«فتح الإسلام» تتبنى التفجير في مركز للجيش اللبناني

مسؤول فلسطيني يؤكد أن الانتحاري كان يحمل بطاقة فلسطينية مزورة

TT

أعلنت أمس حركة «فتح الإسلام» مسؤوليتها عن العبوة التي استهدفت مركزا للمخابرات تابعا للجيش في منطقة العبدة في الشمال اللبناني قبل يومين، وذلك في بيان نسب الى مكتبها الاعلامي. وجاء في البيان: «لقد مكن الله سبحانه وتعالى، جماعة من مجاهدينا الأبطال، من الشروع بالانتقام لدماء أهل التوحيد الذين زفوا إلى الجنان العالية، ناصرين للدين، راغبين بما عند الله رب العالمين التي أريقت خلال الهجوم الذي شنه الجيش اللبناني ضد أهلنا في مخيم نهر البارد (في الشمال اللبناني) حيث أفلح مجاهدونا بعون الله، أول أمس بزرع عبوة ناسفة في وكر لاستخبارات الجيش اللبناني في بلدة العبدة وتفجيرها عن بعد حيث سقط عدد من قتلى وجرحى». أضاف: «لقد ظن البعض أن شوكتنا قد كسرت وأن رايتنا قد أنزلت وأن عزمنا قد وهن، لكن خاب ظنهم وفشلت نياتهم بفضل من الله. فراية التوحيد والحق والهدى كانت وستبقى خفاقة، وسيوف الحق ستبقى مسلولة ولن تعود إلى غمدها، حتى تقتص من الطغاة والظالمين والكفار والمجرمين، وتذيقهم شر ما اقترفته أياديهم السوداء».

من جهة أخرى، تصدر حادثا العبدة ومقتل انتحاري مزنّر بحزام ناسف برصاص الجيش عند مدخل مخيم عين الحلوة في الجنوب بعدما حاول الاقتراب من مركز للجيش، اهتمام القضاء العسكري الذي كثف تحقيقاته بالتعاون مع الاجهزة الامنية لكشف الملابسات المحيطة بالحادثين ومعرفة الجهات التي تقف خلفهما.

ففي حادث العبدة يشرف مفوض الحكومة لدى المحمكة العسكرية القاضي جان فهد على التحقيقات التي تجريها مديرية المخابرات والشرطة العسكرية. وعلم ان التحقيق يتركز على جمع معلومات واثباتات حول معطيات اولية متوافرة قد تتقاطع مع معلومات محددة عن علاقة مشتبهين محتملين. ورجحت مصادر معنية بالتحقيق ان يكون حادث الشمال مرتبط بالحرب التي خاضها الجيش الصيف الفائت ضد تنظيم «فتح الاسلام» الإرهابي في مخيم نهر البارد وخارجه، ان يكون المشتبهون المشار اليهم غادروا الاراضي اللبنانية بعد الحادث لعدم العثور عليهم في الاماكن التي كانوا يتمركزون فيها عادة. وأكدت المصادر ان منفذي عملية العبدة كانوا يراقبون المركز المستهدف عن كثب وانهم وضعوا العبوة عند مدخله الخلفي حيث لا نقطة حراسة.

اما في ما يتعلق بقتل الجيش للانتحاري، فقد كلف مفوض الحكومة القاض جان فهد قسم المباحث العلمية باجراء فحص الحمض النووي (DNA) لجثة القتيل وتزويده صوره الفوتوغرافية التي التقطت بعد وفاته لمقارنتها مع صور موجودة لدى الأجهزة الامنية لأشخاص مطلوبين للعدالة وملاحقين غيابيا بجرائم ارهابية، ومطابقة نتائج هذه الفحوص على عينات لذوي اشخاص لبنانيين وفلسطينيين وعرب، كانوا قد حضروا الى لبنان بعد انتهاء حرب نهر البارد. وقدموا بلاغات عن اختفاء ابناء لهم يرجح ان يكونوا في عداد مقاتلي «فتح الإسلام» ولم يعثر على اثر لهم حتى الآن. وان التحقيق لم يحدد هوية القتيل حتى الآن.

كذلك كلف القاضي فهد لجنة من الاطباء الشرعيين لتشريح جثة القتيل الموجودة في برّاد المستشفى العسكري وإيداعه تقريرا مفصلا بنتيجة هذا التشريح.

وكان قائد الكفاح المسلح الفلسطيني، منير مقدح، قد أكد لوكالة الصحافة الفرنسية في لبنان ان الانتحاري المذكور «كان يحمل بطاقة فلسطينية مزورة».