أولمرت في واشنطن لطمأنة الرئيس بوش على مصير المسيرة السياسية

TT

بدأ رئيس الوزراء الاسرائيلي، ايهود أولمرت، الى واشنطن، أمس، زيارة مميزة يستريح خلالها من الضغوط الداخلية لإقالته ويشحن نفسه بالقوة لمواصلة معركته للبقاء في الحكم. ويتوقع أن يحظى بدعم من الرئيس الأميركي، جورج بوش، يعينه على مجابهة خصومه في اسرائيل. وفي الوقت نفسه سيسعى أولمرت الى طمأنة مضيفيه بأنه في حالة اضطراره للابتعاد عن السلطة، فانه سوف يستغل وجوده حتى النهاية لكي ينجح مسيرة السلام مع السلطة الفلسطينية.

وقال أولمرت للصحافيين المرافقين له على الطائرة، إنه مصر على الاستمرار في معركته لإثبات براءته، وانه واثق من ان الشرطة أيضا ستتوصل الى القناعة بأنه بريء وتمتنع عن تقديم لائحة اتهام ضده. وأوحى أنه لن يستسلم أمام «الضغوط اللا انسانية واللاديمقراطية» الرامية الى الحكم عليه قبل أن ينتهي التحقيق في الشرطة. ووصف هذه الضغوط بالمحاولة الانقلابية عليه. ولمح من جديد إلى أن وراءها أهدافا سياسية معادية لمشاريعه السلمية.

وكانت هذه الرحلة قد خططت قبل عدة شهور وهدفها الأساسي المشاركة في المهرجان السنوي للجنة الاميركية ـ الاسرائيلية للشؤون العامة (ايباك)، المناصرة لاسرائيل والمنسق بينها وبين يهود الولايات المتحدة. وتلقى أولمرت عدة نصائح بألا يسافر، بسبب الأزمة الائتلافية الخانقة التي يعيشها. لكنه أصر، زاعما ان الزيارة تنطوي على طرح قضايا مصيرية تتعلق بمستقبل اسرائيل الأمني والاستراتيجي.

وحرص مساعدو أولمرت على إعطاء الزيارة مضموناً استراتيجياً وسياسياً كبيراً، حيث رتبوا له لقاءات مع كل من الرئيس بوش (ساعة ونصف الساعة)، ونائبه ديك تشيني، ووزيرة الخارجية، كوندوليزا رايس، وعدد من قادة الكونغرس ومع المرشحين الثلاثة للرئاسة، باراك أوباما وهيلاري كلينتون من الحزب الديمقراطي، وجون ماكين من الحزب الجمهوري (لم يرتب اللقاء معه بشكل نهائي بعد). ونقل على لسان يورام طوربوبيتش، مدير مكتب أولمرت الذي سبقه الى واشنطن بغية ترتيب الزيارة، ان مواضيع كثيرة ستطرح في لقاءات أولمرت في البيت الأبيض وبقية أروقة الادارة الأميركية، في مقدمتها: «تقديم معلومات استخبارية جديدة الى واشنطن، حصلت عليها اسرائيل بطريقة مستقلة تشير الى ان ايران تقدمت في مساعيها للتسلح النووي أكثر بكثير مما يعرفون في الغرب، مما يحتاج الى توجه آخر في التعامل مع طهران ينطوي على تشديد العقوبات الدولية ضدها كي تتخلى عن برنامجها النووي العسكري». وسيتقدم أولمرت بطلب رسمي للحصول على أسلحة متطورة تحتاجها لصد هجوم ايراني، مثل طائرات «إف ـ 35»، أحدث المقاتلات الأميركية القادرة على الطيران لمسافات طويلة والبقاء في الجو لفترات طويلة والتملص من أيِّ هجومٍ عليها، ورادارات بعيدة المدى قادرة على التقاط صور صواريخ موجهة ضد اسرائيل عن بعد 4500 كيلومتر وتفجيرها في الجو قبل أن تصل الى أهدافها، وغيرها. وذكرت مصادر اسرائيلية أخرى ان الادارة الأميركية قلقة على مصير أولمرت ومصير المسيرة السياسية في حالة اضطراره الى الاستقالة أو الى الخروج في عطلة، وان أولمرت ينوي طمأنة واشنطن على انه يواصل المعركة الداخلية بكل قوة وحزم، وان فرص نجاحه في هذه المعركة ليست قليلة، وانه حتى لو اضطر الى المغادرة، فإنه سيستغل الوقت المتبقي له خلال بضعة شهور لإنجاز الاتفاق مع الفلسطينيين كما سبق أن وعد الرئيس بوش في زيارته الأخيرة الى المنطقة. وكان أولمرت قد طمأن بذلك الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، الذي التقاه في القدس قبيل سفره الى الولايات المتحدة. وطلب منه ان يثابرا في اجراء اللقاءات الدورية بينهما مرة كل أسبوعين، وأن يصدر تعليماته الى الوفد الفلسطيني المفاوض، برئاسة أحمد قريع (أبو علاء)، لاسراع المفاوضات بشكل بناء. يذكر ان عضو الكنيست عن الليكود، سلفان شالوم، أعلن أمس انه سيطرح على جدول أعمال الكنيست مشروع قانون لتقديم موعد الانتخابات العامة الى نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وان لديه أكثر من اشارة الى انه سيستقطب حول هذا القانون تأييد 70 نائبا في الأقل (من مجموع 120). ولكن المقربين من أولمرت استبعدوا هذه الامكانية، وقالوا ان هذا الاعلان صدر للدعاية الخارجية لا غير.