تلازم بين التقدّم في السّن وحالات الإعاقة في ألمانيا

حسب إحصائية أعلنت حصيلتها أمس

TT

المجتمعات الأوروبية الشمالية بصفة عامة، أضحت مجتمعات شائخة. وهذه الحقيقة التي تؤكدها الإحصائيات على اختلاف أنواعها وأغراضها، أضيف إليها بعد جديد أمس، مع إعلان مكتب الإحصاء الاتحادي الألماني، من مقرّه الرئيس في مدينة فيسبادن (ولاية هيسه) أن ارتفاع أعمار المواطنين في ألمانيا، أدى إلى ارتفاع عدد حالات الاصابة بإعاقات شديدة في البلاد. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) عن المكتب إشارته إلى أن عدد الأشخاص الذين يعانون من إعاقات شديدة، بلغ 6.9 ملايين شخص نهاية عام 2007، أي بزيادة نسبتها 2.3%، مقارنة ببيانات عام 2005. وأرجع القائمون على الإحصائية، السبب الرئيسي في زيادة حالات الإعاقة هذه، إلى طول أعمار المواطنين في ألمانيا، إذ تتجاوز أعمار نحو ربع عدد الأشخاص، الذين يعانون من إعاقة شديدة 75 سنة، وينتمي حوالي نصفهم إلى الفئة العمرية التي تتراوح بين 55 إلى 75 سنة. ويرجع السبب في ما نسبته 82% من حالات الإعاقة في ألمانيا، إلى الإصابة بمرض ما، بينما تشكل الإعاقة الخلقية أو الإعاقة التي تظهر خلال العام الأول من مولد الطفل، ما نسبته 4% من حالات الإعاقة. في حين لا تزيد نسبة حالات الإعاقة الناجمة عن الحوادث، أو إصابات العمل عن 2%.

أما على صعيد ظاهرة تقدم المجتمعات الأوروبية في السن، فإنها تشكل اليوم، قلقاً متزايداً بالنظر إلى تراجع نسبة القوة الشابة المنتجة، والدافعة للضرائب لصالح المتقاعدين والعجزة، الذين يستفيدون من الخدمات العامة، التي تمولها الضرائب. ولأخذ فكرة عما هو حاصل، قدّرت منظمة الأمم المتحدة عدد سكان أوروبا عام 2005، بنحو 728 مليون نسمة، مما يشكل نسبة تقارب واحدا من تسعة فقط، من مجموع سكان العالم، في حين شكل سكان أوروبا قبل قرن من الزمن، نسبة تقارب ربع سكان العالم. وفي رصد مستقبلي لـ«صندوق النقد الدولي» أعد عام 2006، توقع الرصد أن يتضاعف عدد المتقاعدين مقابل العاملين بنحو 54% بحلول عام 2050 من أربعة عاملين إلى عاملين اثنين فقط لكل متقاعد. وفي دراسة لمؤسسة «بروكينغز إنستيتيوت» الأميركية المرموقة، قدّر أن معدل السن في أوروبا، سيرتفع من 37.7 سنة عام 2003 إلى 52.3 سنة بحلول عام 2050.

كذلك على المدى المنظور توقعت وزارة الشؤون الاجتماعية في النمسا عام 2006 أنه بحلول 2010 ستصبح الشريحة العمرية لمن بين الـ55 و64 سنة في دول «الاتحاد الأوروبي» أكبر من الشريحة العمرية لمن هم بين الـ15 و24 سنة. وعن بريطانيا توقعت تقارير الأمم المتحدة، أن نسبة السكان ممن هم فوق سن الستين، ستزداد لتشكل نسبة 26% من مجموع السكان بحلول عام 2020 ونسبة 38% من السكان بحلول عام 2050.