أوباما: العراق «ملهاة خطيرة» وسأتفرغ لمحاربة «القاعدة» وطالبان

وعد بالدخول في مفاوضات مع إيران ولكنه لم يحدد بمن سيلتقي

TT

قال باراك أوباما، المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الاميركية، ان اولوياته في السياسة الخارجية ستكون انهاء حرب العراق ثم محاربة «القاعدة» وطالبان في افغانستان. ووصف الحرب على العراق بأنها «ملهاة خطيرة»، تشتت الانتباه عن الحرب في افغانستان. إلا أن المرشح الجمهوري جون ماكين ألقى كلمة انتقد فيها اوباما فور انتهاء الاخير من تلاوة خطابه، وقال ماكين: «السيناتور اوباما يتحدث عن خططه للعراق وافغانستان قبل ان يغادر في جولته المقررة لزيارة البلدين، وقبل ان يتحدث الى الجنرال (ديفيد) بترايوس، وقبل ان يرى تحسن الوضع الميداني في العراق وحتى قبل ان يطأ أفغانستان للمرة الاولى». وبالعودة الى خطاب أوباما، فقد أكد المرشح الديقمراطي، الذي حدد امس في واشنطن الخطوط العريضة لسياسته الخارجية في مجال الأمن القومي، انه سيحول دون وصول اسلحة نووية لجماعات ارهابية او الى «دول مخادعة»، في إشارة الى ايران، مشدداً على انه سيعيد بناء تحالفات الولايات المتحدة في العالم.

وشدد على ان منع ايران من امتلاك سلاح نووي امر يخدم المصالح الحيوية للولايات المتحدة، وتعهد باستخدام كل الادوات للضغط على طهران. وقال اوباما في كلمة ألقاها حول الامن القومي: «يجب عدم استبعاد أي أداة». واضاف: «سأستخدم كل عناصر القدرة الاميركية للضغط على النظام الايراني، بدءا بدبلوماسية مباشرة قوية ذات مبادئ.. دبلوماسية مدعومة بعقوبات قوية وبدون شروط مسبقة». ووعد اوباما بالدخول في «مفاوضات صعبة» بالتنسيق مع حلفاء الولايات المتحدة، لكنه لزم الحذر بشأن من سيلتقي به في ايران قائلا: «اذا كان الامر سيعزز مصالحنا فألتقي مع الزعيم المناسب في الوقت والمكان المناسبين». وانتقد أوباما السياسة المتبعة حالياً في العراق من طرف الرئيس الاميركي جورج بوش، واعتبر ان الحرب في العرق تصرف الانتباه عن الحرب في افغانستان. وأكد انه سيسحب القوات الاميركية طبقاً لجدول زمني يستغرق 16 شهراً من توليه الرئاسة في يناير (كانون الثاني) إذا فاز في انتخابات نوفمبر (تشرن الثاني) المقبل. وقال: «بجميع المقاييس فإن السياسة المتبعة في العراق لا تعتبر استراتيجية سليمة يمكن ان تجعل اميركا تعيش في أمان»، وقال إن الجبهة الامامية للحرب ضد الارهاب «ليست هي العراق ولا يمكن ان تكون كذلك». وأضاف ان السياسة الخارجية التي يتبعها الرئيس بوش ويؤيدها جون ماكين (المرشح الجمهوري) تعتمد على القوات المسلحة الاميركية، لكنه اشار الى ان الامن القومي يذهب أبعد من بغداد ويجب ان يضم حلفاء في جميع انحاء العالم.

وركز اوباما في خطابه على كل من باكستان وافغانستان، وقال إن الولايات المتحدة إذا تعرضت مجدداً لهجمات كما حدث في 11 سبتمبر سيأتي ذلك من المنطقة نفسها التي تم فيها التخطيط في المرة السابقة (اي باكستان وافغانستان).

وانتقد اوباما في هذا السياق ماكين، وأوضح قائلا «قال السيناتور ماكين قبل شهر واحد فقط إن افغانستان لا تعرف اضطراباً بسبب التغيير الذي عرفه العراق، وانني لا اختلف كثيراً، وقواتنا وقوات حلف الناتو تقوم بدور بطولي في افغانستان، لكنني اجادل ومنذ سنوات باننا نعاني نقصاً في الموارد لحسم الامور هناك بسبب التزاماتنا في العراق». ووجه جون ماكين انتقادات لاذعة لخطاب اوباما وقال في هذا الصدد: «سيقوم السيناتور أوباما قريباً بزيارة الى الخارج تشمل العراق وأفغانستان ...ولقد لاحظت انه تحدث اليوم (امس) عن خططه حول العراق وافغانستان حتى قبل ان يبدأ جولته وقبل ان يتحدث مع الجنرال ديفيد بترايوس (قائد القوات الاميركية في العراق وافغانستان) وقبل ان يقف على التقدم الذي تحقق في العراق، وقبل ان يضع رجله في افغانستان لاول مرة». من جهة اخرى، أظهر استطلاع رأي أخير أن الأميركيين منقسمون بشأن الانسحاب من العراق، حيث يؤيد نصف الأميركيين تقريبا وجهة نظر السيناتور باراك أوباما التي تقول إنه يمكن تحديد جدول زمني لسحب القوات الأميركية من العراق في خلال 16 شهرا، كما يؤيد نصف الأميركيين تقريبا وجهة نظر السيناتور جون ماكين والتي تقول إن الأحداث وليس الجداول الزمنية هي التي تحدد موعد سحب القوات الأميركية من العراق وعودتها إلى الولايات المتحدة، حسب تقرير لـ«واشنطن بوست». وفيما يتعلق بالشأن العراقي بصورة عامة، فإن الأميركيين مستمرون في انقسامهم حول أوباما وماكين، حيث يرى نحو 47 في المائة من الناخبين أن ماكين يعتبر محلا للثقة بشكل أكبر لمعالجة ملف الحرب، ويرى نحو 45 في المائة أن أوباما هو الأفضل. وتظهر نتائج الاستطلاع أن الهجوم الديمقراطي الذي استغرق شهورا على موقف ماكين من العراق لم يعمل على زعزعة الثقة في قدرة ماكين على قيادة القوات المسلحة الأميركية: حيث يرى 72 في المائة أن ماكين يصلح لأن يكون قائدا جيدا للقوات المسلحة الأميركية. ويقول جيفري غرين، وهو مستطلع آراء ديمقراطي كان يعمل استراتيجيا مع السيناتور هيلاري رودهام كلينتون أثناء حملتها الانتخابية والذي يعتبر أن نسبة 48 في المائة التي حصل عليها أوباما تعتبر نسبة جيدة في بداية الطريق: «إن الرقم الأهم يوم الانتخابات هو ما إذا كان الجمهور قد وثق في أوباما كقائد أعلى للقوات المسلحة الأميركية. وأعتقد أن ذلك هو البعد الذي سوف يمثل تحديا كبيرا بالنسبة إليه، والذي سوف يعتمد عليه الجمهوريون كثيرا من أجل التشكيك في قدرة أوباما على القيام بذلك».