لبنان: السنيورة يرفض تحديد سقف زمني لإعلان التشكيلة الحكومية الجديدة

جنبلاط «يناقش بإيجابية» موضوع التبادل الوزاري مع «حزب الله»

TT

رفض رئيس الحكومة المكلف فؤاد السنيورة تحديد موعد زمني لاصدار التشكيلة الحكومية الجديدة، فيما بقيت المواقف على حالها لدى الموالاة والمعارضة، ما يؤشر الى ضعف احتمال تأليف الحكومة قبل زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى بيروت السبت المقبل. وقال السنيورة امس انه سيعلن التشكيلة الوزارية «عندما يحين الوقت، بالتعاون الكامل مع فخامة رئيس الجمهورية» آملاً في ان «تكون حكومة وحدة وطنية متآلفة نرضى عنها جميعا، وتوجه أنظارها نحو إنجازات يتوقعها اللبنانيون، ونتعاون في إطارها على استعادة الثقة بين اللبنانيين وتأكيد العيش المشترك بينهم والعمل من اجل ان تندمل الجروح وان يكون خطابنا بعيداً عن التوتير». وشدد على ان «البلاد تحتاج الى مزيد من التهدئة. وان الاستقرار السياسي والامني امران اساسيان بالنسبة الينا والى مستوى عيشنا ونوعيته».

واشار الى «اننا على اعتاب مرحلة جديدة، ومسلماتنا الوطنية مازالت كما هي: تمسكنا بنظامنا الديمقراطي وبحرياتنا واستقلالنا وسيادتنا وتحرير ما تبقى في ارضنا». ولاحظ ان «هذا البلد يتلقى الصدمات تلو الصدمات ويسير على درب الجلجلة منذ اكثر من ثلاثة عقود. ومع ذلك لم ولن يفقد اللبنانيون ايمانهم بالله وببلدهم وبصيغة العيش المشترك التي نحن اليوم احرص عليها من اي وقت مضى». من جهته، توقع وزير الشباب والرياضة احمد فتفت ان يطول موعد ولادة الحكومة بسبب «المطالب التي تقدمت بها الكتل وبالتحديد في اوساط المعارضة التي تتجاوز بكثير الحصص التي يفترض ان تنالها من الحقائب السيادية او الخدماتية او العادية». وقال امس: «ما اثارني وما لفتني هو الطريقة العلنية التي يقوم بها الجنرال (ميشال) عون عبر الاعلان عن مجموعة من الحقائب تتجاوز كثيرا ما يمكن ان يحصل عليه. وهنا لا ادري اذا كان هذا من باب التشاطر للحصول على حصة كبيرة او انه دخل في اللعبة نفسها التي دخل فيها عام 2005، وبالتالي في النهاية بقي في المعارضة. ولا أتمنى ان نصل الى هنا» آملا في «ان يكون قرار الرئيس السنيورة سريعا وان تنجز هذه الحكومة بأسرع وقت ممكن، فالبلد في حاجة الى ذلك والجميع كذلك».

ورأى عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب وائل ابو فاعور ان الحكومة «لاتزال في المخاض التقليدي لتشكيل الحكومات من حيث التنازل عن الوزارات والحقائب بين القوى السياسية على هذه الضفة او تلك، معتبراً ان لا شيء حتى اللحظة يؤشر الى ان هناك عقداً مستعصية. رئيس الحكومة يتابع هذا الامر بالتنسيق مع رئيس الجمهورية بدراية شديدة. وأتوقع الا تكون ولادة الحكومة بعيدة».

