الجميل: بعض الممارسات يدل على رغبة في إعادة النظر بالنظام اللبناني ككل

ردا على مطالبة الشيخ قبلان بمنصب نائب رئيس الجمهورية للشيعة

TT

وصف الرئيس اللبناني الأسبق رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» أمين الجميل الاحداث الامنية في بيروت ومناطق الشوف وعاليه في مايو (ايار) الماضي بـ«الاعمال البربرية». ورأى انها بـ «خطورة نهر البارد»، (في اشارة الى المعارك بين الجيش اللبناني وتنظيم «فتح الاسلام» العام الماضي). وتطرق الى دعوة نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان الى استحداث منصب نائب رئيس الجمهورية في لبنان يخصص للطائفة الشيعية وقال: «ان بعض الممارسات يدل على ان هناك رغبة في اعادة النظر بالنظام اللبناني ككل. والمفروض ان يكون هذا الموضوع على جدول اعمال مجلس الوزراء وان يطرح في البيان الوزاري ليشكل برنامج الحكومة»، معتبرا ان لا مانع من البحث في موضوع النظام وانه يمكن ان يكون في حاجة الى تطوير بعد ستين سنة «ولكن بعيدا عن التشنج السياسي وعن السلاح».

ودعا الجميل، في تصريح ادلى به عقب استقباله امس مساعد وزيرة الخارجية الاميركية للشؤون الاستراتيجية ديفيد غوردن والقائمة بالاعمال الاميركية في بيروت ميشيل سيسون، الى «ان تتحول الحكومة (الجديدة) الى منتدى لحوار جاد يبحث في كيفية طمأنة اللبنانيين لعشرات السنين الى الامام». وقال: «السؤال الذي يطرح الآن هو: هل وصلنا الى نهاية المطاف؟ وهل يعود لبنان قريبا الى السكة السليمة؟ نحن مستعدون للتعاون مع العهد الجديد ومع الرئيس العماد ميشال سليمان ومع الرئيس فؤاد السنيورة وكل المخلصين، لنفكر بطريقة إنقاذ لبنان. النقاش يتمحور اليوم حول تشكيل الحكومة والحقائب. وهذا مهم بالنسبة الينا. إنما الأهم هو التفاهم حول المستقبل، وخصوصا انه في الآونة الأخيرة نسمع بعض الأفكار ونرى بعض الممارسات التي تدل على أن هناك رغبة في إعادة النظر في النظام اللبناني ككل. والمفروض أن يكون هذا الموضوع أول بند على جدول أعمال مجلس الوزراء وأن يطرح في البيان الوزاري ليشكل برنامج الحكومة. ويتضمن العناوين الآتية: هل اننا، يا ترى، متوافقون على هذا النظام وعلى ميثاق 1943 وعلى الطائف والدستور؟ وإذا كان هناك من أفكار لتجاوز هذا الأمر والتفاهم على دستور جديد، فيجب ألا يتم ذلك في الشارع ومن طريق السلاح، بل لنجلس حول طاولة ونفكر. ولا مانع من البحث في موضوع النظام، اذ يمكن بعد ستين سنة أن يكون هذا النظام في حاجة الى تطوير. ولكن لنجلس أولا حول الطاولة ولنتفاهم لمرة نهائية ولنؤكد الميثاق ونطوره. وإذا أراد البعض طرح شيء آخر فليطرحه، ولكن بعيدا عن التشنج السياسي وعن السلاح. فنحن بحاجة الى طمأنة الناس نهائيا والا نعود كل خمس سنوات الى الموضوع نفسه، فنفكر في تثبيت الكيان نهائيا وإعادة الطمأنينة الى جيل الشباب».

وسئل الجميل عن رأيه في بيان تنظيم «فتح الاسلام» الاخير حول مسؤوليته عن استهداف مركز للجيش في شمال لبنان وهل هناك تخوف من تكرار مسلسل نهر البارد، فاجاب: «انا متخوف من قضية نهر البارد ومن الحوادث التي حصلت في بيروت في مايو (أيار). وهي بخطورة نهر البارد. صحيح اننا استوعبناها، لكنها أشاعت قلقا ورعبا عند الناس في بيروت والجبل. إن منطقة شمال لبنان لم تعان ما عاناه أهل بيروت والشوف وعاليه. ولكن من يضمن ألا تنتقل هذه الأعمال البربرية في المرة المقبلة الى مناطق أخرى؟ ولذلك، ما دام هناك سلاح غير شرعي على الأرض اللبنانية تحت أي حجة، فهذا لا يخلق طمأنينة عند الناس ولا يحل أزمة. يجب أن يطرح الموضوع من اساسه. ووجود سلاح بأي حجة كان يخلق قلقا ويشجع أي طرف آخر على التسلح بحجة الدفاع عن النفس. والتسلح من هنا وهناك يعني خراب البصرة».

وخلص الى القول: «لا يزايدن أحد علينا بالشهداء وبالمقاومة، فما من أحد قدم الشهداء الذين قدمناهم. نحن أساس المقاومة. اليوم هناك وضع جديد وهناك قرارات دولية تؤمن الحماية. وهناك مفاوضات سلام بين سورية وإسرائيل. كل الناس تتحدث عن السلام ولايزال البعض يهدد ويركز على القوة. يجب التزام الهدوء ويجب أن تتحول الحكومة منتدى لحوار جاد يبحث في كيفية طمأنة اللبنانيين لعشرات السنين الى الأمام».