مفتشون دوليون إلى سورية هذا الشهر للتحقيق في موقع دير الزور

البرادعي يقر بعدم التقدم في الملف الإيراني والدول الست تستعد لتقديم عرضها لطهران

TT

أعلن مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي ان سورية قد وافقت على استقبال فريق من المفتشين الدوليين سيزورها في الفترة من 22 الى 24 يونيو (حزيران) الحالي، وذلك للتفتيش والتحري حول نوع الانشطة النووية التي تقول الولايات المتحدة انها كانت داخل المفاعل السوري، وهو المفاعل الذي دمرته اسرائيل ثم كشفت الولايات المتحدة بعد ذلك عن معلومات تشير الى ان انشطة نووية محظورة فيه. وتأتي هذه الزيارة لتجيب على تساؤلات حول الانشطة في المفاعل الذي لم يسبق لسورية ان اعلنت عنه للوكالة كما تلزمها بنود اتفاقية حظر الاسلحة النووية. وكان اعلان البرادعي عن الزيارة الدولية قد جاء ضمن خطابه الذي القاه امام الجلسة الافتتاحية لاجتماعات مجلس امناء الوكالة الذي بدأ في فيينا صباح امس. وبينما رحب البرادعي بالتعاون السوري، انتقد اسرائيل على مهاجمتها الموقع قبل ان تتاح الفرصة للوكالة الدولية بتفتيشه، كما انتقد الولايات المتحدة لانتظارها حتى ابريل (نيسان) الماضي للكشف عن معلومات استخباراتية تشير الى ان المفاعل بني لاغراض عسكرية بمساعدة كوريا الشمالية. وقال: «من المؤسف للغاية انه لم يتم تزويد الوكالة بالمعلومات الخاصة بالمنشأة في الوقت المطلوب وانه تم اللجوء الى القوة من طرف واحد قبل ان تتاح للوكالة الفرصة لاثبات الحقائق». واشتملت المعلومات الاستخباراتية التي كشفت عنها الولايات المتحدة صورا اخذت من داخل المفاعل تظهر بناء درع لمفاعل نووي قيد البناء.

وأكدت سورية أمس موافقتها على زيارة فريق الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال مصدر رسمي سوري طلب من «الشرق الاوسط» عدم الكشف عن هويته أن «دمشق ستتعاون لإنجاح مهمة الوفد». وتتهم الإدارة الأميركية سورية بإنشاء مفاعل نووي بالتعاون مع كوريا الشمالية، وكانت طائرات إسرائيلية قد قصفت موقعا في محافظة دير الزور في سبتمبر (أيلول) 2007، وأعلنت المخابرات الأميركية في ابريل الماضي أن الموقع كان مفاعلا نوويا على وشك التشغيل. ونفت سورية وجود برنامج نووي لديها أو أي اتفاق من هذا النوع مع كوريا الشمالية. وقالت إن الموقع الذي قصفته الطائرات السورية كان بناء غير عسكري قيد الإنشاء، وان البناء كان قد توقف في الموقع قبل فترة من القصف الإسرائيلي. وبينما فتحت الوكالة الدولية صفحة جديدة مع سورية أمس،  نقل البرادعي لمجلس الامناء فشل الوكالة في تحقيق نجاح يذكر فيما يختص بشأن الدراسات السرية المزعومة التي تشير لاحتمالية وجود جانب عسكري للنشاط النووي الايراني. وأوضح ان الوكالة تسلمت كمية من المعلومات التي لم يسمح لها بتسليمها لايران التي ما فتئت تصف تلك المعلومات بالمفبركة والمضللة. ودعا البرادعي ايران الى «تقديم كشف كامل» عن برنامجها النووي، قائلاً ان الوقت قد حان لتكشف طهران عن انشطتها النووية الماضية والحالية خاصة فيما يتعلق بمزاعم عن اخفائها معلومات مهمة حول التسلح. واشار البرادعي الى ان الوكالة الدولية امضت السنوات الخمس الماضية في محاولة التحقق من تطلعات ايران النووية، وأكد ان الوقت اخذ في النفاد. وقال «رغم احراز تقدم كبير (...) من الضروري ان تتمكن الوكالة من التوصل الى خلاصة فيما يتعلق بطبيعة البرنامج الايراني في اقرب وقت ممكن»، مضيفاً: «هذا يتوقف بشكل اساسي على ابداء ايران الشفافية اللازمة وتقديمها كشفا كاملا. وانا احضها مجددا على القيام بذلك في المستقبل القريب». وتتهم الولايات المتحدة وحلفاؤها الاوروبيون ايران بالسعي الى صنع قنبلة ذرية تحت غطاء برنامج نووي مدني الامر الذي تنفيه ايران باستمرار.