وسئل اذا كان «اللقاء الديمقراطي» حسم اسماء مرشحيه للحكومة والحقائب التي يريدها، وتعليقه على تداول اسمه في التشكيلات المقترحة، فقال: «من دون الدخول في التفاصيل، وجهة نظر اللقاء الديمقراطي واضحة من حيث النظرة الى الحكومة عموما او من حيث الحقائب. وقد اُبلغت الى رئيس الحكومة. ورأي اللقاء الديمقراطي ان الاهم في هذه الحكومة ليس التنازل عن المقاعد والوزارات، بل الاهم هو كيف يمكن ان تضطلع هذه الحكومة بدور تأسيسي لجعل اتفاق الدوحة اتفاقا مفتوحا على مزيد من الانفراج السياسي الذي يكرس بموجبه الكثير من الاجراءات السياسية والدستورية التي يمكن ان تحصل مستقبلا. لذلك وجهة نظرنا ليست محصورة بمسألة المقاعد بل كيف يمكن لهذه الحكومة ان تجعل من اتفاق الدوحة منصة انطلاق لاستقرار اكبر في لبنان لحفظ سيادة لبنان واستقراره وأمن اللبنانيين». وذكر ابو فاعور ان النائب وليد جنبلاط يتعاطى بايجابية مع عملية المبادلة التي طرحها «حزب الله» في موضوع الحقائب الوزارية. وقال: «نحن نناقش هذا الامر بإيجابية كبرى. وهناك مبادئ عامة تم وضعها من قبل اللقاء الديمقراطي. وانا اؤكد اننا نناقش هذا الامر بمنتهى الايجابية لانه- كما قلت- الاولوية هي لجعل هذه الحكومة محطة او مكاناً للتأسيس لمرحلة سياسية مختلفة عن المرحلة السابقة ومنقطعة عنها من حيث الخلل السياسي والدستوري والأمني». وردا على سؤال ما اذا كانت الاكثرية مستعدة للتنازل عن حقيبة الاتصالات لمصلحة «حزب الله» نظرا الى علاقة هذه الوزارة بالتحقيق الدولي، قال: «الأهم من الحقائب والوزارات والتنازع هو كيف يمكن لهذه الحكومة ان تقدم فرصة جديدة للبلد على مستوى الوفاق السياسي وعلى مستوى حفظ سياسة البلدة واستقلاله والتفاهم الداخلي فيه».

وامل رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع ان «تعبر الحكومة الجديدة فعليا عن التوازن في لبنان» وان «تتألف في المستقبل القريب وتشكل توازنا فعليا في لبنان. وستكون كذلك ان شاء الله». وتمنى من البعض، (في اشارة الى النائب ميشال عون) «عدم تمنين الناس ببعض الانجازات، فما تحقق هو بفضل ثورة الارز. وما كنا نريده هو حرية التحرك السياسي ولعبة سياسية وفقا للدستور اللبناني. وهي كافية لتعيد حقوق المسيحيين والمسلمين معا. وانطلاقا من هنا يكمن أملي في المرحلة الجديدة، اللهم إن تقيدنا جميعا بأصول اللعبة السياسية فقط لا غير».

وسئل: في حال لم توضع عقبات امام الحكومة ما هي الحقائب التي ستتسلمونها؟ فأجاب: «بما ان الموضوع يأخذ سياقه مع الرئيس (فؤاد) السنيورة أعتذر عن عدم الاجابة والدخول بأي تفاصيل قبل تشكيل الحكومة. لكنني أؤكد ان تمثيل القوات اللبنانية سيكون على قدر حجمها الفعلي». وحول طرح اسمه للمشاركة في الحكومة، افاد أن «الموضوع مطروح على بساط البحث بشكل جدي. ولكن اتمنى ان تعفوني من التفاصيل لأن تشكيل الحكومة لايزال يدرس. ولننتظر من دون الدخول في المزايدات والمطالب الهمايونية».

ونفى جعجع ردا على سؤال عن امكانية اعلان التشكيلة قبل موعد زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى لبنان، ان تكون لديه معلومات في هذا الاتجاه». وقال: «ليس بمقدوري ان اعرف اذا كانت ستتشكل قبل او بعد الزيارة. ولكن ما يمكن تأكيده أن تمثيلنا في الحكومة سيكون جيدا».