منظمة الهجرة الدولية: عودة 4 آلاف عائلة نازحة إلى مدينة الصدر

35% من النازحين العراقيين يفتقدون الوقود

TT

تعول الحكومة العراقية كثيراً على عودة النازحين العراقيين الى ديارهم كدليل على تحسن الاوضاع في البلاد. وعلى الرغم من تصريحات متكررة من مسؤولين عراقيين حول عودة العائلات النازحة الى ديارهم، تبقى نسبه العائدين قليلة بالمقارنة بعددهم الذي يقدر بـ2.7 مليون نازح. وأفاد تقرير اصدرته «منظمة الهجرة الدولية» التي تراقب وضع النازحين في العراق بأن ظاهرة النزوح التي بدأت بعد حرب 2003 وتسارعت اثر الاقتتال الطائفي الذي عم في البلاد بعد تفجيرات مرقد الامام العسكري في سامراء اخذت تتباطأ. وأضاف التقرير الصادر امس ان «بعض العراقيين يعودون ولكن وضعهم عند العودة صعب جدا». ويربط التقرير الدوري لـ«منظمة الهجرة الدولية» بين التطورات الامنية في العراق ومؤشرات النزوح في البلاد، موضحاً ان «الأمن يتحسن تدريجياً في المناطق التي شهدت عمليات عسكرية خلال الاشهر القليلة الماضية». واستناداً الى احصاءات لوزارة الهجرة والمهجرين العراقية، قال التقرير ان 4073 عائلة عراقية عادت الى مدينة الصدر مع استقرار نسبي في المدينة بعد مواجهات بين جيش المهدي وقوات حكومية واميركية. وأضاف التقرير أنه بحسب الاحصاءات العراقية تبقى 732 عائلة نازحة من مدينة الصدر. وفي مؤشر آخر على عودة النازحين الى مدينة الصدر، اكد التقرير ان 35 عائلة كانت قد لجأت الى «ملعب الشعب» الرياضي للاقامة فيه قد عادت الى مدينة الصدر. وأفاد التقرير بأن غالبية العائلات النازحة العائدة الى ديارها هي من بغداد، التي تفيد الاحصاءات بأن 63 في المائة من النازحين في البلاد يأتون منها، موضحاً: «العودة مستمرة بوتيرة بطيئة، مع تركيز غالبية العائدين على بغداد». واضاف: «في مايو (ايار) عادت 75 عائلة نازحة الى حي الرشيد في بغداد، ليصبح عدد العائدين الف عائلة منذ بدء النزوح» من الطائفتين السنية والشيعية. وعلى الرغم من ان غالبية العائلات التي قابلتها «منظمة الهجرة الدولية» تفيد بأن «التحسن الامن والمصالحة بين اطراف مختلفة» تدفع النازحين على العودة، إلا ان «غالبية العائلات تحتاج الى مساعدات وخدمات اساسية». وكانت الحكومة العراقية قد اعلنت الاسبوع الماضي انها ستطلق استراتيجية شاملة لمساعدة العائدين من النازحين داخل البلاد واللاجئين خارجها، وتخصيص 195 مليون دولار لهذا الغرض.

وشدد التقرير على ضرورة مساعدة العائدين وخاصة في تأمين منازلهم وترميمها، بالاضافة الى مساعدة العائلات على تأمين المواد الغذائية. ويذكر ان نصف العائلات في بعض المناطق التي شهدت حالات نزوح عالية تقول انها تواجه صعوبات في الحصول على «الحصة التموينية» التي توزعها الحكومة. وأضاف التقرير ان 35 في المائة من النازحين حول البلاد يعانون من عدم الحصول على الوقود مما يصعب حياتهم المعيشية. ولفت التقرير الى ان العمليات العسكرية في الموصل مستمرة ولكن «ليس بالقوة والضرر الذي كان متوقعاً في الاول». وأضاف التقرير انه «لا توجد تقارير عن نزوح داخلي ولكن حرية الحركة محددة مما يجعل التقييم والنزوح صعباً».