هيلاري قد تضع قريباً نقطة النهاية لحملتها.. وزوجها يقول: هذا آخر يوم لي في الحملة

أوباما يوشك أن يفتح باب التاريخ الأميركي على مصراعيه

هيلاري كلينتون، في استراحة قصيرة خلال إلقائها خطابا، وتبدو ممسكة بكوب من الماء (أ.ب)
TT

بات شبه مؤكد ان يفوز باراك اوباما بترشيح الحزب الديمقراطي بعد ان بادر عدد من المندوبين الكبار الى تأييده. وقال روبرت غيبس، المتحدث باسمه، «المؤكد أننا نشعر هذا الصباح (امس) بحالة جيدة ونتذوق طعم النصر». وفي غضون ذلك، وردت عدة مؤشرات من معسكر منافسته هيلاري كيلنتون تشير الى ان انسحابها من السباق بات وشيكاً على الرغم من انها قالت امس «تفوقت في التصويت الشعبي، وتقدم السيناتور باراك اوباما في عدد المندوبين، وبالتالي اصبح القرار في أيدي المندوبين في مؤتمر الحزب الديمقراطي، وسأمضي الايام المقبلة في شرح موقفي لهؤلاء المندوبين»، لكن رئيس حملتها تيري ماكليف قال في وقت لاحق «عندما يحصل اوباما على أغلبية المندوبين، فإن هيلاري كيلنتون ستهنئه». وكانت انباء نشرتها أسوشيتد برس للانباء امس قد قالت ان كلينتون تنوي التنازل عن السباق الى ترشيح الحزب الديمقراطي لصالح اوباما نقلا عن مسؤولين في حملتها إلا ان الوكالة سارعت الى نشر تكذيب للامر، وذلك على لسان مدير حملتها نفسه. وكان الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون قد قال بدوره، وهو يقوم بالحملة لصالح زوجته في جنوب داكوتا «هذا ربما آخر يوم سأشارك فيه في حملة من هذا القبيل». وحسم عدد من «كبار المندوبين» موقفهم وقرروا تأييد اوباما الذي سيدخل التاريخ كأول اميركي أسود يخوض الانتخابات الرئاسية منذ قيام الولايات المتحدة. وحصل اوباما امس على تأييد جيمس كلايبرن، وهو من ابرز زعماء السود على الاطلاق ويعد الشخصية الثالثة في مجلس النواب، بعد نانسي بيلوسي وزعيم الاغلبية الديمقراطية هاري ريد، واشار كلايبرن الى ان عدداً من «كبار المندوبين» سيتخذون الموقف نفسه. وكان مندوبان من كبار المندوبين ينتميان الى ولايتي ميشيغان وميسوري قد أعلنا تأييدهما أوباما بحيث لم يعد يبق له سوى 40 مندوباً للحصول على العدد المطلوب، وهو 2118 مندوباً. وكان هذا العدد قبل احتساب نصف عدد مندوبي ولايتي ميشغان وفلوريدا هو 2026 مندوباً. وقال أوباما إنه سيلتقي هيلاري في وقت لاحق، بيد انه لم يوضح ما إذا كان سيطرح عليها فكرة الترشح معه لمنصب نائب الرئيس، وتواترت تكهنات كثيرة حول «بطاقة الاحلام» التي تضم اوباما كرئيس وهيلاري لمنصب نائب الرئيس، بيد ان اي مصدر في الفريق الانتخابي للجانبين لم يتطرق او حتى يلمح الى هذه الامكانية. واوضح اوباما «في اليوم الذي سأحصل فيه على دعم آخر مندوب احتاجه لاعلان تعييني مرشحاً باسم الحزب، بعدها سأفكر في نائب الرئيس». وطبقاً للتكهنات السائدة حالياً في واشنطن، يرجح في حال اختيار اوباما لامرأة لمنصب نائب الرئيس فانه سيختار جانيت نابلوليتانو حاكمة ولاية اريزونا والتي سبق لها ان حصلت على لقب واحدة من بين أفضل عشرة حكام ولايات في