بلير يلغي في اللحظة الأخيرة زيارة لغزة جراء تحذير من «الشاباك»

الحكومة المقالة تندد وتتهم إسرائيل وأطرافا أخرى بمحاولة التعتيم على معاناة أهالي القطاع

صحافيون فلسطينيون ينتظرون وصول توني بلير مبعوث الرباعية الى شمال قطاع غزة الذي لم يتحقق امس (أ.ف.ب)
TT

ألغى توني بلير مبعوث اللجنة الرباعية في الشرق الأوسط رئيس الوزراء البريطاني السابق، زيارة قصيرة كانت مقررة أمس لقطاع غزة في آخر لحظة وبعد وصوله الى معبر إيرز (بيت حانون) شمال غزة. وقال عدنان أبوحسنة الناطق الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» بغزة إن بلير ألغى بشكل مفاجئ وغير مفسر زيارته التي كان من المقرر أن يشارك فيها في تدشين المرحلة الثانية من مشروع الصرف الصحي بشمال القطاع. وأضاف أبوحسنة أن جون كينغ مدير عمليات «الأونروا» الذي كان على رأس مستقبلي بلير عند حاجز إيرز فوجئ بإلغاء الزيارة من دون إبداء أية أسباب، مؤكداً أن هناك أنباء عن موعد ثان للزيارة. من ناحيتها كشفت المواقع الالكترونية للصحف الاسرائيلية ان جهاز المخابرات العامة الإسرائيلي «الشاباك» اتصل ببلير في آخر لحظة وزعم أن لديه معلومات «خطيرة جدا» حول مخطط لتنظيمات فلسطينية لاغتياله أثناء تواجده في غزة. وحسب هذه المواقع تعامل مكتب بلير مع تحذير «الشاباك» بكل جدية خصوصا ان جهاز الشاباك كتب في ملاحظاته ان التهديد حقيقي فعلا .ونقلت الصحف عن مكتب بلير قوله إن الزيارة الغيت بسبب تلقيه تهديداً أمنياً، واعربت الناطقة باسم بلير عن أملها أن تتم الزيارة لغزة في وقت لاحق.

يذكر أن برنامج زيارة بلير للقطاع كان يتضمن اجراء لقاءات مع مديري الهيئات الدولية العاملة في القطاع الى جانب اجراء لقاءات مع شخصيات مستقلة، علما أن مكتب بلير أكد أنه لم يكن من الوارد أن يجري بلير أي لقاء مع ممثلين عن حركة حماس وحكومتها المقالة. ونددت الحكومة المقالة بما سمته بـ«الضغوط التي مارستها الاجهزة الامنية الاسرائيلية وبعض الاطراف الاخرى» وأسفرت عن الغاء زيارة بلير بعد أن كان قد وصل فعلا الى مشارف القطاع. وفي بيان له تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، قال طاهر النونو الناطق بلسان الحكومة إن الاحتلال الاسرائيلي مارس ضغوطا كبيرة حتى نجح في منع بلير من زيارة غزة «كي لا يتسنى له الاطلاع على حجم الكارثة فيها بسبب الحصار الظالم المفروض على القطاع وانعكاساته ونتائج الجرائم التي قام بها الاحتلال في غزة». واتهم النونو «أطرافا اخرى (لم يحددها) مارست ذات الضغوط حتى لا يطلع بلير على مستوى الادارة والتنظيم والامن في قطاع غزة، إذ اتخذت الحكومة كل التدابير والاجراءات الامنية لتأمين الزيارة، وكنا نأمل أن يرى بلير بنفسه الاثار الكارثية لجرائم الاحتلال وحصاره الظالم لقطاع غزة بمساندة أميركية وبعض الاطراف في المجتمع الدولي». واكد النونو ان القطاع «سيبقى مفتوحا امام الزائرين الراغبين في الوصول اليه لكسر الحصار والاطلاع على حجم معاناة المواطنين». من جهة أخرى، ناشد المئات من الطلبة العالقين في قطاع غزة بلير بالتدخل لحل مشكلاتهم وتمكينهم من السفر لإكمال دراساتهم في جامعات الخارج. ووجه الطلبة رسالة لبير جاء فيها «أن أحلام طلبة القطاع بدأت تتلاشى يوماً بعد يوم وساعة بعد ساعة، ورغم أن حرية الحركة والتنقل مكفولة منذ بدء البشرية، والاتحاد الأوروبي كرائد في الدفاع عن هذا الحق، فانه قد جاء الوقت لتمسح آلام الطلبة، جاء الوقت ليسمح لنا بالدراسة، إننا نأمل من الاتحاد الأوروبي ومن الرباعية أن تتخذ موقفاً جدياً يسمح لنا بالسفر للدراسة». وأضاف الطلبة في رسالتهم: «لسنا مسلحين ولا ننتمي إلى أية مجموعة عسكرية ولا سياسية، وعلى الرغم من ذلك عوملنا بطريقة غير إنسانية تحط من كرامتنا». وأوضحت الرسالة أن هؤلاء الطلبة يريدون الدراسة ليضمنوا مستقبلاً كريماً لعائلاتهم، وأن معظمهم يدرس في جامعات أوروبية، وحصلوا على التأشيرات والتصاريح المطلوبة.