«الإنماء» يضيف 150.6% إلى سيولة السوق في يومه الأول

خبير: أنظمة التداول الالكترونية تشكل عقبة أمام تطوير سوق المال

سعوديون في إحدى قاعات تداول الاسهم («الشرق الاوسط»)
TT

أضافت أسهم مصرف الإنماء في اليوم الأول من تداولاتها أمس، إلى قيمة تعاملات سوق الأسهم السعودية اليومية، ما يعادل 150.6 في المائة، بعد أن استقبلت أسهم المصرف 9.09 مليار ريال (2.4 مليار دولار)، من إجمالي السيولة، ليتبقى لأسهم 117 شركة متداولة 6.04 مليار ريال (1.6مليار دولار) فقط.

وجاءت هذه السيولة الضخمة المتوجهة إلى أسهم «الإنماء» نتيجة لضخامة حجم المصرف، حيث استحوذ على 60.1 في المائة من قيمة تعاملات السوق، بالإضافة إلى 80.7 في المائة من إجمالي الأسهم المتداولة أمس، بعد أن تم تدوير 598.08 مليون سهم على المصرف.

واستطاعت أسهم مصرف الإنماء أن تسجل مستويات عليا متفائلة، من خلال تحقيقها مستوى 18 ريالا (4.8 دولار)، محققة مكاسب بمعدل 80 في المائة عن سعر الاكتتاب، بعد افتتاحها عند مستوى 15.75 ريال(4.2 دولار)، لتعود أدراجها بعد مواجهة بيوع الأفراد التي أرغمت أسهم المصرف على تسجيل مستوى 14.25 ريال (3.8 دولار) والتي تمثل المستويات الدنيا لأسهم «الإنماء» قبل أن تغلق عند 16 ريالا (4.2 دولار). وعلى الرغم من التفاؤل الذي جارت به أسهم شركات السوق أداء أسهم «الإنماء»، من خلال ارتفاع أسهم 73 شركة، مقابل انخفاض 24 شركة، إلا أن المؤشر العام عاش أغلب فترات التداول في المنطقة الحمراء، والتي كانت هي منطقة الإغلاق للسوق، بعد الضغط السلبي الذي ظهر بقوة من القطاع المصرفي بتراجعه 1.2 في المائة. حيث أنهت سوق الأسهم السعودية تعاملاتها أمس عند مستوى9501 نقطة بانخفاض 14 نقطة تعادل 0.15 في المائة عبر تداول 740.9 مليون سهم بقيمة 15.1 مليار ريال (4.02 مليار دولار)، بتراجع 4 قطاعات مقابل ارتفاع 11 قطاعا.

أمام ذلك أشار لـ«الشرق الأوسط» فضل البوعينين وهو مصرفي سعودي وخبير اقتصادي، إلى أنه بعد أن كان إدراج أسهم مصرف الإنماء يشكل ضغطا نفسيا على المتداولين، تحول في تعاملات أمس إلى عامل إيجابي أشاع ثقة المتداولين في السوق، خاصة بعد أن سجل مستويات عليا خالفت جميع التوقعات المتشائمة التي كان خلفها مروجي الشائعات الذين يهدفون إلى إخضاع السوق لتوجهاتهم الخاصة. وأضاف «لم يكن مستغربا أن ترتفع أحجام التداولات أمس على أساس أن سيولة ضخمة جمدت في الفترة الماضية تحسبا للدخول في مصرف الإنماء»، معتبرا أسهم المصرف فرصة استثمارية من الدرجة الأولى، خاصة في مستوياته السعرية الحالية، مؤكدا أن إدراج أسهم «الإنماء» أعاد الثقة للسوق وبدأ الشراء واضحا على أسهم منتقاة، مما ساعد على تحقيقها مكاسب سعرية لافتة.

إلا أن الخبير الاقتصادي ذكر أنه «من المحزن حجم البيوع على أسهم مصرف الإنماء، التي قام بها صغار المكتتبين في تداولات الأمس، والذي كان من المفترض أن يحتفظوا بأسهمهم على مبدأ الادخار الاستثماري.. ومن المؤسف أن تشهد تداولات اليوم الأول من إدراج «الإنماء» ربكه حقيقية في شبكات التداول الالكترونية، وأنظمة الأوامر المباشرة»، وأفاد البوعينين بأن هذا الضعف الفني يعني أن أنظمة التداول الالكترونية بقنواتها المتعددة، ما زالت تشكل عقبة أمام تطوير سوق المال السعودية، وإذا ما أضيف إلى ذلك مشاكل نظام تداول الحالي التي يفترض أن تكون على مستوى عالي من التقنية بعد إجراءات التغيير الأخيرة.

وأوضح «أننا نصبح أمام مشكلة حقيقية يجب أن ينظر في حلها في أسرع وقت إذا ما أردنا أن تكون لدينا سوق مالية تعتمد في تداولاتها على تقنية آمنة وتحقق العدالة للجميع»، مبينا أنه تقديم فترة تداول مصرف الإنماء لتجاوز المشاكل المتوقعة لم يحم المتداولين من أعطال الأنظمة الفنية التي فوتت عليهم الكثير من فرص الربح. من ناحيته أكد لـ«الشرق الأوسط» بر الحربي مراقب لتعاملات السوق، أن التداولات أمس، شهدت أعطالا فنية أجبرت المكتتبين على البيع في المناطق السعرية المتدنية لأسهم مصرف الإنماء على الرغم من محاولة إدخال الأوامر باكرا، مؤكدا أن هذا ينطبق في نفس الوقت على المتداولين الذين أرادوا الدخول في أسهم مصرف الإنماء أمس.