أكثر من 200 وسيلة إعلامية أجنبية ومحلية تشارك في تغطية المؤتمر

الحضور الإعلامي يأتي لوجود أكثر من 500 شخصية إسلامية تناقش عدة محاور جدلية

TT

تشارك أكثر من 200 وسيلة إعلامية أجنبية ومحلية، جاءت من مختلف دول العالم، لتغطية فعاليات المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار على اليومين الجاريين (اليوم وغدا)، وذلك بخلاف المؤسسات المحلية والإقليمية المتوفر لها مكاتب داخل السعودية.

وقالت منظمة المؤتمر الإسلامي، مُمثلة في الدائرة الإعلامية، إن وصول الوفود الإعلامية المشاركة يكتمل بنهاية مساء أمس، موضحةً أنها وجهت دعوات المشاركة لأكثر من 120 جهة صحافية وإذاعية وتلفزيونية من خارج البلاد للمشاركة.

كما جهزت اللجنة المنظمة للمؤتمر مقرا إعلاميا للوفود الإعلامية داخل فندق مكة للإنشاء والتعمير المجاور لقصر الصفا موقع انعقاد جلسات المؤتمر، بحيث وفرت نحو 50 جهاز حاسب آلي وطابعات ومواقع للبث والإرسال بالنسبة للقنوات الفضائية.

ويأتي هذا الحضور والاهتمام الإعلامي لوجود أكثر من 500 شخصية إسلامية تناقش عدة محاور وقضايا تمثل أهم المواضيع الجدلية بين أفراد الرأي في العالم الإسلامي الحائر في طبيعة العلاقة الواجب اتباعها مع غير المسلمين.

وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز دعا إلى عقد المؤتمر خلال استقباله رؤساء بعثات الحج في موسم الحج الماضي، وذلك لنبذ التعصب والتأكيد على المفاهيم الإنسانية المشتركة بين أصحاب كافة الأديان.

وقال علي بوليش الكاتب الصحافي والباحث بالشؤون الدولية في صحيفة «الزمان» التركية العريقة لـ«الشرق الأوسط»، إن أهمية المؤتمر تنبع من موقع الدولة ـ في إشارة للمملكة ـ الداعية إليه، مضيفاً «أن تأتي دعوة إقامة حوار مشترك بين أصحاب كافة الأديان والعقائد من قبل السعودية المعروف عنها في العالم بأنها دولة محافظة، دلالة لكافة العالم على جدية المسلمين في انفتاحهم على العالم».

وأوضح بوليش، الذي يعد من الأسماء المخضرمة في الصحافة التركية، أن لقاء العلماء وتواصلهم من خلال المؤتمر بحد ذاته منفعة للأمة الإسلامية ويزيد من روابط الاتصال بين شعوبها، معتبرا ذلك ينعكس بشكل مباشر على رجل الشارع المسلم في تبني حوار بعيد عن النبذ والعنف.

ودعا الكاتب بوليش على ضرورة التواصل بين وسائل الإعلام الإسلامية لنقل حوارات ونقاشات الفقهاء بشكل واع ومسؤول للرأي العام الإسلامي، متعجبا من حال وسائل الإعلام الإسلامية التي تحتاج إلى مصدر غير إسلامي لتعرف أخبار بعضها البعض، على حد قوله.

وأضاف «لإيجاد تواصل حقيقي بين وسائل الإعلام الإسلامية لا بد من توفير أجواء تسمح للإعلاميين المسلمين من اللقاء بشكل مستمر، وهذا يدخل في صميم عمل مؤسسات المجتمع المدني.

يشار إلى أن صحيفة «الزمان» التركية تعد من أعرق الصحف التركية وأقدمها على الإطلاق، وهي تطبع نسخ بإحدى عشرة لغة من لغات العالم، العربية ليست من بينها. وفي نفس الوقت، ينتظر الاعلاميون جلسات صاخبة تستمر على مدار ايام المؤتمر من المقرر ان تشهد في يومها الاول جلستين، صباحية ومسائية، ضمن برنامج جلسات المؤتمر الذي يستمر للغد، بحيث يتناول في الجلسة الأولى موضوع «التأصيل الإسلامي للحوار».

ويرأس الجلسة الدكتور صالح بن حميد رئيس مجلس الشورى السعودي، بينما تستعرض خلالها ثلاث أوراق عمل، الأولى للدكتور أحمد القاضي عضو هيئة التدريس في جامعة القصيم بعنوان «الحوار في القرآن والسنة: المفهوم والأهداف».

يليه الدكتور أسعد السحمراني، وهو مسؤول الشؤون الدينية بالمؤتمر الشعبي اللبناني، بورقة عمل تتناول الأسس والمنطلقات المحددة للحوار في القرآن والسنة.

وفي ثالث جلسات الجلسة الأولى، يتحدث الدكتور جواد الخالصي رئيس الجامعة الخالصية في العراق، عن تجارب الحوار الحضاري بين المسلمين وغير المسلمين في التاريخ.

عقب ذلك يرفع الشيخ صالح بن حميد الجلسة الأولى، إيذانا ببدء اجتماع اللجان الفرعية ولجنة الصياغة الخاصة بإعداد التوصيات الخاصة التي ستصدر عن المؤتمر بعد انتهاء الجلسات.

وفي المساء، يترأس الشيخ محمد علي تسخيري الأمين العام لمجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية، الجلسة الثانية لليوم الأول تحت عنوان «منهج الحوار وضوابطه».

وتبدأ الجلسة باستعراض بحث للدكتور أحمد هليل، قاضي القضاة وإمام الحضرة الهاشمية، عن آليات الحوار، يتبعه الدكتور ماجد الماجد أستاذ كلية الآداب في جامعة الملك سعود بورقة عمل تتحدث عن «آداب الحوار وضوابطه». وتختتم الجلسة بورقة عمل «إشكاليات الحوار ومحظوراته» للدكتور منقذ السقار الباحث في إدارة الدراسات والأبحاث بالرابطة.