صفقة حزب الله تعزز قناعة الفلسطينيين بأن إسرائيل لا تفهم إلا لغة القوة

وزير الأسرى لـ«الشرق الأوسط»: حكومة أولمرت تحرج السلطة وتعزز العنف

فلسطينيات يحملن صور أقربائهن في السجون الاسرائيلية خلال مظاهرة للمطالبة بالافراج عنهم أمام مقر الصليب الاحمر الدولي في مدينة غزة امس (ا ب)
TT

عزز القرار الاسرائيلي بالافراج عن الاسير اللبناني سمير القنطار، ورفاقه الاربعة، ضمن صفقة تبادل مع حزب الله اللبناني، قناعة الفلسطينيين، وأهالي الاسرى تحديدا، بان اسرائيل «لا تفهم سوى لغة القوة». وزاد من هذه القناعات تقديم الاسرائيليين، مرونة اكبر، في المعايير الخاصة بالافراج عن اسرى فلسطينيين تعتبرهم «ملطخة ايديهم الدماء» لصالح صفقة اخرى مع حركة حماس. وفي المقابل اخذ الفلسطينيون يفقدون الامل اكثر، بقدرة السلطة الفلسطينية على الافراج عن اسرى ومعتقلين عن طريق المفاوضات. حتى ان وزير الاسرى الفلسطيني اشرف العجرمي اعتبر في حديث لـ«الشرق الاوسط» ان قبول اسرائيل باطلاق سراح الاسرى في عمليات تبادل، ورفضها ذلك ضمن عملية السلام، «يحرج السلطة الفلسطينية»، ويرسل رسائل وصفها «بالسلبية».

وفي غزة، قال القيادي البارز في حماس محمود الزهار، ان الافراج عن سمير القنطار يعتبر سابقة ايجابية لحماس، وانه يتعين على الحركة الاستفادة من قرار اسرائيل الافراج عن أشخاص تعتبرهم «قتلة» و«تلطخت أيديهم بالدماء» في اشارة الى المفاوضات الدائرة بين الطرفين برعاية مصرية وتطالب فيها حماس بالافراج عن اسرى قياديين ومحكومين بالمؤبدات. وينظر اهالي الاسرى الفلسطينيين الى اخبار صفقات التبادل الاخيرة، بكثير من الامل والانتظار، ويترقبون وسائل الاعلام، وما تتناقله، بكثير من اللهفة، بينما لا يعقدون اي امل على المفاوضات الجارية بين السلطة واسرائيل. وقال هادي البرغوثي، وهو ابن فخري البرغوثي، الذي امضى الاسبوع الماضي 30 عاما في السجون الاسرائيلية، لـ«الشرق الاوسط» «لا نعلق اي امل على المفاوضات». واضاف «انهم يتفاوضون منذ 15 عاما من دون نتيجة، وحتى في اوسلو حمل شيمعون بيريس الملف لانهائه ولم يتطرق له المفاوضون الفلسطينيون». وبرغم قلقه من ان لا تشمل الصفقة والده المحكوم بالمؤبد، وشقيقا له محكوم 29 عاما، الا انه لا يرى طريقا آخر للافراج عنهما غير عمليات التبادل. وقال «فقط عن طريق القوة يمكن الافراج عن ابي، اسرائيل لا تفهم سوى لغة القوة». وهي لغة، يراها ابو احمد المغربي، (له 3 ابناء، محكومين ما مجموعه 15 مؤبدا) الطريق الوحيدة، وقال لـ«الشرق الاوسط»، «هذه طبيعة اسرائيل وقد قال لي احد الجنود الاسرائيليين في احد السجون لا يمكن ان تؤخذوا حقوقكم منا الا قبل نصف ساعة من هزيمتنا .. (هيك بيفهموا)». واضاف «القوة.. فقط القوة».

ولا يوافق المغربي على ان سلام السلطة سينتهي بالافراج عن ابنائه، وقال ساخرا «اي سلام .. (هذا اسمو مرحبا شباب) وليس سلاما». وتابع «السلام معهم لا يجب ان يكون الا بالدم». لكن المغربي بخلاف اخرين لا يعلق كذلك امالا كبيرة على صفقة حماس. وقال «اعتقد بالنسبة لهم (حماس) الاقربون اولى بالمعروف، والامل بوجه الله».

ويقر الوزير العجرمي بان افراج اسرائيل عن اسرى تعتبرهم خطيرين، ضمن صفقات مع جهات تحاربها يعتبر احراجا كبيرا للسلطة. وقال «هذا صحيح، اسرائيل ترسل رسائل سلبية للشعب الفلسطيني بانها لا تفرج عن اسرى فلسطينيين، الا في اطار عمليات تبادل، وليس في اطار عملية سياسية الاجدر ان تكون هي السبب في الافراج عن اسرى فلسطينيين». ويرى وزير الاسرى، في الموقف الاسرائيلي دعوة لعمليات «عنف». وقال «كأنها (اسرائيل) تقول، اذا لم يقم الفلسطينيون بالعنف فلا مجال لتحرير الاسرى». ولا يعتقد العجرمي ان لدى السلطة خيارات اخرى غير الضغط على المجتمع الدولي من اجل الضغط على الاسرائيليين للافراج عن اسرى فلسطينيين، مؤكدا «ان لا تقدم في مجال المفاوضات مع اسرائيل حول موضوع الاسرى والمعتقلين السياسيين». واضاف «لا يوجد ما نقوله او نبشر به الفلسطينيين». الا انه اعتبر ان صفقات التبادل لا يمكن لها ان تحل مشكلة الاسرى تماما، وان الحل الاخير انما باتفاق سياسي ينهي القضية.

وتقول ام امير، التي تنتظر بفارغ الصبر، اي جديد حول الافراج عن الاسرى، عله يفرج عن ابنها المحكوم 20 عاما، ولم يُمض منها سوى 4 فقط، «اذا كانت طريق المفاوضات لم تفرج عن اسرى، اذن فالتبادل، ولما لا». وان كانت ترى ان الاخبار قد لا تحمل كثيرا ما يسر.