في حلّة جديدة وحفل بهيج بمعهد العالم العربي بباريس تّم مساء أول من أمس السبت إعطاء الضوء الأخضر لانطلاق برامج قناة يورونيوز العربية التي بدأت بثها رسميا على الساعة السابعة من نفس اليوم معلنة دخول العربية كلغة ثامنة للقناة الإخبارية الأكثر مشاهدة في أوروبا. الحدث كان مناسبة خّص بها المدير العام للقناة فيليب كايلا «الشرق الأوسط» بلقاء على هامش الحفل عن الدافع وراء إطلاق برامج باللغة العربية، حيث قال إن أهم ميزة للقناة هو تعدد ألسنتها، وبما أن العربية أصبحت اليوم من أهم لغات القارة الأوروبية فقد أصبح طبيعيا التفكير في تجسيد هذه المعطيات على الساحة الإعلامية أولا باتجاه العرب المقيمين في أوروبا ثم باتجاه بقية العالم العربي. وأضاف كايلا أن كثيرا من الدول العربية هي الآن عضو في اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الأوروبية (EBU) كما أن أربع دول هي الجزائر وتونس ومصر والمغرب تملك أسهما في القناة مثلها مثل الأعضاء الـ21 الآخرون وهو ما يجعل تمثيل هذه اللغة في قناة يورونيوز ليس فقط ضروري بل أولوي. المدير العام للقناة ذكّر أيضا بان موافقة البرلمان الأوروبي على تخصيص 5 ملايين يورو سنويا لمدة 5 سنوات لهذا المشروع كانت كافية لإعطائه دفعاً جديداً علماً أن البّث السابق الذي دام سنتين فشل لأن الموارد المالية لم تكن في الموعد في الوقت الذي لا تستطيع فيه القناة ـ على الأقل في البداية ـ الاعتماد على الموارد الإعلانية لان المشهد الإعلامي العربي يعرف منافسة كبيرة. عن تغطية أحداث العالم العربي قال كايلا إن القناة ستعمل كما في السابق على احترام حيادية شديدة مع تطوير المادة الإخبارية الآتية من هذه المنطقة بتحقيقات ومراسلات كثيرة، يختار مسؤولو التحرير والصحافيون مواضيعها بكل حرية ويتوقع أن يكون لهذه الأخبار صدى عند الجمهور العربي لان كثيرا من الدراسات التي تناولت مشاهدة الجمهور العربي لقناة يورونيوز كشفت بأنهم مقارنة مع وسائل الإعلام الغربية الأخرى يعتبرون يورونيوز أكثر اعتدالا في تغطيتها للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني مثلا، كما ذكّر أن القناة هي الوحيدة بين القنوات الإخبارية الأخرى التي لا تنتمي إلى جهة معينة وقد أثبت نقاؤها من خلال تميزها عن باقي القنوات بتقديم برامجها بدون مذيعين ومقدمين و تخصيص فقرات مصّورة بدون تعليق «نو كومنت» التي تترك للمشاهد حرية تفسير الحدث كما يراه هو. الشراكة التي أمضتها القناة مع أربع دول عربية هي الجزائر وتونس ومصر والمغرب كانت هي الأخرى محّط حديث مدير القناة الذي شرح بأنه بموجب هذه الاتفاقيات تستطيع الدول الشريكة بّث برامج القناة داخل حدودها، واستعمال صورها أو إدماجها في شبكة ت.ن.ت الخاصة بها إذا شاءت. كما تحدث عن الحّلة الجديدة التي أصبحت يورونيوز تطل بها على جمهورها والتي ترمز للنقاء والوضوح وعهد جديد من المهنية والإعلام المسؤول وهو ما يتزامن مع عيد ميلادها الخامس العشر وانطلاق مشروع الوحدة المتوسطية.
الحفل عرف أيضا حضورا كثيفا لعدة شخصيات إعلامية من الجزائر على رأسها مدير التلفزيون الجزائري ورئيس مجلس إدارة اتحاد إذعات الدول العربية حمراوي حبيب شوقي الذي ألقى كلمة شكر فيها القناة على جهودها من أجل إعلام أكثر شفافية وتمنى أن يكون تعاونها مع التلفزيون الجزائري مثمراً، علما أن طاقم تحرير يورونيوز العربية يضم من بين 20 صحافيا من مختلف الجنسيات العربية 8 من الجزائر، وشخصيات مهمة أخرى حضرت الحفل كالوزيرة المنتدبة للشؤون الخارجية وحقوق الإنسان راما ياد، ومستشار ملك المغرب أندري أزولي، ومدير معهد العالم العربي وزوجته دومنيك بوديس إضافة لمحمد عياد مدير التلفزيون المغربي ومسؤولين من المشهد الإعلامي والدبلوماسي العربي.