زعيم قاعدة المغرب: غالبية مقاتلينا من الجزائر ولدينا آخرون من موريتانيا وليبيا والمغرب وتونس ومالي ونيجيريا

دروكدال في أول حوار إعلامي معه: الزرقاوي لعب دورا محوريا في انضمامنا لـ«القاعدة»

صورة قدمها تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي لصحيفة «نيويورك تايمز»، ويظهر فيها زعيم التنظيم دروكدال الرابع من اليسار
TT

كشف زعيم «القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي»، الذي يتمركز أساساً في الجزائر، أن غالبية مقاتلي التنظيم جزائريون، لكنه أكد وجود «عدد لا بأس به من الإخوة الموريتانيين والإخوة الليبيين والمغاربة والتونسيين والماليين والنيجيريين» ينشطون ضمن التنظيم. وزعم عبد المالك دروكدال، في حوار مسجل بالصوت، بثته «نيويورك تايمز» أمس، أن التنظيم «تتدفق عليه الطلبات» من جهاديين يرغبون في تنفيذ أعمال انتحارية.

وهدد، من ناحية أخرى، بشن مزيد من الهجمات على المصالح الغربية بالمنطقة المغاربية وعلى الهيئات الرسمية الجزائرية. وتطرق دروكدال إلى تحول جماعته (التي كانت تسمى السلفية للدعوة والقتال) إلى القاعدة عام 2006، فقال إن «أبو مصعب الزرقاوي» زعيم القاعدة ببلاد الرافدين الذي قتل في غارة أميركية، «كان له الدور المحوري» في الانضمام. وقال: «لا ننكر الدور المحوري الذي قام به أبو مصعب الزرقاوي في عملية الانضمام منذ أطوارها الأولى، لكن مع ذلك لا نقلل من مجهودات الكثير من الإخوة، إذ ان عملية الانضمام اعتمدت على قنوات أخرى أيضا واتصالات ساهم فيها أخوة آخرون».

وكشف أيضاً وجود متعاطفين مع التنظيم في أوروبا. لكنه نفى ان يكون كل من يعتقلون في دول أوروبية مثل إسبانيا أو فرنسا أو بريطانيا أو إيطاليا مرتبطين بتنظيم «القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي».

ورفض دروكدال الكشف عن عدد مقاتلي التنظيم معتبراً أن عددهم «يكفي لإلحاق الهزيمة بأعدائنا». وقال: «لا يهم إن كانوا بالمئات أو بالألوف، لأن عامل العدد في حروب عقيدة التوحيد هو آخر وأضعف العوامل المؤثرة في معادلة النصر والهزيمة، أنتم تشاهدون حروبا كثيرة تُخاض ضد الإسلام في أكثر من بقعة لا يكاد يعثر فيها المتتبع على أي دور يذكر لعامل الكثرة بالنسبة للمجاهدين».

لكن مسؤولين عسكريين يعتبرون أن لدى تنظيم القاعدة حالياً نحو 300 إلى 400 مقاتل في الجبال الشرقية من الجزائر، مع وجود نحو 200 مؤيد آخرين عبر جميع أنحاء البلاد. وفيما يلي مقتطفات من الحوار الذي أجري مع دروكدال عبر وسيط:

* لماذا انضممتم إلى «القاعدة»؟

ـ ولماذا لا ننضم إلى «القاعدة» والله أمرنا بالوحدة والتناصر والتعاون ومقاتلة المشركين في صفوف متراصة كما يقاتلوننا هم في أحلاف عسكرية وتكتلات اقتصادية وسياسية. ولماذا لا ننضم إلى إخواننا وهذه الأمم كلها تقريباً اتّحدت ضد المسلمين، فرّقت جمعهم وقسّمت أرضهم وانتزعت المسجد الأقصى من أيديهم وأكلت خيراتهم وأفسدت أخلاقهم، ثم انظروا إلى ما يحصل في غزة وفي العراق وأفغانستان والصومال وغيرها، يقوم بها التحالف اليهودي ـ الصليبي، فإذا اجتمع المسلمون للدفاع عن أنفسهم لاموهم على الاجتماع واتهموهم بالتكتّل وعابوهم على وحدتهم.

