باكستان: إجراءات أمنية استعدادا لمسيرة «الزحف الكبير»

تطالب بإعادة 60 قاضيا أقالهم الرئيس مشرف

مسيرة «الزحف الكبير» اقتربت من العاصمة إسلام آباد (أ ف ب)
TT

أعلنت حالة التأهب في صفوف المئات من رجال الأمن في باكستان امس في الوقت الذي تستعد فيه العاصمة إسلام أباد لمسيرة يقودها آلاف المحامين والنشطاء السياسيين للمطالبة بإعادة أكثر من 60 قاضيا أقالهم الرئيس بيرويز مشرف.

وانطلقت المسيرة التي استمرت خمسة ايام بمختلف أنحاء البلاد وسميت «بالزحف الكبير» في مرحلتها الأخيرة أمس عندما غادرت قافلة تضم مئات السيارات مدينة لاهور الواقعة شرق البلاد. ومن المتوقع أن تصل إلى إسلام آباد بعد ظهر امس بعد أن تكون قطعت 270 كيلومترا في أكثر من 20 ساعة. وأغلقت الشوارع المحيطة بمبنى البرلمان حيث كان المحتجون يخططون لتنفيذ اعتصام وكذلك منطقة قصر الرئاسة والبعثات الدبلوماسية بحاويات وكتل اسمنتية وأسلاك شائكة رغم أن السلطات قالت إنها تتوقع الاحتجاج أن يكون سلميا. وثبتت العشرات من كاميرات المراقبة لرصد تحركات المسيرة التي ستطالب حكومة الائتلاف التي تولت إدارة البلاد قبل عشرة أسابيع بإعادة القضاة الذين أقالهم مشرف بمقتضى قانون الطوارئ في الثالث من نوفمبر تشرين ثان الماضي حيث كانت المحكمة العليا ستصدر حكما يتعلق بعملية إعادة انتخابه المثيرة للجدل. وأدت تلك الخطوة إلى تراجع شعبية مشرف بشكل كبير وتعرض حلفائه السياسيين لهزيمة ساحقة في 18 فبراير شباط الماضي. وشكل الحكومة كل من حزب الشعب الباكستاني الذي كانت تتزعمه رئيسة الوزراء الراحلة بنظير بوتو وكذلك حزب الرابطة الإسلامية جناح نواز بقيادة رئيس الوزراء السابق نواز شريف. واتفق الحزبان على إعادة القضاة لكن الخلافات دبت بينهما في وقت لاحق بشأن آلية تنفيذ ذلك مما دفع حزب الرابطة الاسلامية جناح نواز إلى سحب أعضائه من الحكومة تعبيرا عن الاحتجاج.

وقال محللون إن التجمع الحاشد في إسلام أباد سيشكل ضغطا كبيرا على مشرف كي يتنحى عن منصبه. وكان من المقرر أن تمر المسيرة بمقر إقامته ببلدة روالبندي المجاورة للعاصمة لكن الحكومة أقنعت المنظمين بتغيير المسار وسط مخاوف من أن يحيط المحتجون بالمبنى.