حماسة مهنية مفرطة تنتهي بصحافي إيطالي إلى المثول أمام القضاء

أبلغ كذبا عن وجود قنبلة لتأجيل إقلاع طائرة

TT

كثيرا ما تعترض الصحافيين صعوبات جسام بينما هم يحاولون اداء ما يوكل اليهم من مهام عاجلة لا تتحمل التأجيل. وبالتالي فهم لا يترددون في طرق اكثر من باب ومسار...لكن أن يصل الأمر بصحافي إلى حد الإبلاغ كذباً عن قنبلة غير موجودة فقط كي يؤجل اقلاع طائرة أوشكت ان تفوته فلا يلحق بالحدث، فهذا يدخل في قائمة المخالفات الجرمية.

هذا بالضبط ما حدث لصحافي ايطالي يقف الآن متهماً امام العدالة مواجهاً عقوبة السجن.

الصحافي الايطالي الهمام البالغ من العمر 27 سنة مراسل رياضي كلف يوم أول من أمس بتغطية إحدى مباريات «بطولة أمم أوروبا لكرة القدم ـ يورو 2008» في العاصمة النمساوية فيينا، إلا أنه لسبب ما وصل إلى مطار مدينة فيرونا الايطالية قبل خمس دقائق فقط من موعد إقلاع الطائرة المتوجهة إلى فيينا. وطبعاً لم تسمح له سلطات المطار باللحاق بالطائرة التي كانت قد أغلقت أبوابها وتأهبت للإقلاع، فما كان منه إلا أن هاتف مدير شرطة المطار مبلغاً عن وجود قنبلة داخل الطائرة مما أدى خلال لحظات معدودات إلى إغلاق المطار بأكمله وتغيير مسارات الطائرات الآتية، وبدء عملية تفتيش دقيقة لتلك الطائرة التي أخليت من جميع ركابها.وفي تلك الأثناء تقدّم الصحافي، محاولاً من جديد إكمال إجراءات سفره مما أثار، وبخاصة أن سلطات المطار لم تعلن عن التأجيل الاضطراري للإقلاع، كما لم يعثر ـ بطبيعة الحال ـ على القنبلة المزعومة.

وفي نهاية المطاف دفع ارتباك الصحافي وتغييره أقواله غير مرة السلطات الأمنية لمواصلة التحقيقات التي قطع دابر الشك فيها العثور على رقم شرطة المطار ضمن خزانة الأرقام التي طلبها الصحافي من هاتفه الجوال. وهذا رغم انه تحسباً كان قد استخدم بطاقة لطلب أندريا رازي مدير قسم الشرطة بمطار فيرونا إخفاءً لرقمه. وهكذا، إضافة لخسارة هذا الصحافي فرصة التغطية التي كان يحلم بها فقد أمسى متهماً بتهمتي الإزعاج العام والبلاغ الكاذب وهو ما قد يعرضه لعقوبة السجن لسنة كاملة.