مطالب بمنع حمل السلاح وإطلاق الرصاص في الأعراس

الشرطة: أخذ تعهدات على مقيمي حفلات الزواج قلل عدد الحوادث

TT

مثل مقتل الشاب، حسين الشويكي البالغ من العمر، 28 عاماً، برصاص طائش في حفل زفاف، صدمة في قرية القديح (شرق السعودية)، التي تحفل ذاكرتها بالحوادث المفجعة المرتبطة بالأعراس، فهذه القرية نكبت قبل أعوام بحريق ضخم في خيمة عرس في أغسطس (آب) 1999، وتوفي بسببه 75 امرأة وطفلاً.

ويعتبر مقتل الشاب الشويكي واحدا من الحوادث التي وقعت في محافظة القطيف، التي يتزايد فيها استخدام السلاح في حفلات الزفاف، الأمر الذي دفع الأهالي لطلب الحد من هذه المشكلة المتفاقمة.

وأشار المهندس نبيه البراهيم، نائب رئيس المجلس البلدي في محافظة القطيف إلى أن حادثة الشويكي جعلت الأهالي أكثر حذراً وخشية من وجود شبان يمتشقون السلاح ويروعون الأبرياء في حفلات الأعراس.

المتحدث الرسمي لشرطة المنطقة الشرقية العقيد يوسف القحطاني، قال ان حمل السلاح وإطلاق النار في المناسبات الاجتماعية المختلفة لم يصل إلى حد أن يصبح (ظاهرة) حتى وان وقع بعض الحوادث الفردية في بعض المناسبات، فهي في الحدود الدنيا التي لا تشير إلى تحول الأمر إلى ظاهرة. وأضاف أن هذه التصرفات تراجعت بشكل كبير في الفترة الأخيرة، كما أنها في العام الجاري تراجعت بشكل أكبر عما كانت عليه في العام السابق، مبيناً أن الشرطة لم تسجل سوى حادث القديح الذي قضى فيه الشاب الشويكي. وأشار إلى أن الحوادث التي تقع في مناسبات الأفراح خصوصاً، جعلت الكثير من الناس يحذر من هكذا تصرف.

ودلل القحطاني على تراجع حمل السلاح في الفترة الأخيرة، حيث لم تتلق الجهات الأمنية أي بلاغ خلال فترة الشهرين التي مضت رغم وجود كثير من مناسبات الزواج، التي تعتبر المجال الخصب لحمل السلاح وإطلاق النار، وقال القحطاني ان الإجراء المتبع، خصوصاً بعد وقوع عدة حوادث، هو أخذ تعهدات وإقرارات على أصحاب المناسبة، كذلك مالك الصالة بالإبلاغ عن وجود أي قطعة سلاح.

وأرجع القحطاني تدني حالات إطلاق النار في حفلات الأفراح إلى تجاوب المواطنين مع الجهات الأمنية والتقيد بالأنظمة التي تمنع حمل السلاح وإطلاق النار، معتبراً أن الفضل الأكبر يعود لهذا التجاوب من قبل المواطنين والقائمين على المناسبات والاحتفالات في تدني عدد الحوادث التي تقع نتيجة التجاوزات التي قد يقوم بها البعض، وقال القحطاني ان تجاوب المواطنين بلغ حد أن البعض قد يبلغ عن مدعوين يحملون السلاح في المناسبة، إضافة إلى الحضور الأمني في موقع المناسبات والاحتفالات مما يجعل البعض يحذر من حمل السلاح بشكل علني.

من جانبه اعتبر رجل الأعمال محمد باقر النمر أن ظاهرة حمل السلاح، وإطلاق النار خلال الاحتفالات والمناسبات، ظاهرة غير مقبولة، وأضاف أن حمل السلاح والتظاهر به امام الآخرين، يعكس نوعا من الخلل في الشخصية لدى كثير ممن يقومون بذلك، وقال النمر انه يجب التعامل مع هذه الظاهرة على بعدين الأول اجتماعي توعوي والثاني رسمي.

وأوضح النمر أن البعد الأول ينطوي على جوانب متعددة منها الثقافي والفكري والإرشادي، ويجب أن تترافق مع إيضاح الصورة بأن السلاح قد يؤسس للعنف، لأن السلاح بحد ذاته حتى وان كان في مناسبة سارة، إلا أن استخداماته لا يمكن ضبطها، والدليل الحوادث التي تقع في هكذا مناسبات.

وتابع النمر قائلاً: يتحقق البعد الثاني وهو الرسمي، من خلال الجدية في تطبيق النظام، وتجريم حمل السلاح، ومكافحة ذلك بشتى الطرق، واعتبار وجوده خارج أيدي رجال الأمن خطرا، حتى وان كان للحفظ، أو اعتباره علامة من علامات الرجولة.

وقال النمر ان ظاهرة حمل السلاح ليست لها علاقة بحالة ثقافية معينة، مثل ثقافة المجتمعات الريفية، أو الأقل تعليماً أو غيرها من الأنماط الاجتماعية، وإنما ظاهرة مرتبطة بالشباب، لأن ذلك يعطي شعورا بمزيد من القوة.

وأرجع نائب رئيس المجلس البلدي لمحافظة القطيف، نبيه البراهيم، تراجع ظاهرة حمل السلاح في المناسبات الاجتماعية، إلى الحسم الذي مارسته الجهات الأمنية إزاء هذه الظاهرة وسن عقوبات رادعة تجعل العريس وذويه تحت طائلة القانون في حال إطلاق نار خلال حفل الزواج، إضافة إلى الخوف من نتائج إطلاق النار نتيجة الحوادث التي وقعت.