أحمدي نجاد يكرس زيارته الأولى إلى غرب أوروبا لمهاجمة إسرائيل

ليفني ورايس ترفضان مبدأ الحوار مع إيران تحت الظروف الراهنة

متظاهرون يحملون لافتات احتجاج ضد مشاركة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في اجتماعات «الفاو» في روما أمس (أ.ف.ب)
TT

استغل الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد زيارته الاولى الى غرب اوروبا ليهاجم اسرائيل والولايات المتحدة. وشن احمدي نجاد هجوماً على خصميه اثناء حضوره قمة منظمة الاغذية والزراعة التابعة للامم المتحدة «الفاو» في روما، مما اثار استنكار جهات عدة. وبينما كرر الرئيس الايراني مهاجمته للبلدين، طالبت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تيبني ليفني بعدم التساهل مع ايران في ما يخص برنامجها النووي.

وفي ثاني هجوم له على اسرائيل والولايات المتحدة خلال يومين، قال احمدي نجاد ان أوروبا تتحمل التكلفة الاقتصادية لـ«نظام زائف» للصهاينة. وقال احمدي نجاد عبر مترجم لدى وصوله في أول رحلة لغرب اوروبا منذ توليه الرئاسة: «لا أعتقد ان تصريحاتي تثير مشاكل» في اوروبا. وأضاف: «الناس تحب تعليقاتي لانهم سينقذون أنفسهم من خداع الصهاينة. الشعوب الاوروبية عانت أكبر ضرر من الصهاينة واليوم تقع تكلفة هذا النظام الزائف سواء كانت تكلفة سياسية او اقتصادية على عاتق الاوروبيين». واتهم الرئيس الايراني اسرائيل بـ«الهمجية»، معتبراً ان زوال هذا البلد «حتمي وهو امر يحصل حاليا». كذلك، أدان الرئيس الايراني «حصر السلطات في ايدي قادة غير كفؤين لا يحترمون الاخرين» من دون ان يسمي هؤلاء، معربا عن اسفه لـ«الاحتلال» في العراق وفلسطين. واعتبر ان «الولايات المتحدة لم تجلب الى الشرق الاوسط سوى التهديدات والضغوط والقهر».

واحتج حوالي 40 ايطالياً من «الجماعة اليهودية في روما» ضد احمدي نجاد وحاولوا الوصول لمكان انعقاد القمة لكن اوقفوا عند حاجز للشرطة يبعد حوالي نصف كيلومتر. وهتفوا «اسرائيل.. اسرائيل.. اسرائيل» وهم يلوحون بالاعلام الاسرائيلية على تلة قرب موقع اثري في روما.

ووصل احمدي نجاد الى مقر القمة وسط اجراءات أمن مشددة وتجاهله بالفعل عدد من المشاركين الغربيين. وكان احمدي نجاد قد طلب لقاء خاصاً مع البابا بنديكت. وأعلن الفاتيكان أن كل هذه الطلبات من زعماء يحضرون قمة الغذاء قد رفضت لان البابا لن يقدر على لقائهم جميعا. وافاد بيان صادر عن الفاتيكان أن تفسيرات وسائل الاعلام عن ان البابا يعترض بذلك على مسؤول معين «خاطئة».

وفي نيويورك، قال رونالد لودر رئيس «المؤتمر اليهودي العالمي» انه قدم شكوى الى الامم المتحدة وللحكومة الايطالية من وجود احمدي نجاد في المؤتمر الذي نظمته منظمة الاغذية والزراعة التابعة للامم المتحدة «الفاو». وقال لودر: «من المؤسف ان يسمح لزعيم مثله يخذل شعبه والمجتمع الدولي على حد سواء بأن يخطف جدول اعمال هذا المؤتمر المهم للفاو». وتقود الولايات المتحدة التي قطعت علاقاتها مع ايران بعد فترة وجيزة من قيام الثورة الاسلامية عام 1979 جهودا لعزل طهران بسبب برنامجها النووي المثير للجدل الذي يشتبه الغرب في انه مجرد واجهة لانتاج سلاح نووي.

وناشدت وزيرة الخارجية الاسرائيلية المجتمع الدولي لمواصلة الضغوط على ايران ولابقاء خيار العمل العسكري مطروحاً لمنع ايران من الحصول على سلاح نووي. ونقلت وكالة «اسوشيتد بريس» عن مصدر حضر لقاء مغلقا للجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الاسرائيلي قوله ان «اية تردد في التحرك ضد ايران يخلق صورة من الضعف». واضافت ان على ايران ان «تفهم ان التهديد العسكري موجود ولن يسحب». وتابعت الوكالة نقلاً عن ليفني قولها: «كل ما بقي الخيار العسكري على الطاولة الآن، كلما قلت فرص الحاجة لاستخدامه». وصرحت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس امس انه لا يوجد جدوى من الحديث مع ايران في الوقت الراهن الا اذا غيرت مواقفها الحالية. وقالت رايس في تصريحات امام مجموعة الضغط الموالية لاسرائيل «ايباك» ان الدبلوماسية الحقيقية «ليست مرادفاً للحديث»، مضيفة ان الدبلوماسية يجب ان ترافقها تكتيكات ضاغطة. وأضافت انه من الممكن التواصل مع ايران ولكن «ليس في وقت يستمرون بالاقتراب من القنبلة النووية».