نرى أنه من واجبنا الانضمام إلى «القاعدة» لنخوض معاركنا تحت راية واحدة وبإمارة واحدة لنقدر على المواجهة، فالتحالف يقابله التحالف والوحدة تقابلها الوحدة. الانضمام إذن كان بالنسبة لنا ضرورة شرعية أوجبها علينا كتاب ربنا وسنّة نبينا عليه الصلاة والسلام، وضرورة عقلية فرضها علينا واقع الحال والنظام الدولي الذي كله ظلم وإجحاف على المسلمين.

كثير من المحللين والمتابعين يخطئون حينما يظنون أن انضمامنا كان نتيجة حسابات دنيوية ومصلحية. فنحن جماعة جهادية سلفية نعتمد الشرع كمنطلق وحيد لقراراتنا أولا وقبل كل شيء.

* على ماذا حصلتم جراء علاقتكم بـ«القاعدة»؟ وبالمقابل، ما الذي حصلت عليه «القاعدة» جراء انضمامكم إليها؟

ـ انضمامنا لـ«القاعدة» لم يكن صفقة نحاول أن نجني من ورائها أرباحا كما يروج لذلك الكثير من الذين يسمّون أنفسهم خبراء في الجماعات الجهادية، وهم في الحقيقة بعيدون كل البُعد عن الفهم الحقيقي للتيار الجهادي السلفي. ونقول بعد هذا إننا حققنا وتحصلنا بعد هذا الاجتماع على كثير من المقاصد، أهمها:

أولا: نحسب أننا نلنا وفزنا برضوان الله تعالى، وذلك بامتثال أمره، قال تبارك وتعالى: (واعْتصِموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) (آل عمران: من الآية 103)، ولو لم يكن في الاجتماع إلا هذه الغاية، لما ترددنا في تحقيقها.

ثانيا: أننا حققنا شرطا وسبباً من أسباب النصر، فإذا كان الاختلاف والفرقة سببين للضعف والهزيمة كما جاء في ديننا (ولا تَنَازَعوا فتَفْشَلوا وتَذهب ريحُكم) (الأنفال: من الآية 46)، فإن الاجتماع سبب للقوة والنصر، وهذه سنّة كونية قد أدركها حتى الكفار، وما هذه التكتلات والأحلاف الدولية إلا دليل على هذا، ونحن المسلمين أولى الناس بالامتثال لهذه السنّة والأخذ بها.

ثالثا: اننا بهذا الاجتماع قد أدخلنا الأسى والحزن على أعدائنا.

فهذه بعض أهم المقاصد وهي كثيرة، فنرجو أن نكون قد حصلنا ـ نحن وإخواننا في القاعدة ـ على مرضاة ربنا وثقة أمتنا وإرهاب عدونا.

* حسب ما فهمنا أن المراسلة التي تمت بين عبد المالك دروكدال وأبي مصعب الزرقاوي، بين سنتي 1994 و1995، عن طريق البريد الإلكتروني، لعبت دورا حاسما في انضمامكم إلى «القاعدة»، هل هذا صحيح؟

ـ التاريخ الذي ذكرتموه خاطئ، ربما تقصدون سنة 2004 و2005.

نعم، نحن لا ننكر الدور المحوري الذي قام به أبو مصعب الزرقاوي في عملية الانضمام منذ أطوارها الأولى، نسأل الله أن يجازيه عن الإسلام والجهاد والأمة خير الجزاء، لكن مع ذلك لا نقلل من مجهودات الكثير من الإخوة، إذ ان عملية الانضمام اعتمدت على قنوات أخرى أيضا واتصالات ساهم فيها أخوة آخرون جزاهم الله عنا وعن الإسلام خيرا.

* هل ساعد أبو الليث الليبي أو عطية عبد الرحمن على ربط الاتصال بـ«القاعدة»؟

ـ لا نريد أن نذكر أشخاصا بعينهم، لكن كانت هناك مساهمة من طرف كثير من الإخوة في ربط الاتصال بإخواننا في «القاعدة»، وهناك قنوات متعددة تمكننا من ذلك.

