معلمون يعترضون على قرار «تنظيم الإجازة في الصيف» بـ«التفريك».. والمعلمات بـ «القهوة»

«التربية والتعليم» لـ«الشرق الأوسط»: هذا قرار وزاري يجب التقيد والالتزام به

بعد أن غادر الطلاب المدارس وانتهت الامتحانات بقي المعلمون والمعلمات بأمر وزارة التربية والتعليم («الشرق الأوسط»)
TT

يبدو ان يوميات المعلمين والمعلمات السعوديين على مدار الاسبوع الحالي تستحق ان تتحول الى رواية، فمنذ نهاية الاختبارات ونهار المعلمات يبدأ بالقهوة مثلما ينتهي بها، ولا يختلف المعلمون كثيرا فهم يكتفون بتوقيع الحضور و«التفريك» والعودة سريعا الى الفراش من جديد.

فبعد ان الزمت وزارة التربية منسوبيها بالدوام خلال هذا الاسبوع انقسمت طريقة التعامل مع الامر، فالمعلمون فضلوا الحضور والاستئذان والعودة الى المنازل او الى امور حياتهم بينما التزمت المعلمات واجبرن على الجلوس في المدارس.

الجميع يصف هذين الاسبوعين بانهما الاثقل في تاريخ الدراسة ويوجهون انتقادات لوزارة التربية، خاصة بالمراحل الابتدائية الذين يرون ألا داعي لابقائهم او على الاقل وبحسب احدى المعلمات التي طلبت عدم ذكر اسمها «بما ان وزارة التربية مصرة على مثل هذه القرارات، فلماذا لا تحاول ان تستفيد من هذا الحضور بايجاد مدربين ومدربات للمعلمين والمعلمات في هذه المدارس، سواء للكومبيوتر او اللغة الانجليزية او أي شيء يعود بالفائدة على الجميع».

وتستطرد «استغرب ان يكون القرار بالدوام فقط، فنحن نحضر حتى نهاية الدوام ونصطحب معنا ثلاجات القهوة والتمر ومن اول النهار حتى نهايته ونحن نقضي الوقت بالحكايات المكررة من طول الوقت». ويتفق محمد السالم المعلم في احدى مدارس جدة مع هذا المطلب مؤكدا «ان وزارة التربية من حقها ان تنظم منسوبيها واجازاتهم، لكن على الاقل يكون تنظيما لا لخبطة، فنحن نداوم في المدرسة بعد ان انتهت المراحل الابتدائية بالتقييم ولا نقوم بأي شيء، لذلك فان معظم المدرسين او حتى المديرين يتفهمون الامر ويتركون المدرسين يوقعون الحضور ويذهبون الى شؤون حياتهم». ويتأسف صالح الغامدي معلم فنية في احدى مدارس جدة، لكل هذا الحسد من الوزارة للمعلمين حول تمتعهم بالاجازات، وقال «نحن نعمل ليل نهار وطوال اطول فصل دراسي وننتظر من الوزارة المكآفات، ونجد انهم يسعون الى التضييق علينا».

بينما تقول المعلمة ريم القحطاني معلمة صفوف اولية «أتمنى بعد الجهد الطويل طوال العام الدراسي، أن يقدر المعلم ولا يعامل معاملة الموظف في الوزارة او الموظف في اي قطاع حكومي، نحن المعلمات نشكو الى الوزير عدم الفائدة من وجودنا في هذه الايام في المدرسة غير ان نذهب للتوقيع ونتجمع على الفطور وبعدها ننصرف». الى ذلك يعلق الدكتور عبد العزيز الجار الله مدير الاعلام التربوي بالوزارة في حديث لـ«الشرق الأوسط»:«ان إجازة المعلمين والمعلمات ينظمها التعميم الصادر عن الوزير برقم 41/1 بتاريخ 13 فبراير (شباط) 2008، المنظم لإجازات شاغلي الوظائف التعليمية، الذي نص على أن معلمي ومعلمات الصفوف الأولية الحاصلين على الحوافز تبدأ اعتباراً من 5 يوليو (تموز) 2008، عدا من يكلف منهم بالأنشطة الصيفية أو الالتحاق بالدورات التدريبية التي تقررها الوزارة».

واضاف «أن بقية المعلمين والمعلمات ووكلاء المدارس ووكيلاتها والمديرين والمديرات والمشرفين والمشرفات في مراكز الإشراف التربوي بإدارات التربية والتعليم، تبدأ إجازاتهم اعتباراً من يوم السبت 26 يوليو (تموز) 2008، عدا من يكلف بالأنشطة الصيفية أو الالتحاق بالدورات التدريبية التي تقررها الوزارة».

وشدد الجار الله على ضرورة التقيد بما ورد في تعميم الوزير المشار إليه، مع العلم بأن إجازة بقية المعلمين لجميع التخصصات غير الحاصلين على حوافز الصفوف الأولية تبدأ اعتباراً من يوم السبت 26 يوليو (تموز) 2008، وأكد المصدر أنه لم يتم أي تغيير أو تعديل على تعميم الوزير المشار إليه.

وفي سياق آخر كشف مدير عام التربية والتعليم بمحافظة جدة عبد الله الثقفي ان وزارة التربية والتعليم سوف تفرغ اكثر من 1460 معلما مع مطلع العام الدراسي المقبل وسوف يشمل التفريغ من هم على رأس العمل من خريجي معاهد المعلمين والكليات المتوسطة ومراكز العلوم والرياضيات للحصول على درجة البكالوريوس في كليات المعلمين ومحضري مختبرات العلوم لإكمال دبلوم السنة الثانية المكملة للسنتين فقط وأن التفريغ متاح في جميع التخصصات وسيكون هذا التفريغ من وفر إدارات التربية والتعليم، مشيرا إلى أن ضوابط التفريغ تضمنت، الالتزام بالأعداد والتخصصات المحددة لكل إدارة تربية وتعليم، وعدم تحويل المقاعد من تخصص لآخر إلا بعد موافقة الإدارة العامة للتدريب التربوي والابتعاث. واوضح الثقفي «ان على المعلمين المرشحين للتفرغ الحصول على القبول في الكلية التي يرغبون الدراسة فيها بأنفسهم وفق التخصصات المتاحة في كل كلية، وعدم اشتراط تقدير معين للالتحاق ببرنامج دبلوم محضري المختبرات لإكمال السنة الثانية فقط، ولا يتم التمديد لأي معلم يرغب في التمديد إلا بعد أخذ موافقة الإدارة العامة للتدريب التربوي والابتعاث، وتكون الأولوية في التفريغ للمعلمين الذين يعملون في غير المدينة التي توجد بها الكلية التي سوف يدرسون بها».