نجاح «يورو 2008» قد يغير نظرة العالم للنمسا

هل يتغير نمط الحياة الهادئة التي اعتادتها

مشجعان المانيان بقيا متحسرين لهزيمة منتخبهما الوطني بعد خروج الجميع من الملعب يوم الأحد. (ا.ف.ب)
TT

قلد المستشار النمساوي، الفرد غوزنباور، الفرنسي ميشال بلاتيني، رئيس اتحاد كرة القدم الاوروبية (اويفا) ميدالية شرف، تكريماً وتقديراً، من الحكومة النمساوية للمجهودات التي بذلها لإنجاح الدورة الثالثة عشرة لمنافسات كأس أوربا للأمم التي استضافتها النمسا وسويسرا معاً طيلة الفترة من 7 الى 29 يونيو (حزيران) المنصرم. وعبرت الجماهير النمساوية عن فرحتها للنجاح الذي صاحب الدورة، وللصورة الجميلة التي تمكن النمساويون ان يبرزوا بها بلادهم كدولة مضيفة وصديقة للآلاف ممن حضروا المباريات سواء في الملاعب بأربع مدن هي فيينا العاصمة وسالزبورغ وانسزبورغ وكلاقنفورت او في الساحات التي خصصت للمشجعين، بالاضافة لأولئك الملايين الذين تابعوا المباريات عبر شاشات التلفزة. وكان المسؤولون النمساويون قد خططوا لأن تساعد المناسبة على تغيير الصورة التي أظهرت النمسا طيلة شهري ابريل (نيسان) ومايو (أيار) الماضيين بعد اكتشاف جريمة جوزيف فريتزل، المهندس ورجل الاعمال، 71 عاما، الذي سجن ابنته 24 عاما في قبو بمنزله وخلف منها 7 أطفال سفاحاً، في قضية هزت العالم وجعلت البعض يتساءل عما أصاب ذلك البلد الصغير؟ خاصة ان النمسا تربعت على صدر الاخبار قبل عامين، بسبب جريمة خطف وحبس فتاة اخرى، صعقت العالم عندما انكشفت تفاصيل قصة الشابة النمساوية ناتاشا كامبوش، 18 عاماً، وهي تخرج من قبو ظلت حبيسته طيلة ثمانية أعوام، بعد أن خطفها رجل تقني، 52 عاما، وهي طفلة  في العاشرة من عمرها، كانت في طريقها لمدرستها الابتدائية ذات صباح. ولم تنجح الشرطة في الوصول اليها حتى تمكنت لوحدها بعد كل تلك السنوات من الفرار.

 وفي أكثر من تصريح لمسؤولين نمساويين بمختلف القطاعات، فان استضافة كاس أوروبا 2008 كانت ضربة حظ نادرة، اذ صادفت أحسن توقيت تحتاجه النمسا فجاءت كخير دعاية لها لإعادة ترسيخ صورتها المعروفة في الأذهان ولإزالة ما شابها من اهتزاز، مؤكدين انها بلاد الجبال والسهول والبحيرات والموسيقى والسياحة والصناعات والتاريخ والتعليم التقني والرياضة، ليس التزحلق على الجليد وتسلق الجبال فقط، بل كذلك كرة القدم رغم النتائج المخيبة التي حققها المنتخب النمساوي، لكنها وبكل المقاييس تعرف كيف تنظمها وتستضيفها موفرة لها البنية التحتية اللازمة من ملاعب وفنادق وقاعات وساحات ومواصلات وأمن وإعلام وكل ما يلزم لراحة المشاركين والمتفرجين.