* حسب ما فهمناه لكم اتصالات متكررة بزعماء «القاعدة» في وزيرستان، هل هذا صحيح؟ ثم ما طبيعة المعلومات التي تتبادلونها؟

ـ نحن نحرص على التواصل مع إخواننا، إن في أفغانستان أو العراق أو أي جبهة جهادية أخرى. فمشروعنا واحد ولا بد لنا من التعاون والتناصح والتشاور وتبادل الخبرات وتنسيق الجهود في مواجهة الحرب العالمية الصليبية على أمة الإسلام.

* هل تمدكم «القاعدة» بمساعدة ميدانية؟ وإذا كان الجواب نعم، فما طبيعة هذه المساعدة؟

ـ نحن و«القاعدة» جسد واحد، فمن الطبيعي جدا أن نتقوّى بها وتتقوّى بنا وتشد أزرنا ونشد أزرها وتمدنا ونمدها بكل ما أمكن من مظاهر النصرة والولاء والنصح والدعم المتاح.

* هل لديكم تأييد في أوروبا؟ وإذا كان الجواب نعم، فكم حجمه وما نوعه؟

ـ نعم هناك متعاطفون في أوروبا وغيرها، بل وعموم المسلمين أيضا يتعاطفون مع «القاعدة»، لأن قضيتها عادلة. وأغلب المسلمين بمن فيهم القاطنون بأوروبا، يناهضون الحرب الصليبية بزعامة أميركا ويكرهون الأنظمة التي سحقت شعوبها وباعت قضية فلسطين.

لكن ما يجدر التذكير به أن كل مَن تعتقلهم الحكومات الأوروبية، سواء في إسبانيا أو فرنسا أو بريطانيا أو إيطاليا وغيرها ثم يزعمون أنهم مرتبطون بتنظيمنا، كل ذلك كذب وخداع وظلم. والمشكلة أن الحكومات الأوروبية أصبحت تحاكم المسلمين على نواياهم وتعاطفهم مع قضايا المسلمين. وهذا ما يؤكد الحقد الديني الصليبي الذي يحرك الغرب، والذي نسف كل الشعارات البراقة التي كانوا يتشدقون بها مثل الحرية والتسامح وحقوق الإنسان والعدالة. تلك الشعارات الزائفة التي صدعوا بها أسماعنا لسنوات.

* كم عندكم من مقاتلين نشطين؟

ـ عندنا والحمد لله من المقاتلين ما يكفينا لإلحاق الهزيمة بأعدائنا، لا يهم إن كانوا بالمئات أو بالألوف، لأن عامل العدد في حروب عقيدة التوحيد هو آخر وأضعف العوامل المؤثرة في معادلة النصر والهزيمة، ولدينا قرآن كريم وسنّة مطهرة وتاريخ عريض فيه رصيد عظيم من التجارب وهو طافح بالأمثلة التي تثبت كلها أن نصر المؤمنين في كل الأجيال التي مرت منذ زمن نبي الله موسى عليه السلام إلى يومنا هذا هو من عند الله، قال تعالى: (ومَا النّصر إلا مِن عندِ الله إنَّ الله عزيزٌ حكيم) (الأنفال: 10)، (إِن يَنْصُركُم الله فلا غالِبَ لكم) (آل عمران: 160)، ليس هو من عند أنفسهم أو بسبب كثرة عدد أو وفرة عدّة.

منذ عهد قريب وفي بلاد الجزائر تحديدا، خرجت فرنسا عام 1962، بعد حرب التحرير، مهزومة مدحورة، رغم أنها يوم خرجت كانت وما زالت قوة عسكرية عظمى هي الثالثة أو الرابعة في العالم، بينما المجاهدون في الجزائر تراجعت قوتهم في السنوات الأخيرة للثورة فكانوا يوم خروج فرنسا أضعف من سنتي 57 و58 اللتين تمثلان بالنسبة للثورة أوج قوتها ومنتهى سطوتها.

وأنتم اليوم تشاهدون حروبا كثيرة تُخاض ضد الإسلام في أكثر من بقعة لا يكاد يعثر فيها المتتبع على أي دور يذكر لعامل الكثرة بالنسبة للمجاهدين. ومع ذلك فإننا نؤكد أننا نملك مخزونا هائلا من الرجال وهذا المخزون يتسع ويكبر وينتشر مع مرور الأيام ونحن نستعمله بحسب الحاجة وبحسب العدة المتوفرة لدينا. أما أرقام وزارة الداخلية فيكفي ان فيها من التخبط والتناقض ما يكذب آخرها أولها وينقض لاحقها سابقها.

