بلدي الرياض يتجاوز خلافاته «بصمت» وتفاوت آرائه في «التصويت»

بت في 1000 شكوى.. واستدعى مسؤولين لمناقشتهم في مشكلة الصرف الصحي

TT

على الرغم من الهدوء العام الذي ساد مجلس بلدي الرياض خلال جلساته الـ42 الماضية، غير أن تلك الأجواء الهادئة نسبيا، كانت تواجه برياح خلاف قوي يطرأ بين الحين والآخر بين أمانة المنطقة وأعضاء المجلس.

لكن في تجربة الرياض، لم تظهر تلك الخلافات على السطح، كما حدث في أكثر من مجلس بلدي، حيث يقول الدكتور عبد العزيز العُمري لـ «الشرق الأوسط» انهم في المجلس ينصرفون إلى ما يرونه مناسبا، ويطرحون الخلافات وراءهم بعد انفضاض الجلسات «الساخنة».

وأوضح العُمري وهو أحد الأعضاء الذين وصلوا للمجلس عن طريق صناديق الاقتراع، أن هناك قضايا كبيرة تمت مناقشتها داخل بلدي الرياض، حصل فيها تفاوت وصفه بـ «القوي جدا» بالآراء بين الأمانة والأعضاء، غير أن هذا التفاوت «حسم بالتصويت» على حد تعبيره.

ويعتقد أكثر من عضو في مجلس بلدي الرياض، أن تولي أمين المنطقة الأمير الدكتور عبد العزيز بن عياف لرئاسة المجلس كان أمرا مهما، في ظل عدم إلمام غالبية المنتخبين بدور المجالس البلدية الحقيقي، وهو ما دفع مجلس الرياض البلدي الى أن يعطي «دروسا شاملة» عن مهام البلديات، بحسب أمينه العام المهندس عبد الله البابطين.

وقال البابطين لـ «الشرق الأوسط» «أعتقد أن المجالس البلدية قضية تعتمد على نوعية الناس الموجودين فيها، ومدى فهمهم لنظام المجالس البلدية ونظام البلديات والقرى واستيعابهم لواجباتهم وحقوقهم».

ومن وجهة نظر الداعية عبد الله السويلم، الذي وصل برفقة 7 من زملائه لمقاعد بلدي الرياض وحاز على أكبر عدد من أصوات الناخبين، فإن «المجلس استطاع أن يدعم الأمانة، لأن لديها أشياء تشتكي منها». وتابع «استطعنا أن ندفع عجلة الأمانة وتقوية البلديات من ناحية زيادة الميزانيات المخصصة لها، وتوفير المقرات والكوادر». واعتبر السويلم، الذي كان لوح في وقت سابق بالاستقالة لما قال انه ضغط تعرض له من ناخبيه، أن ما قدمه المجلس للأمانة يعتبر «نعمة». فيما يرى المهندس البابطين أنهم يقومون بعمل جيد، حتى ولم يشعر به بعض المواطنين.

ويرى السويلم، الذي قال انه لا يفكر في ترشيح نفسه مرة أخرى لأنه «غير مختص»، مضيفا أن «المشكلة التي تواجه تطوير الخدمات البلدية تكمن في ضعف البلديات، والذين اعترفوا بذلك خلال زيارة المجلس لهم».

هذا وقد استكمل مجلس بلدي الرياض زياراته لكافة البلديات الفرعية الـ15، التابعة لأمانة المنطقة، كما استقبل المجلس ما يقارب الـ1000 مقترح أو ملاحظة أو شكوى من المواطنين، عن طريق: الحضور الشخصي إلى مقر المجلس، الاتصال الهاتفي، الارسال بالفاكس، موقع المجلس على شبكـة الانترنت، حيث تم فرزها حسب الموضوعات والبلديات الفرعية، وتم مخاطبة الأمانة والجهات ذات العلاقة كل فيما يخصه ونتجت عنها إجراءات معينة.

وحاول مجلس الرياض البلدي للتصدي لمشكلة الصرف الصحي التي تؤرق بعض أحياء العاصمة السعودية، حيث استضافوا خلال الفترة الماضية مدير مصلحة المياه والصرف الصحي وعددا من كبار المسؤولين في المصلحة، وتمت مناقشتهم حول تلك المشاكل في جلسة خاصة عقدت لهذا الغرض.

ويحاول أعضاء مجلس الرياض البلدي، بتطوير وزيادة أعداد الكوادر البشرية في أجهزة أمانة المنطقة، حيث يقول عضو المجلس عبد العزيز العُمري ان أعداد المراقبين متدنية مقارنة بالمحال التجارية، كما أن هناك تدنيا في أعداد المهندسين ما إذا تمت مقارنتهم بحجم الرخص والأعمال الإنشائية التي تشهدها العاصمة. وعلى الرغم من أن مجلس الرياض البلدي كان هادئا طيلة فترة الـ30 شهرا الماضية، إلا أن هذا الهدوء، وبحسب الأمين العام للمجلس، لم يخلُ من وجود تباين في وجهات النظر. وقال «هذا «الهدوء» لا يمنع أن يكون هناك نقاش ساخن في بعض المجالس ولا يظهر للإعلام. ليس هناك فرض رأي داخل المجلس. النصرة للأغلبية».

أما العضو العُمري، الذي قال ان رغبته الحالية تبعده عن نية الترشح مرة أخرى للمقعد البلدي، فيرى أن «ما حدث في بعض المجالس أن مجموعة أعضاء لامسوا خطوطا حمراء كهربائية أدت للالتماس الذي حصل. نحن ندرك هذه الخطوط ولسنا حريصين للوصول إلى هذه المرحلة لأننا نعرف الرد ابتداء».

ويشرح أمين عام مجلس الرياض البلدي حالتي التأزيم والهدوء اللتين برزتا في مجالس بلدية متفرقة بقوله «متى ما كان رئيس البلدية مستوعبا لدور المجلس أعتقد أن معظم المشاكل ستنتهي. وإن شعر الرئيس أن المجلس وجد كمطرقة مصوبة على رأس البلدية، فهنا يتوجس ويخاف. ومتى ما شعر أنه وجد – أي المجلس- لمساعدته ودعمه ودعم أفكاره والمطالبة باسم المواطنين فأجزم أن المجلس البلدي سيسير بشكل صحيح ولن يكون فيه إثارة غير مرغوبة أو نقاش حاد».