قرى وهجر تواجه ارتفاع أسعار تكاليف الأعراس بـ«الزواجات الجماعية»

بعد أن خرجت من الإطار الحكومي والخيري إلى الأسر والعائلات السعودية

فتيات في منطقة الباحة خلال زواج جماعي العام الماضي
TT

اتجه شبان في مناطق سعودية الى مواجهة ارتفاع الاسعار وتكاليف الاعراس الى اقامة زواجات جماعية تخفف عنهم العبء المالي الى نحو 70 في المائة من التكاليف في حالة الزواجات الفردية.

ويأتي ذلك كنجاح لانتقال فكرة الزواج الجماعي من التوجه الحكومي والخيري الى الافراد والسكان بشكل عام بعد ان انحصرت خلال سنوات مضت على زواجات المؤسسات الخيرية ومساعدة الشباب على الزواج.

وفي هذا الاطار تحتضن الاسبوع المقبل منطقة الباحة وتحديدا قرية بني حدة في بني ظبيان اكبر زواج جماعي عائلي بلغ عدد العرسان فيه نحو 20 عريسا وعروساً، وسط تأكيدات من المسؤول عن تنظيم هذا العرس وهو حسين هجاد رئيس اللجان الذي أكد لـ«الشرق الأوسط» ان الزواجات الجماعية وفرت على الشباب الكثير من التكاليف بنحو 70 في المائة من تكاليف الزواجات الفردية.

وأضاف «ان هذه الخطوة وفرت الكثير من التكاليف على الشباب، حيث إن الزواج الجماعي في قصر الأفراح يكلف الشاب الواحد أقل من عشرة آلاف ريال، بينما في الزواج الفردي يكلف الشاب الواحد ما يزيد على الخمسين ألف ريال تتضمن قصر الأفراح والذبائح وغيرهما من احتياجات الزواج. وبيَّن هجاد «أن حفل الزواج ستتخلله مسابقات وجوائز للحضور وحفلة للأطفال وألعاب نارية وهدية رمزية لكل عريس». موجهاً دعوة الى جميع قرى المنطقة وخارجها للقيام بمثل هذه الزواجات الجماعية التي توفر المال الكثير على شباب هذا اليوم، بالإضافة إلى إمكانية حضور جميع المسافرين من أهالي القرية لهذه الزواجات. فعندما كان الزواج بمواعيد مختلفة كان يصعب الحضور على الجميع، أما مع الزواج الجماعي أصبح الأمر يسيراً عليهم، حيث يقوم المسافرون بتنسيق إجازاتهم حسب هذا الموعد.

من جانبه يقول الامير مشعل بن محمد بن سعود وهو حفيد امير منطقة الباحة «ان ظاهرة الزواج الجماعي مبادرة تستحق الدعم، لأنها تحول الفرحة التي تنحصر عادة في نطاق فردين إلى نطاق أكثر شمولية وتبرز لنا أسمى صور التلاحم والترابط الاجتماعي وتسهم في مد شبكة العلاقات الاجتماعية، وأن يبارك الله لهم ويجمع بينهم في ما فيه خير وصلاح لهم ولوطنهم».

وأضاف «إن انصهار مكونات الشعب السعودي كافة بمختلف طوائفهم وانتماءاتهم تحت مظلة واحدة في هذا العرس الجماعي أمر يبعث على السرور وهو ما تعودناه في المجتمع السعودي».

مؤكدا «أن تجربة الأعراس الجماعية التي باتت إحدى الظواهر الاجتماعية المنتشرة بشكل ملحوظ في المجتمع السعودي تقدم دليلا على تنامي الوعي الاجتماعي وتطور الحس المجتمعي بالقضايا الاجتماعية وتترجم بالضرورة الارتباط الوثيق بين أبناء هذا الوطن الواحد وتعطي نماذج متنوعة للتكافل الاجتماعي». وتابع الامير مشعل «إن سعادتنا كبيرة ونحن نزف مجموعة من أبنائنا المواطنين في منطقة الباحة وفي قبيلة بني ظبيان خاصة قرية بني حدة ونعينهم على بناء أسرة مستقرة تغذي المجتمع بأجيال صالحة «داعيا في الوقت ذاته الأسر السعودية إلى تخفيف متطلبات الزواج وترك عادات البذخ والترف في حفلات الزواج التي أصبحت حاجزا يقف أمام الكثير من الشباب ويمنعهم من الإقدام على هذه الخطوة التي من خلالها نحمي مجتمعنا ونحصن شبابنا». الى ذلك أكد الشيخ محمد عبد الخالق المدرس الشرعي بالمعهد العلمي بمكة المكرمة أهمية تشجيع مثل هذه الظاهرة الاجتماعية التي تدعو الى التكافل والتعاون بين المجتمع المسلم. مطالبا ان تتبنى الحكومات مثل هذه المشروعات بالدعم والتشجيع، وأن حضور ودعم الامير سلمان بن عبد العزيز للزواج الجماعي بمنطقة الرياض قبل ايام يدلان على التعاون الكبير لمثل هذه المشاريع المهمة في حياة الناس.