استعدادات لاستقبال القنطار ورفاقه.. ومواقف تعتبر التبادل انتصاراً لـ«حزب الله»

النقاش يتجدد في إسرائيل حول جدوى الحرب على لبنان عام 2006

TT

انشغل اللبنانيون على مدى الايام القليلة الماضية بأخبار عملية تبادل الاسرى والمعتقلين والجثامين بين «حزب الله» واسرائيل، عبر الوسيط الالماني غيرهارد كونراد الذي يمثل الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، والتي تشمل إطلاق عميد الاسرى اللبنانيين في السجون الاسرائيلية، سمير القنطار، الذي مضى على أسره نحو 30 عاماً، فيما تجدد النقاش في اسرائيل حول الاهداف الحقيقية وراء الحرب على لبنان، بعد ان افادت معلومات بان التقديرات الاسرائيلية اشارت من البداية الى ان الجنديين الاسيرين توفيا خلال نقلهما من الجبهة الى بيروت. وفيما بدأت الاستعدادات لاستقبال الأسرى المحررين وجثامين المقاومين في مختلف المناطق اللبنانية، صدرت مواقف اعتبرت عملية التبادل انتصارا لـ«حزب الله» وأكدت على أحقية خيار المقاومة لتحرير الارض والمعتقلين من السجون الاسرائيلية.

ومن المتوقع ان يقيم «حزب الله» احتفالا حاشدا للاسرى المحررين تتخلله كلمة لأمينه العام السيد حسن نصر الله.

ورحب رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري بـ«تقدم الجهود المبذولة لإطلاق الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية»، داعيا الى «ان تكون مناسبة للوحدة الوطنية» ومعتبراً «أن الفرحة لن تكتمل إلا برؤيتهم آمنين على أرض الوطن وبين أهلهم وإخوانهم». ورحبت الهيئة الوطنية للمعتقلين اللبنانيين في السجون الاسرائيلية بـ«الانتصار الجديد الذي حققته المقاومة. ودعت الى المشاركة في استقبال العائدين.

ودعا الشيخ نصر الدين الغريب الموحدين الدروز واللبنانيين الى «المشاركة في عيد النصر، بعودة المجاهدين من سجون الاحتلال». من جهته، توقف النائب السابق اميل اميل لحود عند «اعتراف الحكومة الاسرائيلية بهزيمتها». وتساءل في تصريح ادلى به امس: «ألم يكن من الافضل لاولمرت ان يوافق على هذه المقايضة في يوليو (تموز) 2006 بدلا من قرار الحرب الذي اتخذه حينها، وأدى الى هزيمة نكراء ومذلة لجيشه؟». واثنى رئيس هيئة علماء جبل عامل، الشيخ عفيف النابلسي، على عملية تبادل الاسرى والمعتقلين، وقال خلال استقباله امس المستشار الثقافي للسفارة الايرانية في بيروت، محمد حسين رئيس زاده: «ان اطلاق الاسرى جاء في اطار جهاد متواصل وشامل لبلوغ هذا الهدف العظيم».

وفي تل ابيب، كان المراقبون الاسرائيليون قد أجمعوا على ان اولمرت حقق مكسباً مهماً آخر في رصيده السياسي عبر صفقة تبادل الاسرى والجثامين. إلا ان خصوم اولمرت لم يتوانوا عن التذكير بإخفاقاته والعودة الى اظهاره فاشلا في ادارة شؤون الحكومة. وفي الوقت نفسه، خرج أحد ارباب العائلات الثكلى، موشيه موسكال، بتصريحات لإذاعة المستوطنين المتطرفين «قناة 7»، قال فيها ان قيادة الجيش كانت تعرف منذ اليوم الاول لاختطاف الجنديين، الداد ريجف وايهود غولدفاسر، بانهما اصيبا بجراح بليغة وانهما توفيا خلال تهريبهما من ارض المعركة الى الضاحية الجنوبية لبيروت. وتساءل موسكال، الذي كان فقد ابنه رفانئيل خلال معارك مارون الراس، «اذا كان واضحا انهما قتلا، فلماذا تقرر شن الحرب؟».