عاصفة رملية تحول دون تسلم الملف الأمني في الديوانية.. وحديث عن مخاوف من هجوم «إرهابي»

وزير الدفاع البولندي يصل إلى المدينة ويفاجأ بعدم حضور المسؤولين العراقيين والأميركيين

شرطي عراقي يحلق ذقنه، فيما يرتدي زميله درعاً واقياً من الرصاص في مخدعهما استعداداً لبدء مهامهما الأمنية في نقطة تفتيش وسط بغداد امس (أ.ف.ب)
TT

قال مسؤولون إن الاحوال الجوية السيئة أرجأت مراسم تسليم الجيش الاميركي السيطرة الامنية في محافظة القادسية بجنوب العراق للقوات العراقية أمس، فيما أشارت مصادر الى ان تأجيل حفل التسليم كان بسبب «مخاطر هجوم إرهابي».

وحالت عواصف رملية دون اقلاع طائرة في بغداد كانت ستقل مسؤولين كبارا لحضور المراسم في مدينة الديوانية مركز محافظة القادسية.

وهذا هو ثاني تأجيل لتسليم السيطرة الامنية في احدى محافظات العراق خلال أسبوع من جراء الاحوال الجوية السيئة. وكانت مراسم تسليم السيطرة الامنية في محافظة الانبار المعقل السابق للمسلحين السنة في الغرب قد تأجلت مطلع الاسبوع الحالي. وذكر مسؤولون أميركيون وعراقيون أن تسليم السيطرة الامنية في مدينة الديوانية والمناطق المحيطة بمحافظة القادسية سيمضي قدما بمجرد تحسن الاحوال الجوية. ويأملون أيضا أن يجرى تسليم السيطرة الامنية في الانبار الاسبوع الحالي لتصبحا المحافظتين العاشرة والحادية عشرة من محافظات العراق ومجموعها 18 محافظة التي تجري اعادتها للسيطرة الامنية العراقية منذ غزو العراق بقيادة الولايات المتحدة عام 2003.

وقال اللواء عثمان الغانمي قائد الجيش العراقي في القادسية لوكالة رويترز إن المبعوثين كانوا في المطار في بغداد استعدادا للتوجه جوا للديوانية إلا أن الاحوال الجوية السيئة في بغداد حالت دون إقلاع طائراتهم.

من جهته، اعلن وزير الدفاع البولندي بوغدان كليتش من الديوانية ان عاصفة رملية حالت دون اجراء الحفل الرسمي الذي كان سيشارك فيه.

وقال الوزير في تصريح لشبكة التلفزيون البولندية «تي في ان24»، «أدت عاصفة رملية الى قطع كل الاتصالات مع بغداد وتمكنا من الوصول (الى القاعدة العسكرية البولندية) مساء امس (أول من امس). اننا هنا وكنت على استعداد (لحضور الحفل) هذا الصباح (أمس). لكن للأسف لم يتمكن اي ممثل عن الحكومة العراقية او عن الادارة العسكرية الاميركية من القدوم».

وتابع في اتصال هاتفي أجري معه «قرر العراقيون إلغاء الحفل وسيجري في وقت لاحق مطلع يوليو (تموز)».

غير ان وكالة الانباء البولندية بي ايه بي نقلت عن مصادر لم تكشف هويتها، ان الحفل ألغي في الحقيقة بسبب مخاطر وقوع هجوم إرهابي، حسبما اوردته وكالة الصحافة الفرنسية. ونفى كليتش الأمر وقال «انها مجرد تلفيقات. لم يسجل أي خطر».

والحفل الذي اعلن عنه كليتش منذ فترة بدون ان يحدد تاريخا بشكل دقيق، كان «سيضع حدا سياسيا للمسؤولية البولندية عن المنطقة». وأفاد كليتش بأن آخر جنود بلاده سيغادرون القاعدة «ايكو» في منتصف اكتوبر (تشرين الاول). وينتهي تفويض البعثة العسكرية البولندية في العراق بشكل نهائي في 31 اكتوبر (تشرين الاول). وانتشرت القوات البولندية في العراق عام 2003 بعيد سقوط نظام صدام حسين امام تقدم القوات الاميركية. وبلغ عدد الجنود البولنديين في العراق 2600 عنصر عام 2003 وهم لا يتجاوزون حاليا الـ900 جندي. وفقدت القوات البولندية 22 من جنودها منذ انتشارها في العراق.

والديوانية واحدة من العديد من المدن في جنوب العراق الذي تقطنه أغلبية شيعية التي شهدت اشتباكات شرسة بين ميليشيا جيش المهدي التابعة لرجل الدين الشيعي المناهض للولايات المتحدة مقتدى الصدر وقوات الحكومة في مارس (آذار).

واندلع القتال في بلدات في شتى أنحاء جنوب العراق بعد أن أعطت الحكومة أوامرها بشن حملة قمع للميليشيات في البصرة الغنية بالنفط. وواجهت قوات الحكومة مقاومة شرسة من «جيش المهدي»، وتحتم عليها استدعاء دعم من القوات الأميركية. وهدأ القتال في جنوب العراق خلال أسبوع، ولكن المعارك استمرت سبعة أسابيع في حي مدينة الصدر في بغداد الى أن جرى سريان هدنة بمنتصف مايو (أيار).