السعودية: اعترافات إعلاميي ««القاعدة»» تكشف عن عمليات استقطاب وتجنيد واسعة عبر الإنترنت

أبو عزام استقطب كوادر للعمل في «صدى الجهاد».. وأم أسامة جندت «متحمسات» عبر مجلتها «الخنساء»

أبو عزام الأنصاري مسؤول تحرير مجلة «صدى الجهاد» الالكترونية وأم أسامة مسؤولة تحرير مجلة «الخنساء» المتطرفة
TT

كشفت اعترافات لمسؤولين إعلاميين في تنظيم «القاعدة»، تعتقلهم السلطات السعودية، كان من أبرزهم أبو عزام الأنصاري مسؤول تحرير مجلة «صدى الجهاد» الالكترونية المتطرفة، وأم أسامة مسؤولة تحرير مجلة «الخنساء»، عن عمليات استقطاب وتجنيد واسعة كانت تتم عبر شبكة الانترنت.

وشرح أبو عزام الأنصاري (مصري الجنسية)، الذي اعتقلته السعودية في يونيو (حزيران) العام الماضي في المدينة المنورة، إلى جانب زميلين له هما (أبو أسيد الفلوجي، وأبو عبد الله النجدي)، كيف استطاعا استقطاب كوادر «ذات خبرة» للعمل في مجلته الالكترونية، وذلك في اعترافات بثها التلفزيون السعودي أمس.

وتحدث عن أنه وزملائه العاملين في مجلته الشهرية، كان يجمعهم الرغبة في نصرة ما يعتبرونه «الجهاد»، ولم يكن يربطهم أي رابط آخر، حيث كشف أنه «لا يعلم بهويات من يتعامل معهم، ولا هم يعلمون مع من يتعاملون».

وقال إن بدايات تفكيره في إطلاق مجلة «صدى الجهاد»، نبعت من حرصه على معرفة الخسائر الحقيقية للجيش الأميركي في العراق، والتي كانت تحظى بتكتم شديد من الإدارة الأميركية، على حد قوله، في الوقت الذي كشفت اعترافات معتقلين آخرين، أن انضمامهم للتنظيم جاء «عبر تتبع أخبار المقاتلين في أفغانستان والعراق».

وذهب جانب من الاعترافات المتلفزة التي بثت على شاشة التلفزيون السعودي أمس، للتأكيد على أن المواقع المتطرفة دأبت على ربط الطريق إلى الجنة بـ5 عناصر؛ هي: الجهاد، القتال، التحريض، التجهيز، بالإضافة إلى عنصر الدعم.

واستندت المواقع المتطرفة، بحسب تلك الاعترافات، على فتاوى لبعض المشايخ المعروفين، لإقناع الشباب للانضمام في صفوف المقاتلين في مناطق النزاع المضطربة.

ويقول أبو عزام الأنصاري، والذي قالت السعودية في بيان الإعلان عن اعتقاله العام الماضي إنها ألقت القبض عليه وهو يهم بنشر مطبوعة تدعو إلى التكفير والتفجير، أن تكوين العلاقات عبر شبكة الانترنت كانت تتم في أجواء آمنة نسبيا، وهو ما شجعه لتكوين فريق عمل لإطلاق مجلته الالكترونية المتطرفة، محملا المواقع التي أسماها بـ«الجهادية» بأنها المسؤول الأول عن التغرير في عقول الشباب.

وطبقا لدراسات حديثة، كشف الندوة الحوارية المرافقة لاعترافات المسؤولين الإعلاميين في تنظيم «القاعدة»، النقاب عنها، فإنه يوجد أكثر من 5 آلاف موقع متطرف على الشبكة العنكبوتية.

وشجعت المواقع المتطرفة، مجموعة من العناصر على إطلاق مجلات الكترونية إرهابية، ومن هؤلاء أم أسامة مسؤولة تحرير مجلة «الخنساء» المتطرفة، وهي مصرية في أواسط العقد الثاني من عمرها، ألقي القبض عليها في المدينة المنورة.

وكشفت أم أسامة، في القسم الأول من الاعترافات التي بثت ليل أمس، أنها كانت على تواصل مع متحمسين عبر المواقع الالكترونية المتطرفة، حيث ساهمت من خلال موقعها في الذراع الإعلامي النسائي لـ«القاعدة» في السعودية، بتجنيد النساء المتحمسات.

وقال أحد المعتقلين في السجون السعودية، إنه كان يرتاد المواقع المتطرفة لمتابعة الأفلام الجهادية، حتى أصبح يتابع كل ما يتعلق بتنظيم «القاعدة» من تصريحات لزعيمه أسامة بن لادن، وبعض الأفلام التي تم تسجيلها لعبد العزيز المقرن أحد أخطر المطلوبين أمنيا والذي قتلته القوات الأمنية السعودية منذ سنوات.

وشرح أحد الموقوفين أمنيا ويدعى أبو سعود، تجربته في المشاركة بالمواقع المتطرفة على شبكة الانترنت، والتي قال أنها تعززت عن طريق منتديات عامة كانت تزودها بروابط لمواقع جهادية.

وقال في اعترافاته، إن المواقع المتطرفة، كانت تزخر بالاتهامات بحق المشايخ والعلماء السعوديين، وكانت تتضمن مشاركات تحفز على المشاركة في صفوف المقاتلين في المناطق المضطربة، كما أنها تحدثت عن أن الطريق إلى الجنة لا بد أن يسلك عبر بوابة الجهاد والتحريض والتجهيز.

ويوضح أبو سعود، بعض الأساليب التي تعتمدها المواقع المتطرفة في سبيل التغرير بعقول الشباب، حيث يستندون الى فتاوى لمشايخ معروفين، تحض على وجوب الذهاب إلى الجهاد في العراق.