إسرائيل تخطط لفرض حزام أمني حول غزة وتعيد إغلاق المعابر التجارية

حماس تعتبره تعطيلا لبنود التهدئة والدور المصري

TT

بعد حوالي أسبوعين على سريان اتفاق التهدئة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، عاد الجيش الاسرائيلي لفرض منطقة حزام أمني في عمق قطاع غزة. ونقلت صحيفة «هآرتس» في عددها الصادر امس عن مصادر عسكرية اسرائيلية قولها إن الجيش شرع في تكريس حزام أمني في عمق القطاع عبر إطلاق النار على كل من يقترب من الجدار الفاصل بزعم العمل على منع المقاومين الفلسطينيين من استهداف الجنود والدوريات التي تتحرك في المنطقة بعبوات يتم زرعها في المنطقة. وحسب الصحيفة، فقد أبلغ الجنرال عاموس جلعاد رئيس الدائرة السياسية الأمنية في وزارة الدفاع الاسرائيلية وزير المخابرات المصرية، عمر سليمان، بنوايا اسرائيل اقامة الحزام الأمني. وأبلغ سليمان بدوره القيادي في حركة حماس محمود الزهار بذلك، فرفض الاخير القرار الاسرائيلي بشدة. واذا ما نفذت اسرائيل قرارها، فذلك يعني التراجع عن تعليمات اطلاق النار الجديدة التي اصدرتها قيادة الجيش الاسرائيلي عشية سريان اتفاق التهدئة، التي تفرض قيوداً على اطلاق النار لا تسمح للجنود بإطلاق النار إلا في حال كان هناك خطر مؤكد على حياتهم. وفي ما يبدو أنه تطبيق مباشر للتعليمات الجديدة، اطلق الجنود فجر امس النار على سيدة فلسطينية جنوب شرقي قطاع غزة وأصابوها. وذكرت مصادر طبية فلسطينية أن «عائشة جمعة عطايا، 35 عاماً، أصيبت بعيارين ناريين في فخذها الأيسر خلال وجودها قرب منزلها بمنطقة الفخاري شرق خان يونس جراء إطلاق الجيش الإسرائيلي الرصاص في المنطقة بشكل عشوائي.

الى ذلك، اعاد الجيش الاسرائيلي اغلاق المعابر التجارية، مدعياً ان الخطوة جاءت رداً على سقوط قذيفة صاروخية على منطقة النقب الغربي الليلة قبل الماضية، علما بأن جميع الفصائل الفلسطينية نفت ان تكون قد أطلقت أي قذيفة تجاه اسرائيل. واعلنت قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش اغلاق معبري صوفا والمنطار (كارني) التجاريين اضافة الى معبر ناحل عوز الذي يستخدم لنقل الوقود والمحروقات والغاز المعد للطهو.

واعتبرت حركة حماس إغلاق معابر قطاع غزة «تعطيلا لبنود التهدئة، الهدف منه ابتزاز الفصائل الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وتعطيلاً للدور المصري الذي يرعى هذا الاتفاق». وفي بيان صادر عن حماس، تلقت «الشرق الاوسط» نسخة منه، قال المتحدث باسم الحركة، فوزي برهوم، «إن إغلاق معابر قطاع غزة يعد «تراجعاً واضحاً من قبل الاحتلال عن اتفاق التهدئة». وأكد برهوم أنه يمثل تطبيقاً لما أعلنته الناطقة بلسان الخارجية الإسرائيلية اميرة اورون اول من امس بأن فتح المعابر مرهون بإطلاق سراح الجندي الأسير في غزة جلعاد شليط؛ معتبراً أن «هذا يؤكد أن كل ما يتذرع به الاحتلال هو مبررات واهية الهدف منها، التنصل من استحقاقات التهدئة». واكد أن حماس وبقية الفصائل الفلسطينية ستدرس التراجع الاسرائيلي عن اتفاق التهدئة، وكذلك الخروقات الإسرائيلية اليومية والمتكررة.