استقبالات حاشدة لموكب «العائدين».. ورفات المقاومين تُسلم إلى تنظيماتهم بعد الانتهاء من تحديد هوياتهم

السفير السعودي خوجة يهنئ نصر الله بـ«الانتصار الجديد للبنان وكل العرب»

TT

انطلقت قافلة رفات المقاومين اللبنانيين والفلسطينيين والعرب الذين سلمتهم اسرائيل في اطار عملية تبادل الاسرى بينها وبين «حزب الله» عند التاسعة والنصف من صباح امس من نقطة الناقورة وقد وضعت الرفات في شاحنات ولفت بأعلام لبنانية وزينت بالورود وتقدمت الموكب سيارات اسعاف تابعة للهيئة الصحية الاسلامية ورفعت على الشاحنات صور كبيرة للقائد العسكري عماد مغنية أو «الحاج رضوان» وقد تقدم الموكب على أنغام الفرقة الموسيقية التابعة لـ«حزب الله»، فيما اصطف عناصر من المقاومة على جانبي الطريق عند مفرق بلدة المنصوري (جنوب صور) وأدوا التحية للنعوش، في حضور مسؤولين عن الحزب وحركة «أمل» والفصائل الفلسطينية وفاعليات المنطقة والأهالي. وعند مفرق مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين كان في استقبال موكب الرفات حشد من عناصر الفصائل الفلسطينية رافق الموكب حتى مستديرة مخيم البص حيث أقيم استقبال شاركت فيه الفصائل الفلسطينية والأحزاب اللبنانية.

وقرابة الحادية عشرة، وصل الموكب إلى مدينة صور، فاستقبل بالمفرقعات النارية ونثر الأرز والزهور وانطلقت الزغاريد وألقى مسؤول الجبهة الشعبية في صور أبو عبد الراجحي كلمة أكد فيها «الفرحة الكبيرة بعودة الأسرى الأحرار وأحرار الوعد الصادق»، مهنئا المقاومة بإعادة رفات الشهداء واعتبر «أن ما يحصل اليوم عرس وطني وعربي وإنساني بامتياز ويأتي في سياق إنجازات المقاومة على مختلف أشكالها وتلاوينها وهو استكمال للعهد والوفاء الذي خطه المناضلون في مواجهة الكيان الصهيوني».

ولوحظ ان حركة «حماس» شاركت بفاعلية في استقبال رفات المقاومين وهي دعت عبر مكبرات الصوت مناصريها وابناء مخيمات المنطقة للمشاركة على طول الساحل الممتد من مخيم الرشيدية مرورا بالمخيمات والتجمعات الفلسطينية حتى منطقة أبو الاسود. كذلك احتشدت جماهير حركة «أمل» و«حزب الله» والفصائل الفلسطينية على الطريق العامة في منطقة القاسمية ـ برج رحال ونصبت أقواس النصر ورفعت اللافتات والأعلام اللبنانية والفلسطينية ورايات القوى والأحزاب اللبنانية والفلسطينية.

وفي صيدا احتشد آلاف المواطنين عند مستديرة ساحة الشهداء لاستقبال موكب الرفات وشارك في الاستقبال نواب وشخصيات حزبية ورسمية وشعبية لبنانية وفلسطينية، كذلك اقيم تجمع كبير قرب مدرسة الراهبات لاستقبال «العائدين»، تقدمه رئيس «التنظيم الشعبي الناصري» النائب اسامة سعد ورجال دين من مختلف الطوائف ورئيس بلدية صيدا الدكتور عبد الرحمن البزري ومسؤول «حزب الله» في المدينة ابو احمد رسلان وشارك في الاستقبال عن الجانب الفلسطيني ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي ابو العردات وابو احمد فضل ممثل حركة «حماس» وعمار حوراني ممثل «حركة الجهاد الاسلامي» وعدد من ممثلي الفصائل ورفعت اعلام «حزب الله» وحركة «امل» و«التنظيم الشعبي الناصري» و«الجهاد الاسلامي» واعلام فلسطين وحركة «حماس» والجبهة الديمقراطية، اضافة الى الاعلام اللبنانية. واكد رئيس بلدية صيدا عبد الرحمن البزري في كلمة للمناسبة ان «صيدا كانت وستبقى عاصمة للمقاومة وهي لطالما آمنت بالمقاومة ثقافة وفلسفة، وتعتبر ان المقاومة جزء لا يتجزأ من السيادة الوطنية والوحدة الوطنية».

كذلك أقيمت محطة عند المدخل الشمالي لمدينة صيدا قرب مسجد بهاء الدين الحريري حيث شاركت في استقبال الموكب وزيرة التربية بهية الحريري، التي قالت: لا شك ان هذه المناسبة مناسبة جامعة لكل اللبنانيين ومبارك للبنان هذا الانجاز الكبير بتحرير الاسرى واستعادة جثامين الشهداء ولا شك، كما قال النائب سعد الحريري، انها مناسبة لتلاقي اللبنانيين، وان شاء الله الايام القادمة تكون لدينا مناسبات دائمة للتلاقي» وأشادت بخطاب الرئيس ميشال سليمان في استقبال الاسرى المحررين، معتبرة انه «وضع اطاراً للمرحلة المقبلة وان شاء الله تكون الوحدة هي العنوان الاساسي والتلاقي هو عنوان للمرحلة القادمة». ومن المقرر أن تحدد هويات اصحاب الرفات في وقت لاحق، ليقوم كل تنظيم لبناني أو فلسطيني بتسلمها وكانت «حركة فتح» قدمت لائحة إلى «حزب الله» بأسماء 146 مفقودا، أبرزهم مجموعة دلال المغربي وعددها 13، فيما قدمت حركة «أمل» لائحتين بأسماء عدد من المفقودين لديها تضمنت الأولى 13 إسما يعود بعضها إلى العام 1977 فيما تضمنت الثانية 17 إسماً وكان الموكب الذي ينقل الرفات ويتألف من عشر شاحنات وصل قبيل الرابعة من بعد ظهر امس الى محيط مطار بيروت الدولي وكان في استقباله على طول طريق المطار حشد من المواطنين اللبنانيين والفلسطينيين الذين حملوا الأعلام اللبنانية والفلسطينية والحزبية واطلقوا الزغاريد ونثروا الورود والارز وتوجه الموكب الى محطته الاخيرة في مجمع شاهد التربوي قرب مستشفى الرسول الاعظم في الضاحية الجنوبية حيث خصصت قاعة كبيرة لعملية فرز الرفات. وأجرى السفير السعودي لدى لبنان عبد العزيز خوجه اتصالاً بعضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله قدم خلاله التهاني للأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله بـ «الانجاز الكبير الذي تحقق بتحرير الأسرى وجثامين الشهداء»، واشاد بـ «هذا الانتصار الجديد الذي هو للبنان وكل العرب»، آملا في «أن ينعكس هذا النصر مزيدا من الوحدة والتآلف بين اللبنانيين».

وقد آمل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني في أن «تكون هذه المناسبة الوطنية التي تترافق مع عودة المؤسسات الدستورية وتكاملها بانتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة الجديدة، مناسبة لتوحيد اللبنانيين على الخط الوطني السليم الذي ينبذ فيه اللبنانيون خلافاتهم ويعيدون بناء وطنهم».

وعلى صعيد آخر، ثمن النائب محمد قباني «استقبال رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري للأسرى وجثامين الشهداء».