تركيا: اعتقال جنرالان بالجيش للاشتباه في تورطهم في مؤامرة لإطاحة الحكومة

الإدعاء العام يعرض قضية إغلاق حزب العدالة أمام المحكمة الدستورية

TT

دخلت آلية حظر حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا بتهمة تعريض العلمانية للخطر، مرحلة حاسمة هذا الاسبوع، مع تقديم المدعي العام الأول في البلاد، الذي باشر هذا الاجراء، مرافعته امام قضاة المحكمة الدستورية. وعرض المدعي العام في محكمة التمييز عبد الرحمن يالجينكايا على مدى حوالي ساعة ونصف الساعة، خلال جلسة مغلقة، الاسس التي تستند اليها الآلية التي اطلقت بحق حزب العدالة والتنمية المنبثق عن التيار الاسلامي.

وكان المدعي العام قد قدم في مارس، طلبا بحظر نشاط حزب العدالة والتنمية، باعتباره «يتعارض مع العلمانية»، غير ان الحزب الحاكم نفى هذه الاتهامات. وإلى حظر الحزب، يسعى يالجينكايا الى منع حوالي 71 شخصية من ممارسة نشاطات سياسية لمدة خمس سنوات، ومن بينهم الرئيس التركي عبد الله غل ورئيس الوزراء رجب طيب اردوغان. وقال المدعي العام بحسب نص مرافعته «ان الجمهورية العلمانية، مهددة اليوم اكثر من اي وقت مضى.. ان حزب العدالة والتنمية سيستخدم حتى النهاية، ممارسة اخفاء القناعات الحقيقية، الى ان يتمكن من تحقيق اهداف قيام دولة مستوحاة من النموذج الاسلامي». وسيمثل ممثلو حزب العدالة والتنمية بدورهم غدا، امام قضاة المحكمة الـ11 في جلسة مغلقة ايضا لتقديم مرافعتهم دفاعا عن حزبهم. وبعد الجلسات سيكتب مقرر المحكمة توصياته، ثم سيتم تحديد برنامج زمني للمداولات قبل اعلان الحكم، الذي لا ينتظر صدوره بحسب حزب العدالة والتنمية قبل اغسطس (آب). الى ذلك، اعتقلت السلطات التركية ما لا يقل عن 21 قوميا متشددا، بينهم جنرالان متقاعدان في الجيش وصحافي معروف امس، في تحقيق أخذ في الاتساع، فيما يشتبه في أنه مؤامرة للقيام بانقلاب ضد الحكومة.

وانخفضت الأسهم التركية 6%، والليرة حوالي 2%، بسبب مخاوف من استمرار عدم اليقين السياسي لفترة طويلة، وهو ما يقول محللون سياسيون، انه قد يلحق الضرر بآمال أنقرة في الانضمام الى الاتحاد الاوروبي. وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، ان الاعتقالات مرتبطة بتحقيق مستمر منذ فترة طويلة مع جماعة «ارجينيكون»، وهي جماعة علمانية قومية متطرفة، متهمة بالسعي للقيام بانقلاب. وقال اردوغان «ليس حزب العدالة والتنمية، هو ما لا يمكنهم تحمله. ما لا يمكنهم تحمله هو الديمقراطية.. الارادة الوطنية.. مشاعر الناس وافكارهم». وقالت شرطة انقرة، انه تم اعتقال 24 شخصا، لكن مكتب الادعاء ابلغ في وقت لاحق وكالة أنباء الاناضول الرسمية، أنه تم اعتقال 21، ويجري البحث عن ثلاثة. وذكرت الوكالة ان من بين المعتقلين الجنرالين البارزين خورشيد طولون وشانار اريوجور القائد السابق لقوات الأمن ورئيس رابطة علمانية ذات نفوذ. وذكرت صحيفة «ملليت» في موقعها على الانترنت، انه تم ايضا اعتقال بريجادير جنرال متقاعد ونائب اميرال متقاعد. وقال مصطفى اوزيوريك المشرع الكبير عن حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي لقناة «ان.تي.في»: «هؤلاء أشخاص بارزون، والعامل المشترك بينهم هو ولاؤهم للعلمانية. تريد الحكومة تحويل المجتمع الى امبراطورية من الخوف». واعتقل ايضا رئيس غرفة تجارة انقرة سنان ايجون، ومدير مكتب صحيفة جمهوريت العلمانية اليومية في انقرة مصطفى بلباي، الذي انتقد باستمرار حزب العدالة والتنمية بقسوة، واتهمه بالسعي الى اسلمة تركيا.