* من أين يأتي مقاتلوكم؟

ـ النسبة الكبيرة من الجزائر، وهناك عدد لا بأس به من الإخوة الموريتانيين والإخوة الليبيين والمغاربة والتونسيين والماليين والنيجيريين.

* كم عدد جنودكم الذين رجعوا من معارك العراق؟

ـ ما يروجه الإعلام من أن هناك نسبة كبيرة من المقاتلين بالعراق رجعت وانضمت إلينا هو أمر مغلوط، لكن هناك عددا محدودا وقليلا جدا من الإخوة المجاهدين الذين قاتلوا في العراق ثم عادوا وانضموا إلينا.

* من بين هذه الفئة، كم عدد الذين أطلقت الحكومة سراحهم وفقا لمشروع السلم والمصالحة؟

ـ إن كنتم تقصدون من الذين رجعوا من العراق، فكما ذكرت ان عددهم محدود جداً ولا يوجد فيهم من أطلقت سراحهم الحكومة. أما ان كنتم تقصدون الذين أطلقت سراحهم الحكومة ضمن ما يسمونه المصالحة ثم التحقوا فهم كثر، وهذا دليل على أن مشروع المصالحة قد فشل. وان قضية الجهاد ما زالت حية في قلوب المسلمين.

* ما هي أهدافكم؟

ـ قال الله عز وجل: (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله) «الأنفال: من الآية 39» والفتنة هي الشرك كما قال عامة المفسرين، فهدفنا الأول هو تحكيم شريعة رب العالمين وتحقيق العبودية لله عز وجل، أما أهدافنا العامة فهي أهداف «القاعدة» الأم، وأنتم تعرفونها، أما أهدافنا التي تخص المغرب الإسلامي فهي كثيرة لكن أهمها هو إنقاذ بلداننا.

لا يمكن لهذه المنطقة ان تستقر حتى ينعم أهلها بالحرية والكرامة والأمن في ظل الاسلام، وشروط الاستقرار هذه لن تتوفر مع وجود النماذج التي أثبتت لعدة عقود من الزمن انها عاجزة عن تحقيق أدنى تقارب بين شعوبها في أي مجال من المجالات. نحن أمة واحدة ديننا واحد ولغتنا واحدة وتاريخنا واحد ولكن أرضنا مزقها الاستعمار إلى دويلات وبعد نصف قرن تقريبا من الاستقلال الموهوم هناك تعمد واضح من وكلاء الاستعمار في تثبيت هذا التمزق، بل هناك نيات مبيتة في توسيعه وتعميق الشرخ بين شعوبه.

* هل تنوون القيام بهجمات ضد المصالح الأميركية في الجزائر؟

ـ نحن عندما حملنا السلاح أعلنا أننا نحارب عملاء الصليبيين الذين خرجوا على الإسلام وارتكبوا جرائم الفساد والاستبداد، وقلنا إننا نريد ان نعيد للإسلام مكانته في البلاد وللقرآن حاكميته على العباد وللأمة حقوقها السليبة. لكن الذي حصل بعد ذلك ان الغرب كله بما فيه أميركا هب لنجدة السلطة التي هي في الواقع تحكم لحسابهم منذ البداية، فأمدوها بكل أنواع الدعم وشجعوها وأيدوها في المحافل، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل تطور حتى وصل حد التدخل المباشر.

