مدينة الصدر: أول زفاف مصحوب بفرقة موسيقية.. ومحلات التسجيلات تعاود نشاطها

«الصحوات» تواصل انتشارها في المنطقة.. و«جيش المهدي» ينأى بنفسه عنها

TT

لم يتوقع أهالي مدينة الصدر ان يشهدوا ولاول مرة منذ اكثر من اربعة اعوام رؤية محل لبيع تسجيلات لمطربين يعاود نشاطه بشكل طبيعي في المدينة، بعد ان كانت ممنوعة ولم يتجرأ احد حتى على وضعها داخل سيارته خوفا من الميليشيات. المنطقة شهدت ايضا الخميس الماضي أول حفل زفاف مصحوب بعزف لفرقة موسيقية ورقصات يؤديها شباب في شارع بحي جميلة، وهي مظاهر كانت الى وقت قريب ممنوعة، إذ كانت حفلات الزواج تتم في إطار ما كان يسمى «الجلسات الاسلامية». «الشرق الاوسط» زارت امس منطقة الحبيبية في مدينة الصدر والتقت احد المقربين من مجالس الصحوة هناك والذي فضل عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، وبين «ان فكرة تشكيل مجالس الاسناد بدأت قبل ثلاثة اشهر، حيث استغلت القوات الاميركية وجود سخط شعبي على المسلحين وتمكنت من اقناع بعض شيوخ العشائر لتشكيل مجلس اسناد مستغلين وجود مناحرات بين هذه العشائر والمسلحين وكانت البداية انضمام 112 شخصا للصحوة واليوم يبلغ عددهم 230 شخصا في قطاعات معينة من المدينة وأغلبهم لديهم مواقف معينة مع المسلحين مثل منعهم من أمر معين أو تعرضوا للاهانة من قبلهم وغيرها، وهنا استبعد انضمام افراد من جيش المهدي لمجالس الإسناد لأن أهالي مدينة الصدر يعرفون بعضهم البعض ومن المستحيل اختراق شخص للمجالس، كما ان هناك اختلافا معهم في كل شيء». وأكد المصدر «أن مجالس الإسناد تقوم الآن بواجبات، لكن في مناطق قريبة من مناطق سكنها، أي عند مداخل مناطقهم وهم شباب عاطلون عن العمل ويتقاضون حاليا مرتبات تصل لأكثر من 400 دولار أسوة بالصحوات الأخرى، كما زودوا بالأسلحة وهناك تنسيق مع القوات الأمنية العراقية ويعملون بشكل منسق وفي سياقات محددة واتخذوا من قائممقامية مدينة الصدر مركزا لهم، كما فاتحت جهات حكومية المجلس البلدي حتى يدعوا الشيوخ للانضمام، لكن المجلس رفض هذا الأمر وطلب من الجيش ان يقوم بذلك بنفسه وفعلا تم استخدام مكبرات الصوت في هذه الدعوات». وبحسب المصدر «هناك مساع حاليا لتطوير مجالس الاسناد لكي تشمل جميع مناطق مدينة الصدر، والعقبة هي ان الجيش الاميركي لم يتمكن من اقتحام القطاعات الاخيرة بعد وصوله لمنطقة مستشفى الامام علي وتوقف وهنا ما زال الاهالي يخافون من المسلحين، لكن التوسع مستمر حيث شكل في القطاع الثالث مجلس جديد وهناك تحرك مستمر على شيوخ العشائر، كما وجه الجيش العراقي قبل اربعة ايام بمكبرات الصوت دعوة الى الاهالي للانضمام الى مجالس الصحوة ومساعدة القوات العراقية لمطاردة الخارجين عن القانون وإلقاء القبض عليهم، كما بينوا من خلال دعواتهم ان هناك فرصة بانتظار العاطلين عن العمل ليحصلوا على عمل اما في الجيش او الصحوة، وفي المقابل وزعت منشورات في المناطق البعيدة التي ذكرناها يحذر فيها المسلحون من خلال هذه المنشورات شيوخ العشائر من الانضمام للصحوة». وقال المصدر «لدي معلومات ان بعض المسلحين طرقوا أبواب شيوخ العشائر بشكل مباشر وحذروهم من هذا الامر، لكن الشيء الذي يجب ان يعلمه الجميع انه ومهما بلغت قوة هذه الجهات فانها لا تستطيع مجابهة سطوة العشائر لأن التكوين الاجتماعي لمدينة الصدر مترابط من خلال عدة عشائر رئيسة ولا يتمكن احد من الوقوف بوجهها في حال أرادت العشائر تنفيذ أمر مركزي يصدر من شيخ وهنا نستبعد فكرة المساس بأي شيخ من قبل أي جهة».

وأكد المصدر ان الوضع الأمني الحالي للمدينة جيد والقوات الحكومية مسيطرة على جميع المناطق وهناك انتشار جيد لنقاط التفتيش، لكن عودة الحياة بشكل كامل لم نشهدها حتى الآن، فهناك محال تجارية ما زالت مغلقة خوفا من تجدد المواجهات، وهناك عوائل تركت منازلها خلال الأحداث ولم تعد حتى الآن وتصل أعدادها وبحسب مصدر مسؤول في مجلس بلدية مدينة الصدر الى ما يقارب الـ 3 آلاف عائلة، ومن خلال اتصالي ببعضها اكدوا انهم ما زالوا يخافون العودة، لكن بشكل عام الامن مستقر.

مصدر آخر من التيار الصدري أوضح أن المظاهر المسلحة اختفت من مدينة الصدر بعد قرار تجميد «جيش المهدي»، مؤكدا ان عناصر هذه الميليشيا عادوا لأعمالهم كمواطنين عاديين، ويقدمون الآن خدماتهم بشكل اعتيادي.