الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يراهن على رئاسة الاتحاد الأوروبي لإنعاش شعبيته

يتوجه إلى دبلن لإنقاذ معاهدة لشبونة

TT

تسلمت فرنسا منتصف الليل الماضي رئاسة الاتحاد الأوروبي لستة أشهر في ظل أزمتين؛ الأولى دستورية، سببها رفض آيرلندا التصديق على معاهدة لشبونة التي حلت محل الدستور الأوروبي، والثانية اقتصادية تتمثل في الارتفاع غير المنقطع لأسعار النفط والمخاوف المترتبة على اقتصاد الدول الأوروبية. وفيما أظهر استطلاع للرأي أن اقل من ثلث الفرنسيين ينظر بإيجابية الى الاتحاد الأوروبي، فإن التحديات التي تواجه الرئاسة الفرنسية عديدة. ولذا، فإن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أطل ليل أمس من الشاشة الصغيرة على مواطنيه شارحاً لهم أولويات فرنسا، وهي الطاقة والبيئة والهجرة والدفاع الأوروبي. وترى أوساط سياسية فرنسية أن ساركوزي يراهن على ترؤسه للاتحاد لاستعادة الشعبية التي فقدها لدى الرأي العام الفرنسي والخروج من حالة انعدام الوزن التي يعاني منها منذ عدة أشهر ولفرض باريس طرفاً رئيسياً على الساحة الأوروبية من خلال المبادرات التي سيتخذها خلال الأشهر الستة القادمة.

وقالت مصادر فرنسية رسمية إن الملف الأول الذي سيسعى الرئيس الفرنسي لمعالجته يتناول استكمال التصديق على معاهدة لشبونة وممارسة الضغوط على جمهورية تشيكيا لتقوم بالتصديق على المعاهدة. ويزور ساركوزي دبلن في الأيام القليلة المقبلة كما سيعمد الى اقتراح مخارج للالتفاف على الأزمة تمر عبر طمأنة الآيرلنديين لبعض «امتيازاتهم» في مجال الضرائب والرسوم أو الحياد والسياسة الدفاعية، أملا في أن يدعو رئيس الحكومة الآرلندية مجددا الى الاستفتاء. أما الحل الآخر، فيقوم بـ«عزل» بحيث تضع ايرلندا نفسها «خارج» مسار التصديق على المعاهدة الى فترة محددة على أن تعود اليها عندما تنضج الظروف لطرحها مجددا على الاستفتاء. ويريد الرئيس الفرنسي، كما تقول مصادره، أن يتوصل كذلك الى «إنجازات» ملموسة خلال رئاسته للاتحاد. ويبدو ملف المشتقات البترولية الأقرب الى اهتماماته.

وبدأت الاحتفالات ليل أمس بتولي باريس رئاسة الاتحاد الاوروبي بإضاءة برج إيفل الشهير بنجوم الاتحاد الأوروبي في احتفال رسمي ترأسه وزير الخارجية برنار كوشنير. واليوم ينتظر أن تشهد باريس مجموعة من التظاهرات الاحتفالية؛ أولها إضاءة شعلة نصب الجندي المجهول القائم تحت قوس النصر، بينما يترأس رئيس البرلمان برنار أكوايه، أمام مجلس النواب احتفال رفع أعلام الدول الأوروبية السبع والعشرين، فيما يتبع ذلك عرض فيلمٍ عن أوروبا على واجهة مبنى المجلس. وتترافق هذه الاحتفالات مع تدابير أمنية مشددة اتخذتها مديرية الشرطة في باريس، وعمدت المديرية الى تعزيز وجود العناصر الأمنية بكل مكوناتها، خصوصا أن الثالث عشر من الشهر الجاري سيشهد انعقاد القمة المتوسطية بحضور حوالي أربعين رئيس دولة وحكومة، سيشارك القسم الأكبر منهم في احتفالات العرض العسكري على أشهر جادة في فرنسا (الشانزليزيه) وفي الغداء الرسمي الذي سيتبعه. وهكذا، فإن الشوارع والجادات المحيطة بالقصر الرئاسي، والدائرة الثامنة ستمنع على السيارات ويمنع توقيفها فيها، فيما ستغلق بعض محطات الميترو (قطار الأنفاق) أيضاً.