وزارة النقل تدشن أول مرحلة من «طريق الموت» وتبرر التأخر بالمعوقات

وكيل وزارة النقل: إذا التزم السائقون بالقواعد فستخف الحوادث على الطريق

جانب من العمل الجاري على الطريق في المرحلة الثانية («الشرق الأوسط»)
TT

أطلق شاعر الجنوب المعروف عبد الواحد الزهراني صرخة في قصيدته الشهيرة «خط الجنوب» وسط تصفيق آلاف الحاضرين المؤيدين لدعائه على ذلك الطريق الذي يربط الطائف بالباحة، وتسبب في قتل آلاف الابرياء رجالا ونساء واطفالا.

وعلى مدار سنوات مضت يبدو انه لا يخلو منزل في الجنوب السعودي من قصة حزن كتبت على امتداد ذلك الطريق إما بموت احد المقربين او تسببه في اصابة لا يزال يعاني صاحبها من آثارها.

القصة التي اختزلت ذات مساء في قصيدة شعبية، وقاربت فصولها بحسب وزارة النقل على الانتهاء، لخصها الشاعر عبد الواحد الزهراني عندما شبه ذلك الطريق الذي قتل الكثيرين، بنهر النيل الذي اعتاد ان يستفدي بأبرياء في كل عام بقوله: «يقولون ان نهر النيل في كل عام له ضحية.. وضحاياك يا نهر الشقى والعناء عدات ألوف».

وفي صبيحة هذا اليوم، تفتح وزارة النقل، اول مرحلة من مشروعها الذي دشنته منذ 3 اعوام لتحويل ذلك الطريق الذي عرف على مدار عقود بـ «طريق الموت» الى طريق مزدوج في محاولة لوقف هدر الدماء الذي شهده ذلك الطريق.

يقول المهندس مفرح الزهراني وكيل وزارة النقل لـ«الشرق الأوسط»: «افتتحت وزارة النقل المرحلة الأولى البالغة خمسة وسبعين كيلومترا من الطائف إلى قيا ضمن مشروع ازدواجية خط الجنوب، وتسلمت الوزارة المشروع من الشركة المنفذة بعد أن زادت المدة المقترحة اثنى عشر شهراً على ثلاث سنوات ليتنفس سكان المناطق الجنوبية من محافظة الطائف جنوب غربي البلاد الصعداء».

وأضاف «ان المرحلة الثانية من خط الجنوب سيتم افتتاحها بعد أسبوعين، وستكون من منطقة قيا 75 كلم جنوب الطائف إلى منطقة بوا 130 كلم لتنهي وزارة النقل بذلك 130 كلم في غضون أربع سنوات مضت».

وأوضح وكيل وزارة النقل أنه لم تكن هناك عقبات تذكر في مسيرة المرحلة الأولى بل أنهت الوزارة مشروع الطريق وتم افتتاحه.

وحول تأخير تسليم الشركة المنفذة للمشروع في وقته أبان أن «هذا موضوع آخر، ومثل هذه المشاريع لها برامج وأحياناً تكتنفها مشاكل وعوائق ويتم العمل على معالجتها، لكن بحمد الله تم الوصول إلى منطقة قيا والعمل جار على فتح المرحلة الثانية خلال الأسبوعين المقبلين للوصول إلى منطقة بوا جنوب الطائف».

واشار وكيل وزارة النقل إلى أن هذا المشروع الحيوي ستستفيد منه البلاد بأكملها وجميع المصطافين، مبيناً أن المصطاف القادم من المنطقة الشرقية والقاصد مدينة أبها يستطيع سلك الطريق، وهذا دليل على أنه مشروع لكافة أبناء البلد وسيترك مجالاً رحباً للسياحة في المناطق الريفية كمنطقة ثقيف ومناطق أخرى.

وأكد المهندس مفرح الزهراني أن جاهزية ازدواجية خط الجنوب ستساعد كثيراً وتنعش السياحة، مبيناً أنه خط جوهري يعتمد عليه في الصيف وبقية أيام السنة على حدٍ سواء، من جميع مناطق المملكة ومنطقة الباحة بالتحديد.

وعما إذا كان هذا الخط من شأنه التقليل من الحوادث المرورية الكثيرة التي يشهدها باستمرار أوضح الزهراني: «نتمنى ذلك متى ما التزم السائقون بقواعد السير والتعليمات المرورية، فبالتأكيد ستخف هذه الحوادث».