الفاو: اسعار الغذاء مستقرة وضعف الدولار يخفف ضغوط التضخم

TT

قال خبير اقتصادي كبير بالامم المتحدة اليوم الاربعاء ان أسعار السلع الغذائية استقرت في الوقت الحالي بعد صعودها في وقت سابق من العام وأن ضعف الدولار قد يخفف الضغوط التضخمية في كثير من البلدان.

وأبلغ عبد الرضا عباسيان الخبير لدى منظمة الامم المتحدة للاغذية والزراعة (الفاو) ومقرها روما رويترز في مقابلة عبر الهاتف «يبدو أننا أوقفنا الزيادة من مارس فما بعده. لقد ظلت مستقرة بشكل أساسي».

وقال عباسيان ان ضعف الدولار يتحول أيضا الى عامل مؤثر تتزايد أهميته حيث يقلص تكلفة السلع الغذائية بالعملات الوطنية بالنسبة لكثير من المستوردين.

وتابع «انه (ضعف الدولار) أنباء سارة ما دامت أسعار السلع لا ترتفع وتعوض المكاسب في سعر الصرف. وبالنسبة للدول التي لا تربط عملاتها بالدولار .. فهي على الاقل لا تعاني من التضخم بسبب الورادات».

وأضاف أن من المنتظر أن يكون مؤشر أسعار الاغذية الذي تصدره الفاو لشهر يونيو حزيران والمقرر نشره في وقت لاحق من الاسبوع الحالي قريبا من مستواه المعدل في مايو ايار البالغ 216 وأقل من أعلى مستوى له والذي بلغ 217.8 في مارس.

غير أن قراءة المؤشر لشهر يونيو ستظل أعلى بأكثر من 40 بالمئة مقارنة مع الشهر نفسه من العام الماضي فيما يعكس زيادة حادة في اسعار الحبوب والزيوت

والدهون.

وقال عباسيان «بصفة عامة يبدو أن السوق استقرت.. وان كان عند مستويات مرتفعة للغاية».

وصرح بأنه قد تكون هناك فرصة أيضا أمام تراجع اسعار الحبوب مع جني محاصيل خلال الشهور القليلة القادمة.

وقال «اننا نتجه الى موسم حصاد في نصف الكرة الارضية الشمالي حيث يمكن أن يتوقع المرء مزيدا من الانخفاض في (اسعار) الحبوب لاسيما القمح».

ورفعت وزارة الزراعة الامريكية الاسبوع الماضي تقديراتها لانتاج القمح العالمي في العام 2008-2009 بمقدار 1.3 مليون طن الى مستوى قياسي يبلغ 664 مليون طن.

وذكر عباسيان أن انخفاض أسعار اللحوم في يونيو ساعد في تراجع مؤشر الغذاء.

وقال ان مؤشر الغذاء الذي تصدره الفاو صعد الى مستوى قياسي في مايو الا أنه حدثت زيادة في معدلات الذبح فيما يبدو وهو ما اثر على الاسعار مع مواجهة بعض المنتجين مصاعب في تحقيق أرباح بسبب ارتفاع تكاليف علف الماشية.

لكنه حذر من أن الزيادة في اسعار السلع الغذائية في وقت سابق من العام الحالي ربما لم تنعكس كلية على اسعار الغذاء للمستهلك. ويستند المؤشر في أغلبه الى

اسعار التصدير وليس اسعار المستهلك.

وتابع «في كثير من البلدان التي ربما لم تشهد زيادة في اسعار الغذاء العام الماضي .. ربما تحدث في الوقت الحالي عندما تتحول (السلع الغذائية) فعليا الى غذاء. التأثير الحقيقي للاستيراد بأسعار مرتفعة يظهر في وقت لاحق وهذا السبب في توقعنا للمزيد والمزيد».

وقال عباسيان انه اذا تمكن شخص ما من جمع مؤشر لاسعار الاغذية المحلية الكلية فقد يظهر تأخرا (لبضعة شهور) قبل أن تنعكس الزيادات على مؤشر الفاو.

وأشار الى أن ارتفاع أسعار النفط الخام عامل مهم أيضا في تكاليف انتاج الغذاء وخاصة من خلال ارتفاع اسعار الاسمدة الى ثلاثة أمثالها في بعض الحالات.

وقال «انتاج محصول عام 2008 أكثر تكلفة بكثير من محصول عام 2007. هذا سيحافظ بشكل أساسي على المستويات المرتفعة (لاسعار الغذاء) لفترة أطول أو ستكون الاسعار بالفعل أعلى من المتوقع. «النفط له دور كبير للغاية».