سائق بن لادن ساعد زعيم «القاعدة» على الهرب بعد الهجمات

تنقل معه في بيوت ضيافة سرية ومعسكر تدريب «نجم الجهاد»

TT

قبل وقوع أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 بأيام، قاد سالم أحمد حمدان سيارة أسامة بن لادن حول أفغانستان ماكثا معه في بيوت ضيافة سرية ومعسكر تدريب نجم الجهاد، في انتظار الهجمات الانتقامية على الولايات المتحدة. جاء ذلك في شهادة عميل في وكالة المباحث الفيدرالية اول من امس.

وقال العميل الخاص جورج كراوتش أمام القاضي العسكري إن حمدان وصف له ما حدث أثناء التحقيق معه في المعتقل العسكري الأميركي عام 2002. ونقل عن حمدان قوله إنه كان يعلم تورط بن لادن في الهجمات على مركز التجارة العالمي والبنتاغون، وإنه ساعد زعيم « القاعدة» على الهرب بعد تفجير سفارتين أميركيتين في شرق أفريقيا عام 1998.

وأضاف كراوتش: «أوضح حمدان أنه فهم أن هناك عملية على وشك الوقوع، وأنها ستكون أول عملية لبن لادن ضد الأميركيين»، وذلك قبل تفجير عملاء «القاعدة» لسفارتي كينيا وتنزانيا. وبالإشارة إلى الخريطة التي استعين على رسمها بوصف حمدان، قال كراوتش: «لقد قرروا إخلاء مقر «القاعدة».

وقد أعطت الشهادة التي جاءت في جلسة ما قبل المحاكمة دليلا ليقدمه الادعاء في محاكمة حمدان، التي من المقرر أن تبدأ يوم الاثنين، والتي ستكون أمام أول محكمة حرب عسكرية أميركية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

من جانبهم، اعترف محامو الدفاع أن حمدان كان يعمل سائقا لدى بن لادن، ولكنهم يقولون إنه لا علاقة له بالإرهاب. وهم يحاولون إقناع القاضي برفض تصريحات حمدان قائلين إنها كانت وليدة الإكراه. وقد نفى أحد أعضاء جهة الادعاء يوم الأربعاء مزاعم حمدان بتعرضه للإساءة على يد المحققين في السجن العسكري الأميركي، وبلغ بالمدعي الانفعال حتى طلب منه القاضي «خفض صوته والتزام الهدوء».

وقال الليفتنانت كوماندر تيموثي ستون، وهو المسؤول عن إقامة دعوى التآمر على الإرهاب ضد حمدان، إن حمدان سجين صعب المراس يسبب مشاكل في الانضباط، ولكن يسمح له بممارسة الرياضة بانتظام والتعامل مع المساجين الآخرين. وأضاف ستون أن سجّاني حمدان «ليسوا أشخاصا مريعين». وقال ستون، الذي كان يرتدي زي البحرية الأبيض، إن الدفاع «لم يقدم شيئا واحدا يدل على أنه تلقى معاملة مختلفة عن أي سجين آخر». وطلب كابتن البحرية كيث أولرد، وهو القاضي المتابع لإجراءات المحاكمة، من الادعاء معلومات أكثر حول ظروف سجن حمدان، ومن بينها كيفية معاملته والفترات التي يحصل فيها على أوقات للاستجمام.

وقد اشتكى حمدان، وهو أب يمني لطفلين وهو في أواخر الثلاثينات، من هذه الظروف في جلسة يوم الثلاثاء، قائلا إن محققة حصلت منه على معلومات بعد أن تحرشت به جنسيا، وهو ما اعتبره إساءة. وأضاف أيضا إنه حرم من النوم وكان يوضع في حبس انفرادي لمرات متكررة.

وقد دفع المحامون كراوتش، العميل الفيدرالي، للاعتراف في إجابة على سؤال موجه إليه بأنه قدم احتجاجا لدى الجيش عندما قال حمدان في تحقيق عام 2002 إنه كان في حبس انفرادي. وسريعا ما انتقل منه حمدان، وفقا لما قاله كراوتش، على الرغم من أن الجيش أخبره بأنه ليس من شأنه تحديد ظروف حبس السجين.

وبسؤاله حول إذا أضرت هذه الواقعة بجهوده في جعل حمدان يتحدث في التحقيق، أجاب: «قطعا، لقد كانت ذات ضرر حقيقي... فقد كانت بيننا صلة جيدة حتى حدث هذا الأمر». ويطالب عملاء المباحث الفيدرالية باتباع أساليب أقل قسرا في التحقيقات مما يتبع في غوانتانامو. وقد دافع مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية روبرت مويلر في أوائل العام الحالي عن فعالية أساليب «بناء العلاقات».

وفي الأربعاء الماضي، رفض أولرد اقتراحا قدمه دفاع حمدان بصرف النظر عن تهم الإرهاب والتآمر على أساس أنها لم تكن غير قانونية في الوقت الذي يزعم فيه حمدان ارتكاب هذه الجرائم. وجاءت هذه المصادمات القانونية في بداية جلسة اليوم في محكمة المقاطعة الأميركية في واشنطن. وسيستمع القاضي جيمس روبرتسون إلى المرافعات حول وجوب تأجيل محاكمة حمدان للنظر في استئناف محاكمته أمام محكمة فيدرالية.