باراك يتهم أولمرت بإحراق «آخر الجسور» للتهدئة لحسابات شخصية وحزبية

قال إن الحكومة تدير سياسة صبيانية للتخريب على الوساطة المصرية

TT

اتهم المقربون من رئيس الوزراء الإسرائيلي، ايهود أولمرت، وزير الدفاع، ايهود باراك، أمس، بإحراق «آخر الجسور»، وذلك على اثر هجوم سياسي وشخصي غير مسبوق قال فيه ان الحكومة (برئاسة أولمرت)، تدير سياسة صبيانية وانها تسعى للتخريب على الوساطة المصرية لإحراز اتفاق تهدئة مع حماس في قطاع غزة.

وكان باراك قد ألقى خطابا صداميا ضد أولمرت وحكومته، خلال لقائه صباح أمس مع سكرتيري فروع حزب العمل، تبنى فيه ما تقوله حماس من أن حزب «كديما» برئاسة أولمرت يعمل تحت تأثير الحسابات الحزبية والشخصية الضيقة ويعرقل الجهود المصرية للتوصل الى تهدئة، وقال انه لولا تلك الحسابات، لكانت التهدئة واقعا ثابتا منذ فترة.

وأوضح باراك انه شخصيا لا يؤمن بالتهدئة مع حماس ويعتقد بأن القيام بعملية اجتياح واسعة في قطاع غزة هو أمر حتمي، ولكنه بدافع المسؤولية الوطنية يرى ضرورة خوض التجربة واعطاء فرصة لهذه التهدئة، بينما حزب «كديما» لا يريد هذه التهدئة الآن خوفا من غضب جمهور الناخبين، وقادته يتنافسون في ما بينهم على الفوز بثقة الجمهور، واضعين جانبا المصلحة العامة للدولة وأمنها.

وقال باراك ان الحكومة الإسرائيلية تدير سياسة صبيانية منذ اقامتها قبل سنتين، حيث انها فرضت على الجيش حربا ذات أهداف لا يمكن تحقيقها. وعندما قاطعه أحد الحاضرين بالقول انه، أي باراك يتحمل مسؤولية تلك الحرب لأنه قاد اسرائيل الى انسحاب مهرول من لبنان وان هذا الانسحاب هو الذي شحن حزب الله بالقوة، أجاب: «هذا ليس صحيحا. فأنا أعتز بقراري الانسحاب من لبنان. فحزب الله نما وترعرع كقوة ارهاب كبيرة بسبب وجودنا في لبنان وليس بسبب انسحابنا». وأضاف: المشكلة ان حرب لبنان هي التي شحنت حزب الله بالقوة. وبسبب الطريقة التي ادارت فيها الحكومة الحرب والطريقة التي أنهتها بها، في قرار مجلس الأمن رقم 1701، أدت الى مضاعفة قوة حزب الله، حيث أصبح لديه اليوم 42 ألف صاروخ من مختلف الأنواع، وبعضها يستطيع الوصول الى بلدات مثل ديمونة (حيث الفرن الذري الاسرائيلي) ويروحام، في الجنوب الاسرائيلي. ومن جهة اخرى، قال مصدر مصري مطلع إن القاهرة لم تتوصل حتى الآن إلى اتفاق نهائي بين الفلسطينيين والإسرائيليين حول التهدئة في قطاع غزة وما زالت الجهود متواصلة من أجل إنجاز الاتفاق في أسرع وقت ممكن، متوقعا أن يتم التوصل لاتفاق خلال الأيام القليلة المقبلة.

وأضاف المصدر إن عمر سليمان رئيس المخابرات المصرية تسلم أول من أمس من رئيس الطاقم السياسي الأمني في وزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس جلعاد الرد الإسرائيلي على الرؤية المصرية للتهدئة في قطاع غزة».

وأشار إلى أن الرد الإسرائيلي يتحدث عن مخاوف وضمانات حول تهريب الأسلحة والجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط، مضيفا «إلا أن الرد في مجمله يعتبر إيجابيا، وسننقله إلى رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس «أبو مازن» وقيادات التنظيمات الفلسطينية لدارسته من كافة جوانبه، واتخاذ موقف فلسطيني موحد بشأنه». وأوضح المصدر أن سليمان نجح في إقناع الجانب الإسرائيلي في عدم ربط قضية الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط بالإعلان عن التهدئة، ووعدهم بأنها ستكون القضية الأولى التي سيتم بحثها بعد إعلان التهدئة وقبلت بذلك إسرائيل وحركة حماس.