كليات «البنات» تغزو الشرق الأوسط وتخلق مناخا ليبراليا لتعليم الإناث

عمداء أكبر 5 كليات أميركية للإناث يتسابقون على المنطقة

TT

يشهد الإقبال على الكليات من قبل الفتيات تراجعاً بالغاً داخل الولايات المتحدة. وعليه، شهد هذا الربيع تحول عمداء أكبر خمس كليات للنساء ـ «برين ماور»، «بارنارد»، «ماونت هوليوك»، «ويلسلي» و«سميث» ـ بأنظارهم نحو أكثر منطقة تزدهر بها المؤسسات التعليمية المخصصة للإناث دون الذكور: الشرق الأوسط.

على امتداد ثلاثة أسابيع، قام عمداء هذه الكليات الخمس بزيارة كل من الأردن والبحرين والكويت وعمان والإمارات، ساعين لتوضيح المميزات التي يمكن لكليات الآداب الليبرالية المخصصة للفتيات توفيرها للطالبات الطموحات أكاديمياً. وداخل كل الدول التي قاموا بزيارتها، شرح المسؤولون الأكاديميون كيف استفادت الفتيات من كلياتهم التي تشكل المرأة قطاعاً كبيراً من العاملين فيها. ويجري تشجيع الفتيات على التفوق بمجالات يهيمن عليها الذكور، مثل العلوم والرياضيات. وتباهى العمداء بخريجات كلياتهم، أمثال هيلاري رودهام كلينتون وإيميلي دكنسون وديان ساوير وكاثرين هيبورن ومادلين أولبرايت. من ناحيتها، أكدت جيني ريكارد، عميد كلية «برين ماور»، في إطار تقديمها للكلية، «إننا مانزال نعمل على إعداد عدد كبير من العلماء السيدات. إننا نهتم بالفعل بتمكين المرأة ومساعدتها على الحصول على مستوى رفيع من التعليم». ومثلما الحال مع الجامعات بمختلف أنحاء البلاد، تعمل الكليات الخمس على التوسع نحو الخارج، ومع أن التوسع باتجاه الشرق الأوسط قد يبدو منطقياً بالنسبة لها، إلا أنه ربما يبدو غريباً في بعض جوانبه. ففي الوقت الذي تعد المؤسسات التعليمية المخصصة للفتيات فقط داخل الشرق الأوسط بيئات منعزلة تعكس دور المرأة التقليدي في المجتمع المسلم، تعتبر الكليات الأميركية معاقل لليبرالية، حيث يناقش الطلاب بقوة القضايا السياسية والأخرى المتعلقة بالمساواة بين الجنسين مثل ممارسات التمييز ضد النساء. وتشير الطالبات شرق الأوسطيات الملتحقات بهذه المدارس إلى مرورهن بمرحلة تحول هائل. خلال زيارتهم للشرق الأوسط، قام العمداء الأميركيون بزيارة المدارس الدولية الأميركية والأخرى المقامة على النسق البريطاني والهندي والمدارس المختلطة التي تضم أبناء الأجانب ومدارس الفتيات المحليات اللائي لا يختلطن كثيراً بالرجال. ورغم تباين ردود أفعالهم، تبقى المحصلة النهائية أن المنطقة بصورة عامة بدت كتربة خصبة لاجتذاب طلاب لكلياتهم. وبالنسبة لبعض العائلات، شكلت هذه الكليات حلاً وسط بين الأجواء السائدة في الوطن والتعرف على التوجهات التعليمية الأميركية. يذكر أنه في الستينيات من القرن الماضي، كانت الولايات المتحدة تضم قرابة 300 كلية مخصصة للفتيات. أما الآن، فقد انخفض العدد لما دون 60 كلية. إلا أن كليات «برين ماور»، «بارنارد»، «ماونت هوليوك»، «ويلسلي» «وسميث» ـ المعروفة باسم «الأخوات» ـ تجتذب أعداداً كبيرة من الطالبات الراغبات بالالتحاق واللائي يتميزن بمستوى تعليمي عال. وتنجذب هذه الطالبات إلى تاريخ هذه المؤسسات العريق على الصعيد الأكاديمي. ومع ذلك، فإن غالبية فتيات المدارس الثانوية داخل الولايات المتحدة لا يفكرن في الالتحاق بكليات الفتيات. ونظراً لأن هذه الكليات لا تتلقى عددا من طلبات الالتحاق يوازي نظيراتها المختلطة، فإنها تعجز عن انتقاء الملتحقين بها مثلما تفعل الكليات الأخرى. وعليه، فإن اجتذاب طلبات التحاق من الشرق الأوسط سيشكل تطوراً مهما. إلا أن عمداء هذه الكليات ينفين أن تكون جولتهن بالشرق الأوسط تأتي في إطار سعيهن للعثور على شابات مسلمات بمقدورهن التوافق بصورة جيدة مع عالم النساء القائم داخل هذه الكليات. وأكدت «جنيفر دسجارليس»، عميدة «ويلسلي»، أن «الكثيرين ينتظرون منا أن نقول إننا ذهبنا إلى الشرق الأوسط لأننا كنا نتوقع أن يكون مجتمعا محافظا للغاية وبالتالي ملائما جدا لنا. لكن ذلك ليس سبب ذهابنا هناك، ولم يخطر ذلك ببالنا قط». من جانبها، قالت «ويراسنجاج»، وهي سيرلانكية تعيش في دبي، إنها عندما أخبرت صديقاتها أنها ستلتحق بـ«ماونت هوليوك»، «قالوا لماذا تريدين الالتحاق بكلية للبنات؟» على سبيل التندر. وتقول عن تجربتها «لم يكن لدينا مناخ سياسي في دبي. أما في ماونت هوليوك، لم يكن حتى باستطاعتي النوم أثناء الانتخابات لأن كل من حولي كانوا مهتمين بها للغاية». وقال مارك راي المستشار بـ«ماونت هوليوك»، إن «الآباء والأمهات من المحتمل أن يرسلوا بناتهم إلى إحدى هذه الكليات بدلاً من الجامعات المختلطة». إلا أنه داخل الكثير من العائلات شرق الأوسطية، لايزال من الصعب تقبل فكرة إرسال فتاة في الثامنة عشرة من عمرها إلى الولايات المتحدة بمفردها. وأشارت ديان أنكي، المسؤولة بـ«ماونت هوليوك»، إلى تساؤلات من فتيات يخططن للانضمام إلى المدرسة حول الحياة خارج الحرم الجامعي والمنطقة المحيطة بالكلية، ما يشير إلى أنهن يخططن للسفر بصحبة أقاربهن. وأشارت إلى أن كليات البنات تبلغت ان وجود أماكن إقامة مخصصة للفتيات فقط سيشكل عامل جذب للطالبات شرق الأوسطيات. بيد أن راي أوضح أن الطالبات أبدين قدرا أكبر من الاهتمام بالحرية التي سيتمتعن بها داخل كليات الفتيات.

* خدمة «نيويوك تايمز»