذ تطرح اسرائيل تعديلا للحدود يضمن التخلص من تجمعات عربية في الداخل لصالح الدولة الفلسطينية». وتابعت المصادر «انهم يطرحون لم شمل للبعض.. انهم يتخوفون من الشبح الديموغرافي، ويريدون التخلص من مواطنيهم العرب.. فكيف باللاجئين». ونوقشت هذه الاقتراحات، اثناء مفاوضات كامب ديفيد 2000. الا ان رئيسة الوفد الاسرائيلي المفاوض الوزيرة تسيفي ليفني، قالت ان «التوقعات المبالغة كما في أيام باراك وعرفات، قادت في نهاية المطاف لاندلاع الانتفاضة». وطالبت ليفني الدول العربية بالاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية.. فقد قبلوا عام 47 بحل الدولتين للشعبين».

وشبهت ليفني اللاجئين الفلسطينيين الذين هجروا قسرا من ديارهم بالمهاجرين اليهود. واضافت في مؤتمر عقد بمناسبة مرور 40 عاما على تأسيس معهد ترومان في الجامعة العبرية في القدس إنه «كما استوعبت إسرائيل لاجئين يهود من كافة دول العالم على الفلسطينيين أن يستوعبوا في دولة فلسطين التي ستقام اللاجئين الفلسطينيين». وتكشف أقوال ليفني عن التوقعات المبالغ فيها، إلى أن ما تطرحه إسرائيل في المفاوضات الراهنة أقل مما عرضه باراك على الفلسطينيين في كامب ديفيد عام 2000.

وفي الضفة الغربية، يرفض اللاجئون الفلسطينيون، عودة محدودة، او اي تنازل في حقوقهم الذي يعتبرونه فرديا ولا يسقط بالتقادم. وقال تيسير نصر الله منسق لجنة احياء ذكرى النكبة لـ«الشرق الاوسط» ان الموقف الشعبي واضح، وهو يكبل موقف القيادة في المفاوضات».

وقال صالح الزق «اننا نصر على حق العودة، وهو مقدس .. ويعني لنا مواطنة من الدرجة الاولى». واضاف «نشعر اننا مواطنين من الدرجة الثانية، حتى عند السلطة.. اننا ضيوف عند السلطة، وقضيتنا اكبر من الفصائل والقيادة».