سليمان: ليس أمام اللبنانيين إلا الحوار لحل مشاكلهم

أكد على مقاومة الإرهاب لأنه سيئ مثل إسرائيل ويشوّه سمعة لبنان

الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان لدى استقباله أمس الأسير اللبناني المحرر من السجون الاسرائيلية، نسيم نسر، ترافقه والدته واثنين من قيادي حزب الله (أ.ف.ب)
TT

أكد الرئيس اللبناني ميشال سليمان ان ليس امام اللبنانيين الا الحوار «للوصول الى حلول للمشاكل مهما عظمت». وقال: «اذا صعب تأليف الحكومة فلنتحاور من أجل إيجاد الحل المناسب». وفي مجال آخر، اعتبر ان «الأمن تكليف وطني» وشدد على ان لبنان «لن يخضع للإرهاب» الذي «هو سيئ مثل اسرائيل وتجب مقاومته لأنه يشوه سمعة لبنان والعرب والمسلمين».

وقال سليمان خلال استقباله امس وفدا من طائفة الروم الكاثوليك الملكيين برئاسة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام: «يجب أن نعود الى الحوار حول كل مشاكلنا. فمهما عظمت المشاكل يمكننا ان نتحاور حتى نصل الى حلول لها. اذا صعب تأليف الحكومة فلنتحاور. هناك دول كبرى تعذر فيها تشكيل حكومات خلال اسبوع او اسبوعين أو أكثر، الا انه في النتيجة تم ايجاد الحل من خلال الحوار. ونحن بالامس القريب شاهدنا بعض هذه الامثلة». واضاف: «لبنان يحب السلام. لبنان، البلد المتنوع، المتسامح والتعددي مبني على السلام. ولا يمكن ان يكون هدفه الا السلام. ولكن السلام لا يتحقق الا بالتحرير. فلنتحد معا ونلتفت الى نقاط القوة التي لدينا حتى نكمل تحرير وطننا، فنكون رواد السلام وليس فقط ساعين او مشتركين في عملية السلام».

وخلال استقباله وفدا من المديرية العامة لأمن الدولة برئاسة المدير العام العميد الياس كعيكاتي، نوه الرئيس سليمان بالجهود التي يقوم بها عناصر هذا الجهاز ضباطا ورتباء، مشددا على ضرورة تفعيل المهمات الموكلة اليهم بموجب النصوص القانونية. وقال: «إن المديرية العامة لأمن الدولة لديها مهمات اساسية اذا مارستموها وحددتموها كاهداف لكم، بامكانكم اسداء خدمة كبيرة للبنان، خصوصا في اجواء الارهاب السائدة في العالم والذي نشهد بعض الفصول منه في لبنان، وآخرها الاعتداء على الجيش اللبناني في العبدة، وربما مقتل الارهابي على ابواب مخيم عين الحلوة، والذي لم نعرف بعد ما كانت اهدافه النهائية. وهذا ما ستظهره التحقيقات».

واضاف: «الارهاب يضرب لكي يرهب الناس. وفي الدرجة الاولى يجب الا يرهب الارهاب المؤسسات العسكرية والامنية. لا مشكلة مع التضحيات، فأنتم تضحون لحماية اهلكم واولادكم... مبدأ الارهاب هو: اقتل شخصا ترهب 10 آلاف. الأمر الأسوأ هو ان نخضع للارهاب. ونحن لن نخضع له. لبنان بلد مناضل وبلد التصدي. وهو تصدى لاسرائيل وعانى منها وقاومها ونجح في مقاومتها. الارهاب هو كاسرائيل. وهو سيئ مثلها. ولهما الاهداف نفسها. لذلك لن نرضخ للعدو ولا للارهاب. وهذا امر طبعا ليس فقط مسؤولية القوى الامنية، بل ايضا المجتمع المدني. فهذا المجتمع يقاوم ايضا، وهو برهن ان بإمكانه المقاومة والصمود والوقوف الى جانب القوى الامنية في كل المراحل والمجالات».

وتابع: «تعاونكم مع بقية الاجهزة ضروري جدا. فالمعلومات لا تتكامل الا عبر اجهزة عدة. فقوى الامن بإمكانها افادتكم بأمور كثيرة، وكذلك الامر بالنسبة إلى جهازكم، ومخابرات الجيش». وشدد على ان «لا مجال اليوم للتهاون مع الفوضى والارهاب، وخاصة الارهاب.. وقد رفضته كل الأديان وشجبه كل العلماء والمرجعيات الدينية. لذلك علينا ان نكون شرسين مع الارهاب. واذا استهدف الارهاب مكانا سياحيا فلا يجب على بقية الامكنة ان تقفل. واذا استهدف، لا سمح الله، احدى المدارس فلا يجب على بقية المدارس ان تقفل ابوابها».

وختم الرئيس سليمان قائلا: «يجب مقارعة الارهاب والصمود في وجهه، لا بل تحديه لنتمكن من النجاح في مهمتنا... لا مكان للمترددين في هذا الموضوع. طبعا، الأخطار موجودة، والعسكري يجب ان يعرف كيف يتلافاها. ولكن عليه ان يؤدي رسالة الجندية بكل اخلاص واندفاع».