فوجدنا أنفسنا على القائمة السوداء للإدارة الأميركية، موسومين بالإرهاب، ثم وجدناها تبني القواعد العسكرية في جنوب بلادنا وتجري المناورات العسكرية، وتنهب نفطنا، وتخطط للاستحواذ على غازنا، وتفتح فرعا للإف بي آي FBI في عاصمتنا، وتشن بين شبابنا حملة تنصيرية لم يسبق لها مثيل لتبديل دينهم من أجل خلق أقليات دينية عندنا، وأصبحت سفارتها في الجزائر تضطلع بنفس المهام تقريبا الموكولة للسفارة الأميركية ببغداد أو كابل، تتدخل في السياسة الداخلية تخطيطا وتوجيها ومراقبة. كل ذلك من أجل قتل روح الجهاد والمقاومة عند المسلمين لتضع في النهاية يدها على مخزون الطاقة عندنا. فهل تركت لنا أميركا من خيار أمام هذا العدوان الصارخ يا ترى؟ لا شك أن الجواب سيكون بالنفي. لذلك أصبح من حقنا اليوم بل من واجبنا أن ندفع بكل قوانا هذه الحملة الصليبية ونعلن بكل وضوح أن المصالح الأميركية هي أهداف مشروعة لنا سنجتهد في ضربها متى ما أمكننا ذلك. ونحن على يقين أن أميركا ستخسر حربها ضدنا كما خسرتها ضد افغانستان والعراق، فهي الظالمة البادئة بالشر والظلم، والظلم هو أعظم سبب من أسباب زوال الدول حتى ولو كانت مسلمة، فكيف وقد اجتمع في أميركا الكفر والظلم؟ (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) «الشعراء: الآية 227».

* هل تنوون القيام بهجمات جديدة على الأراضي الأميركية؟

ـ إذا كانت الإدارة الاميركية ترى أن حربها على أراضي المسلمين أمر مشروع فما الذي يجعلنا نرى أن حربنا لها على أراضيها غير مشروعة. فليتأكد الجميع أننا لن نتردد لحظة في استهدافها متى أمكننا ذلك في أي نقطة على وجه الأرض، ونقول للشعب الاميركي الذي تسوقه حكومة بوش إلى مزيد من المصائب: إن كنتم حقيقة تبحثون عن أمنكم وتهمكم سلامتكم فاستمعوا جيدا لخطابات أسامة بن لادن الذي نصحكم بأن تكفوا عن دعم بوش وسياساته وأن تسقطوا حكومتكم الغازية لديار المسلمين، وإلا فإن بوش وسياساته سيؤديان بكم إلى الهاوية .

* ما هو وزن تنظيمكم ببلاد المغرب؟ هل عندكم تأييد كبير؟

ـ نعم لدينا تأييد ودعم من أمتنا الإسلامية في المغرب. هذه الأمة المعطاءة التي دفعت ولا تزال تدفع بخيرة أبنائها لثغور الجهاد. ولولا هذا الدعم لما استمر قتالنا طيلة 16 عاما متواصلة برغم الدعم الفرنسي والأميركي بالعتاد والمعلومات. وبرغم تحالف الأنظمة. المنطقة المغاربية تشهد صحوة جهادية في موريتانيا والمغرب وليبيا ونيجيريا.

* في تقديرنا، الحكومة الجزائرية حصلت على 120 مليار دولار من مبيعات البترول والغاز فما رأيكم؟ وما قولكم في الأصوات التي تنتقد الحكومة لعجزها عن توظيف هذه الأموال في برامج من شأنها أن توفر مناصب شغل للجزائريين؟

ـ هذا من الجرائم وأساليب النهب والسلب التي تتسم بها الحكومات. البلاد تطفو فوق بحر من النفط والغاز، وأرقام المداخيل لم تتوقف عن التمدد عاما بعد عام وشهرا بعد شهر، لكن من المفارقات العجيبة انه كلما أخذ خط العائدات النفطية في التصاعد، أخذ خط المستوى المعيشي للسكان في الانحدار، ومن المنطقي أن يجر هذا الوضع الى طرح السؤال التالي: أين تذهب أموال الغاز والبترول؟

المستفيد الأول من مبلغ 120 مليار دولار هو الاقتصاد الأميركي والاوروبي. والنسبة الباقية من الاموال يعترض طريقها المستفيد الثاني المتمثل في عصابات كبار اللصوص المنتشرين في كل المؤسسات الرسمية.

أحوال الناس البائسة لن يتغير منها شيء، بل سيبقى الفقر ينخر جسد الأمة وستبقى قوارب الموت تلقي بالشباب اليائس الى البحر. فعلى كل الشرفاء في الأمة من مفكرين ونقابيين وطلبة ودعاة ان يقاوموا النهب ويحرضوا الأمة على الجهاد لاسترجاع الحقوق. وعلى الشباب المسلم ألا ينتهج سياسة الهروب والهجرة السرية بل عليه ان يحمل السلاح ليسترد حقوقه ويدفع صولة هؤلاء العملاء.

