البراكين.. مصادر للطاقة بدلا من النفط

آسيا المتعطشة للطاقة تبحث عنها في حرارة الأرض

TT

في مواجهة ازمات طاقة وشيكة قد تعصف باقتصاديهما الناميين تبحث اندونيسيا والفلبين تحت سطح الارض عن حل يلبي حاجتهما الملحة للطاقة. يقع البلدان فيما يعرف بـ«حلقة النار» في المحيط الهادي وهي منطقة تكثر فيها البراكين وبها اكبر مستودع لطاقة الحرارة الارضية. وقال ليستر براون رئيس معهد سياسة الارض في خطاب في يونيو «حين افكر في الطاقة في اندونيسيا افكر في الحرارة الارضية. هناك اكثر من 500 بركان في اندونيسيا من بينها 130 بركانا نشطا». وتابع أمام مجموعة «سي.ال.اس.ايه ـ اسواق اسيا والمحيط والهادي» الاستثمارية «يمكن أن يعتمد اقتصاد اندونيسيا على طاقة الحرارة الارضية كليا. وهي لم تقترب من الاستغلال الكامل لامكانياتها». وربما يتغير ذلك مع ارتفاع أسعار النفط وزيادة الطلب وتداعي المنشآت في قطاع الطاقة مما يزيد من إلحاح عملية البحث عن سبل لاستغلال احتياطيات الحرارة الارضية في اندونيسيا والفلبين. غير انه ثبت صعوبة استغلال هذه الامكانات. وتشمل مشروعات الحرارة الارضية حفر ابار على عمق كبير لاستغلال البخار او الماء الساخن لإدارة محركات ولكن الامر لم يقتصر على التحديات الطبيعية. فالعملية تحتاج استثمارات ضخمة ويزيد من صعوبتها الروتين وغيره من العقبات في أماكن مثل اندونيسيا والفلبين. ويهدف مشروع بدوجول المقام بين براكين في جيب بالي لتوليد 175 ميجاوات من الكهرباء او نحو نصف احتياجات المنتجع تقريبا من الكهرباء. غير ان المشروع متوقف حاليا بسبب مخاوف السكان من الاضرار بمنطقة تحوي مقدسات دينية والتأثير على امدادات المياه من بحيرات قريبة. وتأتي معظم احتياجات بالي من الكهرباء من جزيرة جاوة المجاورة عن طرق كابل تحت البحر. ويقول مؤيدون ان المشروع ضروري لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء في جزيرة بالي قلب صناعة السياحة في اندونيسيا.

وتقول ني مادي ويدياساري من شركة بالي للطاقة وهي الشركة التي تنفذ المشروع لرويترز «نأمل ان يتم تشغيل المشروع ليس فقط من اجل المستثمرين بل من اجل مستقبل بالي»، ونفت ان يكون للمشروع اي اضرار. وفي الفلبين وهي حاليا ثاني اكبر منتج للحرارة الارضية بعد الولايات المتحدة فان احدى العقبات الاساسية التي تعرقل تطوير الاحتياطيات تتمثل في «الحامضية» العالية المرتبطة بالبراكين النشطة والتي قد تؤدي لتآكل الانابيب. ويقول بول اكينو رئيس «بي.ان.او.سي» لتطوير الطاقة لرويترز «ما زال هناك الكثير من الحقول الحامضية وهو ما يعني ان البراكين الخاملة اسفلها لم تمت بالفعل».

وتدير الشركة تسعة حقول بخار بطاقة 1199 ميجاوات اي حوالي 60 في المائة من طاقة الحرارة الارضية في البلاد. وأضاف اكينو ان ذلك سيجعل من الصعب على الفلبين تحقيق هدفها بزيادة طاقة الحرارة الارضية من 1931 ميجاوات الى 3131 ميجاوات بحلول 2013 والتفوق على الولايات المتحدة كأكبر منتج لها. وتمثل طاقة الحرارة الارضية حوالي 18 في المائة من احتياجات الفلبين من الطاقة.

وقال اكينو «حفرنا في المناطق التي توجد بها اكبر موارد»، مضيفا ان الكثير من المواقع الاكثر ربحية في الفلبين توجد في حدائق طبيعية او يحميها قانون حقوق الشعوب الاصلية.

وثمة ضغط كبير بالفعل على شبكات الكهرباء في الفلبين واندونيسيا اللتين يصل تعداد سكانهما الى 316 مليون نسمة. ويقدر ان الطلب على الكهرباء في الفلبين ينمو بنسبة 4.8 في المائة كل عام بينما تعاني اندونيسيا من انقطاع الكهرباء نظرا لضآلة الاحتياطي في اوقات ذروة الطلب. وتولد اندونيسيا حاليا 850 ميجاوات من الكهرباء من امكانياتها التي تقدر عند 270 الف ميجاوات من الحرارة الارضية اي حوالي ثلاثة في المائة من انتاج الكهرباء الحالي. ورغم ان الحكومة تريد التركيز بصورة أكبر على المحطات التي تولد الكهرباء من الفحم قال وزير الطاقة بورنومو يوسجيانتورو ان الكهرباء المولدة من الحرارة الارضية قد تصل الى 9500 ميجاوات بحلول عام 2025.