اميركا. وقال اوباما إنه معجب باصرار هيلاري خوض الحملة حتى نهايتها، مؤكداً «سنلتقي بمجرد ان يخمد غبار الحملة». واشار الى انه تحدث معها طويلاً عندما بادر الى تهنئتها بالفوز في بورتوريكو. ويركز اوباما حالياً على وحدة الحزب. وقال في هذا الصدد «لدينا الكثير من العمل الذي يجب ان نقوم به من أجل توحيد الحزب قبل مؤتمره (سيعقد في 25 اغسطس (آب) في ولاية كولورادو) بعد انتهاء آخر جولات التصويت، اعتقد ان الامر يهم الجميع لايجاد حلول سريعة لهذا الامر». واضاف «بقدر ما نسرع باتجاه توحيد الحزب بقدر ما نستطيع التركيز على جون ماكين (المرشح الجمهوري)»، قائلا إن عدداً من «كبار المندوبين» يؤيدونه لكنهم كانوا ينتظرون نهاية العمليات الانتخابية ليعلنوا موقفهم النهائي. واختار اوباما ان يتحدث في «خطاب النصر» كما يعتقد انصاره في ولاية مينسوتا، وهي الولاية التي سينعقد فيها مؤتمر الحزب الجمهوري في اول سبتمبر (ايلول) المقبل، في حين امضت كلينتون ليلتها في مانهاتن في ولايتها نيويورك التي تمثلها في مجلس الشيوخ. وكانت هيلاري قد تعرضت في آخر جولاتها الانتخابية الى أزمة صحية حيث اصيبت بالتهاب في حبالها الصوتية، فتعذر عليها الحديث الى الناخبين وبادرت ابنتها تشليسي للحديث الى نيابة عنها. وكان استطلاع للرأي اجراه معهد «غالوب» نشرت صحيفة «يو اس اي توداي» نتائجه قد افاد ان الديمقراطي اوباما الطامح الى الترشح للبيت الابيض يتقدم بفارق طفيف على منافسه ماكين في الانتخابات الرئاسية المقررة في الرابع من نوفمبر(تشرين الثاني) المقبل. وحصل اوباما على 47% من نوايا الاصوات في مقابل 44% لماكين. وقبل شهر اعطى المعهد نفسه تقدما للمرشح الجمهوري (47% في مقابل 45% لاوباما). وفي حال تنافست هيلاري كلينتون مع ماكين، فان سناتورة نيويورك ستحصل على 49% من نوايا الاصوات في مقابل 43% لسناتور اريزونا. في موضوع آخر، من المقرر ان يلتقي رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت على هامش المؤتمر السنوي للجنة العلاقات الاميركية ـ الاسرائيلية (آيباك) مع المرشحين الثلاثة. وتحدث ماكين امام المؤتمر، في حين سيتحدث كل من اوباما وكلينتون في وقت لاحق. واستغل ماكين فرصة حديثه امام «ايباك» ليوجه انتقادات لاذعة للمرشح الديمقراطي. وقال ماكين «من الصعب معرفة ما سيمكن الخروج به من الاجتماع مع القادة الايرانيين غير الاستماع لحديث سخيف معاد للسامية ورجل ينكر المحرقة والحديث عن محرقة جديدة». وهاجم ماكين أوباما لرفضه التصويت في مجلس الشيوخ على مشروع قانون يضع الحرس الثوري الإيراني على لائحة التنظيمات الإرهابية. وانتقد موقف المرشح الديمقراطي حول ضرورة الانسحاب من العراق. وقالت مصادر حملة اوباما إن ماكين يريد مواصلة سياسة الرئيس الاميركي جورج بوش في المنطقة وهي سياسة لم تؤد الا لتقوية ايران. وعادة ما توجه انتقادات الى اوباما بانه يعلن دعمه لاسرائيل «لفظياً» وان مشاعره الحقيقة معادية، لكنه حاول من خلال خطاب القاه في فلوريدا داخل معبد يهودي في وقت سابق نفي هذه التهمة.