* ماذا تجيبون خصومكم الذين يقولون إن الحكومة الجزائرية أضعفت بشكل كبير قدراتكم الميدانية، وكدليل على ذلك أنه لم تحصل عمليات كبيرة في 11 أبريل؟

ـ للحكومة أن تكذب كيفما شاءت على الرأي العام، ويمكنها أن تبذل جهدها في تغطية الحقائق الميدانية، لكن ما لا يمكن إخفاؤه ان جنودها يقتلون باستمرار وان قنابل المجاهدين تحصد منهم العشرات شهريا، وان هيئاتها الرسمية ضربت وستضرب وان المصالح الغربية لا يمكن حمايتها وسينالها نصيبها تماما مثل ما وقع مع الأمم المتحدة ومقر الانتربول وسفارة اسرائيل في نواكشوط والرهائن الألمان ثم النمساويين. وللتذكير فليست هذه المرة الأولى التي يرددون فيها هذا الكلام، منذ سنوات وهم يصفون المجاهدين ببقايا وفلول وشرذمة.. الخ. لكن الانتعاشة الجهادية في الأعوام القليلة الماضية اكتشف فيها الناس التضليل الذي تمارسه الحكومة عليهم بتواطؤ مع الصحافة، خاصة فيما يتعلق بالأخبار الامنية. اما مسألة 11 أبريل واننا لم نستطع الضرب هذا العام في هذا التاريخ فطبعا لسنا مغفلين حتى يحدد لنا التاريخ الذي نضرب فيه بل نحن من يحدد التاريخ والمكان وعليهم أن ينتظروا الضربات في الوقت والمكان المناسبين.

* بعض الأشخاص انتقدوا عمليات 11 ديسمبر في الجزائر العاصمة لأنها تسببت في قتل أبرياء. كيف تبررون هذا العمل؟

ـ نحن لسنا مجانين حتى نستهدف اخواننا المسلمين، بل نحن ما تركنا ديارنا وما سلكنا هذا الطريق الشاق والطويل وما ضحينا بأنفسنا وجهدنا ووقتنا الا دفاعا عن المسلمين وحفاظا على ارواحهم ومقدساتهم، وهذه الفرية التي يرددها الاعلام بشأننا هي عارية عن الصحة، والغرض منها هو تشويهنا وعزلنا عن الأمة حتى لا تتعاطف معنا.

لو كنا حقيقة نريد ضرب المدنيين لأمكننا حصد المئات في ضربة واحدة باستهداف الاسواق ووسائل النقل والتجمعات العامة. اهدافنا في قتالنا واضحة تماما وهي الأهداف العسكرية والرسمية للحكومة والمصالح الغربية ونحن نحرص في هجماتنا قدر المستطاع ألا يصاب أي مسلم فيها.

لكن الحكومة والصحافة تقولان إن الذين سقطوا في مقر الأمم المتحدة مدنيون، لكن الحقيقة ان اكثر من 95% من المصابين هم من المنتسبين لمقر الأمم المتحدة وغيرهم ومن الشرطة والحراس طبعا بزي مدني، فهؤلاء كلهم ليسوا مدنيين، كذلك المنتسبون للمجلس الدستوري، هم في ميزان الشرع محاربون، والذين تمت اصابتهم في باتنة عند استهداف بوتفليقة كانوا شرطة ومخابرات عسكرية بزي مدني، فهل هؤلاء مدنيون؟! هذا من التشويش، تماما كما يفعل الأميركان والحكومة في العراق عندما يتغاضون عن 30 قتيلا من الشرطة ويركزون على مسلم أصيب عن غير قصد، بل وفي كثير من الأحيان يسمون الشرطة مدنيين.. فهذا من التشويه والحرب الإعلامية ليس إلا. نحن نطمئن اخواننا المسلمين بأنهم لن يصيبهم أي أذى من المجاهدين، بل نحن نبذل أرواحنا ودماءنا دفاعا عنكم وحماية لكم. ولتعلم أمتنا المسلمة أننا في حرب مع المرتدين والصليبيين، وقد تقع في الحرب أخطاء فهي عن غير قصد ونستغفر الله عن ذلك ونعتذر لأمتنا المسلمة.

