مسؤول إسرائيلي: حماس معنية بوساطة أوروبية بدل المصرية وتعيق صفقة شليط

زعم أنها تسعى لاعتراف دولي على غرار حزب الله

TT

حذر مسؤول اسرائيلي امس من ان صفقة تبادل أسرى بين اسرائيل وحماس ستأخذ وقتا طويلا، لأن الحركة ليست معنية باستمرار الوساطة المصرية. واتهم هذا المسؤول، حماس بتفضيل وساطة دولة أوروبية كبيرة مثل ألمانيا أو غيرها، تجعلها تكسب اعترافا غربيا بها، كما حصل مع حزب الله، على الوساطة المصرية. وحسب زعم المسؤول، فان حماس غير مرتاحة للوساطة المصرية، بل تتهم القاهرة بإدارة المفاوضات بينها وبين اسرائيل على أساس أجندة مصرية شاملة ترمي الى انهاء حكم حماس في قطاع غزة واعادته الى سيطرة السلطة الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس (ابو مازن). وأعرب المسؤول عن قناعته بأن موقف حماس هذا سيطيل المفاوضات وربما يعرقل صفقة تبادل الأسرى. وكانت اللجنة الشعبية من أجل اطلاق سراح الأسرى الاسرائيليين قد أعلنت انها ستواصل نشاطها الى حين اطلاق سراح الجندي الأسير جلعاد شليط، ولن تكتفيَّ بصفقة تبادل الأسرى مع حزب الله. وقالت ميكي غولدفاسر، والدة الجندي الأسير في لبنان، وهي من مؤسسي هذه الحركة انها «ستواصل النشاط، ولن تعود الى البيت بعد اطلاق سراح ابنها، لأن هذا الكفاح مبدئي وهدفه حماية القيم التي تربى عليها الجنود الاسرائيليون». وقالت يسرائيلا شيدولوف، وهي قائدة مؤسسة أخرى في الحركة، ان «أمهات الجنود المنضويات تحت لواء هذه المعركة، يدافعن عن الروح المعنوية لكل مقاتل في الجيش الاسرائيلي». واضافت: «نحن أمهات جنود خدموا أو يخدمون أو سيخدمون لاحقا في الجيش. ونريد لأبنائنا أن يكونوا مطمئنين الى انه في حالة أسرهم، هناك من يعمل بجد واخلاص من أجل اطلاق سراحهم». ورفضت شيدولوف الحديث عن «ثمن باهظ تدفعه اسرائيل في كل صفقة». وقالت: «لا يوجد ثمن لحرية أبنائنا الجنود. كل ثمن، مهما علا، يكون بسيطا بالمقارنة مع ثمن حرية وسلامة أبنائنا». ووعدت بالاستمرار في المظاهرات الشعبية حتى يطلق سراح شليط.

وكانت مؤسسة «بانيل ـ فور يو» الاعلامية، قد أجرت استطلاع رأي بين مجموعة من الشباب تشكل عينة للمرشحين للخدمة العسكرية في جيل 16 ـ 18 عاما، فتبين ان 46% منهم يشعرون بشيء من الاحباط بسبب بقاء شليط في الأسر طيلة السنتين الماضيتين، و52% من المرشحين للخدمة في الوحدات القتالية قالوا انهم قلقون على مصيرهم من جراء تعامل الحكومة المهمل في المفاوضات لإطلاق سراح شليط. يذكر ان المفاوضات بين اسرائيل وحماس بدأت في القاهرة يوم الخميس الماضي، وهي تتركز حاليا على الأمور الفنية حول شكل التفاوض وجدوله الزمني، حيث طلبت اسرائيل ان تكون تلك المفاوضات ماراثونية من دون توقف، وألا تكون هذه المفاوضات متعلقة بالأحداث الميدانية، فإذا تم خرق التهدئة من أيِّ طرف تستمر المفاوضات كما أن شيئا لم يكن. كما طلبت اسرائيل أن يتم تحديد جدول زمني للمفاوضات، يكون ملزما للطرفين. وحسب مصادر مصرية، فإن هذه المطالب غير سهلة، ومن الصعب التقدير بأن حماس ستوافق عليها. ولكنها ستكون مواضيع البحث في المرحلة القادمة.

يذكر ان اسرائيل عادت لتفتح المعابر من حول قطاع غزة بشكل جزئي، فأدخلت أمس كمية اضافية من الوقود وأدخلت 80 شاحنة تحمل المواد الغذائية والأدوية وسمحت بمرور مجموعة من المرضى الفلسطينيين الى المستشفيات الاسرائيلية لتلقي العلاج.

وقال نائب وزير الدفاع، متان فلنائي، ان فتح المعابر سيتسع تدريجيا حسب التصرفات الفلسطينية. فإذا صانوا التهدئة ستواصل اسرائيل تمرير البضائع وتوسع نطاقها. ولكنها ستعود وتغلقها في حالة عودة الفلسطينيين لاطلاق الصواريخ والقذائف.

وقال فلنائي ان قيادة حماس تبدي نوايا جدية للحفاظ على التهدئة. ولكنها لا تنجح في السيطرة على بقية التنظيمات حتى الآن.