الجزائر: جاب الله يحمل بوتفليقة مسؤوليـة الإطاحة به من قمة أول حزب إسلامي معارض

قال: سأستمر في نضالي مع مؤسسات الحركة ومناضليها.. والكتابة

TT

قال المعارض الإسلامي الجزائري، عبد الله جاب الله، إن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة «هو أول من يتحمل مسؤولية المخطط الذي أطاح بي من رأس حزبي» حركة الإصلاح الوطني، الذي كان أول قوة سياسية إسلامية بالبرلمان بين 2002 و 2007.

وذكر جاب الله لـ«الشرق الأوسط» أن «بوتفليقة ومن معه يملكون سلطة القرار في البلاد، وبالتالي هم يتحملون المسؤولية كاملة أمام الله وأمام التاريخ لأن السطو على حزبي كان في عهدهم».

وأطاحت وزارة الداخلية العام الماضي بجاب الله من رأس «الاصلاح» بناء على طلب من إطارات بالحزب للفصل في نزاع داخلي نشب عام 2004. ويقول خصومه وعلى رأسهم محمد بولحية، وجهيد يونسي، وهما من كوادر الحزب، إن جاب الله «ينفرد في اتخاذ القرارات ويسب ويهين الاطارات». فيما يذكر جاب الله أن هؤلاء «تطاولوا على مؤسسات الحزب، فقال مجلس التأديب كلمته فيهم وفصلهم من الحزب». ومكنت السلطات يونسي من الحركة حيث أصبح أمينها العام، ويراهن حاليا على طرد جاب الله من مقرها المركزي.

وكشف جاب الله عن ثلاث رسائل رفعها إلى بوتفليقة يشرح فيها تفاصيل النزاع الذي جعل «حركة الاصلاح» تتخبط في مشاكل داخلية، وأدى إلى تراجع نتائجها في انتخابات 2007 البرلمانية والبلدية. فمن 43 نائبا بالبرلمان تقهقرت إلى نائبين فقط.

وقال جاب الله: «آخر مرة راسلته فيها كانت في فبراير (شباط) 2007، وقد بلغته الرسالة يدا بيد عن طريق بعض رجاله الذين اتصلوا بي وزعموا أنه لا يعرف الحقيقة بشأن ما وقع للاصلاح، ونصحوا بأن أشرح له القضية في رسالة واستجبت لذلك، وبلغني أن الرسالة وصلته لكن لم يرد عليها، وسيأتي اليوم الذي أنشر فيه تلك كل الرسائل».

وتحدث المعارض الاسلامي عن «أشخاص أوغروا صدر الرئيس بسيل من المعلومات الكاذبة نقلت على لساني، بمعنى أنني سعيت لتشويه صورته في الداخل والخارج، وهذا الكلام غير صحيح»، مشيرا إلى أنه لا يزال يعتبر نفسه معارضا لسياسات بوتفليقة «وقد كتبت هذا مرارا، وثمنت المشاريع الإيجابية المتعلقة بالوئام المدني والمصالحة وتحسين صورة الجزائر في الخارج، ولكني انتقدت بعلم وموضوعية السياسات الأخرى ذات الصلة بالبناء الديمقراطي والوضع الاقتصادي والاجتماعي أو بتسيير شؤون المال».

ورغم منعه بقرار من الداخلية بالتحدث أو النشاط باسم الحزب، قال جاب الله إنه لا يزال يعقد الاجتماعات في مقر الحزب وفي معاقله الرئيسية بالولايات. وأعلن عن دورة تكوينية لفائدة أتباعه السبت المقبل. وتابع حول نفس الموضوع: «أنا مستمر في نضالي مع مؤسسات الحركة ومناضليها، وقد اتفقنا على برنامج عمل ونحن ماضون في تنفيذه. واليوم أنا متفرغ لأمرين أساسيين، الاول تكوين الاطارات والثاني هو تأليف كتب، وآخر مؤلف لي صدر هو «الجزائر سنوات الجمر والدم» ولي كتابات قيد الطبع الآن إحداهما بعنوان «حتى يغيروا ما بأنفسهم»، والثانية بعنوان «السبيل إلى ثقة الشعب». وأنهيت كتابا آخر بعنوان «الشورى والديمقراطية»، وأنا على وشك الانتهاء من مجلد ضخم حول نظام الحكم في الاسلام».