* هل قمتم بتعديل استراتيجيتكم بأي شكل من الأشكال لمواجهة دعم الحكومة الأميركية للحكومة الجزائرية؟

ـ بالتأكيد نحن نقوم بتعديل استراتيجيتنا حسب كل مرحلة، ولنا مجلس شورى ومجلس أعيان يعقد جلساته في كل مرة لوضع الخطط والاستراتيجيات المرحلية، كما يقوم بتقييم المراحل السابقة وتدارك النقائص ويضع في الحسبان المستجدات على الساحة الجهادية.

فالأميركان دخلوا على الخط وهم لهم قواعد على أرض الجزائر وغيرها. فهم يزودون الجيش الجزائري بالمعدات المتطورة ويدربون الأجهزة الأمنية في الصحراء ويمدونها بالمعلومات والرصد الجوي. ونحن نستمد قوتنا أولا من الله عز وجل ونتوكل عليه (وعلى الله فليتوكل المؤمنون) «آل عمران: من الآية 122».. والله أكبر من أميركا، ولن تخيفنا لا أميركا ولا غيرها. لكننا لا نستهين بالأسباب، بل نجتهد في وضع الخطط المناسبة لمواجهة هذا التحالف على الاسلام والمسلمين.

وعلى أميركا ان تعلم انها حينما تتورط في حرب مع أبناء يوسف بن تاشفين وأحفاد طارق بن زياد فإن المنطقة المغاربية ستشتعل نارا تحت أقدامهم وسنستنفر أبناء المغرب الإسلامي لكي يمرغوا أنوف الأميركيين في الوحل ليضيفوا لرصيدهم المليء بالهزائم هزيمة نكراء أخرى.

* ما هي أعظم انجازاتكم الى اليوم؟ وما أعظم اخفاقاتكم؟

ـ نحن نعتقد ان اعظم انجاز لنا هو ان الجهاد لا زال مستمرا في المغرب الاسلامي طيلة 16 عاما، وهو اليوم في تطور وصعود، فنحن استطعنا ان ننقل جهادنا من القطرية الى الاقليمية، وان نوسع نشاطنا الى الدول المغاربية والساحل الافريقي، وان نساهم في صحوة جهادية اقليمية.

واستطاع المجاهدون عبر تضحياتهم ودمائهم ان يحافظوا على الجذوة الجهادية ويحملوا الراية جيلا بعد جيل، ويحيوا الفريضة الغائبة في قلوب المسلمين. فنحن اليوم تتدفق علينا الطلبات من مسلمين يريدون ان ينفذوا عمليات استشهادية. وفي موريتانيا والمغرب والجزائر وتونس نرى شبابا ومسلمين يؤيدون قضيتنا ومستعدين للتضحية بأنفسهم وأموالهم في سبيل نصرة الاسلام، هذا ما نعتبره من أكبر انجازاتنا.

من أكبر انجازاتنا اننا حققنا الوحدة مع اخواننا كخطوة مهمة نحو الخلافة الراشدة، واننا لم نهن ولم نستكن وثبتنا على الطريق وطورنا جهادنا وأحيينا قضية الجهاد في قلوب أمتنا بعدما غابت دهرا. فهذا تحول جذري في المنطقة. أما الفشل فنحن لا نعرف الفشل. الفشل الحقيقي هو في الانظمة. الأمة اكتشفت تعاونهم مع اعداء الاسلام. نسبة المقاطعة الكبيرة للانتخابات الاخيرة، والمعارضة الكبيرة للسياسات الحكومية من طرف الشعوب، وموت المئات من الشباب في عرض البحر في الهجرة السرية، والانتفاضات الشعبية المتكررة التي آخرها في الشلف، ونسبة الفقر والبطالة القياسيين، والإضرابات النقابية المتزايدة والهوة التي تزداد يوما بعد يوم بين الشعب والحكومة.. هذه كلها مؤشرات للفشل الحقيقي الذي اصبح سمة بارزة لكل حكومات المغرب الاسلامي. وان كان ولا بد من وجود إخفاق وفشل في مسيرتنا الجهادية فهو بكل تأكيد: عجزنا ـ بعد طول المدة ـ عن الفوز بالشهادة واللحاق باخواننا الذين سبقونا على طريق التضحية والاستشهاد. (ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب) «آل عمران: 8».

* خدمة «نيويورك تايمز»