وزير إسرائيلي «لا يستبعد» حربا جديدة على لبنان ومسؤول ينصح نصر الله بألا يتجول خارج مخبئه

في رد عصبي على احتفالات حزب الله المتواصلة

TT

في الوقت الذي يواصل فيه حزب الله، احتفالاته بتحرير الأسرى ورفات الشهداء، لم يتمكن مسؤولون اسرائيليون من كظم غضبهم، وراحوا يصعدون من تهديداتهم الحربية، فقال الوزير شالوم سمحون، انه لا يستبعد حربا أخرى على لبنان لتصفية حزب الله. وهدد مسؤول اسرائيلي آخر باغتيال الأمين العام لحزب الله الشيخ حسن نصر الله. وهدد ثالث باغتيال الأسير المحرر سمير قنطار.

وكانت اسرائيل قد انشغلت أمس بتشييع ودفن رفات الجنديين ايهود غولدفاسر والداد ريجف، في جنازتين عسكريتين رسميتين، وفي تحليل أبعاد صفقة تبادل الأسرى مع حزب الله، وأثرها على الصفقة التي ستستأنف المفاوضات عليها قريبا بين اسرائيل وبين حركة حماس. ولكن استمرار الاحتفالات التي يقيمها حزب الله بهذه المناسبة، والتصريحات التي أدلى بها قادة الحزب من جهة وقادة حماس من جهة أخرى، والتي تصور الصفقة على انها انتصار كبير للأصولية الاسلامية والمقاومة، وهزيمة مهينة لاسرائيل ومشاريعها، أثارا حنق العديد من المسؤولين الاسرائيليين، فحاول بعضهم ضبط النفس، واعتبار ذلك «برهانا على اننا من حضارتين مختلفتين، إحداها يحتفل فيها بقاتل أطفال، والأخرى تقدس قيمة الانسان». ولكن بعضهم الآخر انفلت غضبا وراح يتكلم بلغة الثأر والانتقام.

وقد نقل على لسان أحد المسؤولين الاسرائيليين قوله، انه ينصح الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، بألا يكرر المشهد الذي قدمه أمس الأول، عندما ظهر علنا لأول مرة منذ الحرب الأخيرة قبل سنتين ليعانق سمير قنطار. وقال هذا المسؤول في تصريح حرص على أن يصل الى جميع وسائل الاعلام: «لا ننصح حسن نصر الله بأن يواصل التجول العلني خارج مخبئه. فهذا سيكون خطرا كبيرا على حياته. فهو، مع انه في الظاهر يسخر من قدرات المخابرات الاسرائيلية، إلا انه في الواقع يعرف بالضبط، ما هي قدراتنا. يعرف اننا قادرون على الوصول اليه. ولذلك فإنه يختبئ منذ سنتين ولا يرى نور النهار». ونفى هذا المسؤول ان تكون اسرائيل التزمت بعدم المساس بحياة حسن نصر الله في اطار هذه الصفقة». وفي حديث مع صحيفة «يديعوت أحرونوت» نشر أمس، وجه مسؤول اسرائيلي كبير تهديدا للأسير سمير قنطار فقال: «سمير قنطار أصبح ابن موت، منذ تحرره من السجن. فنحن لم نتعهد بعدم قتله. ستصل اليه اسرائيل وتصفيه. فهذا قاتل حقير، وسنصفي الحساب معه حتى النهاية».

وقد أثارت هذه التهديدات حفيظة الجنرال عاموس جلعاد رئيس الدائرة السياسية الأمنية في وزارة الدفاع، وهو المفاوض الرئيس باسم اسرائيل مع حركة حماس حول التهدئة.

بيد ان شالوم سمحون، وهو وزير الزراعة المعروف بقربه الشديد من وزير الدفاع ايهود باراك، وعضو في المجلس الوزاري الأمني المصغر، خرج بتصريح أمس حذر فيه حزب الله من الاستمرار في سياسة المقاومة، وقال انه لم يعد لهم مبرر لخوض حرب مع اسرائيل، ولكنهم إذا واصلوا نشاطهم العسكري، وتعزيز قوتهم الحربية في خدمة الأهداف الايرانية في المنطقة، فإنه لا يستبعد أبدا أن تشن اسرائيل حربا لتصفيته. وهدد بأن «الحرب القادمة لن تكون بمستوى الحرب الأخيرة، بل ستكون مفاجئة لحزب الله في قوتها، وصادمة له في نتائجها».

يذكر ان أوساطا عسكرية كانت قد هددت بتصفية قوات حزب الله المتمركزة، حسب ادعائها، على جبل صنين المطل على البحر الأبيض المتوسط من الغرب وعلى طريق دمشق بيرون من الشرق. وادعت هذه الأوساط بأن السيطرة على جبل صنين هي تصعيد حربي يقوم به حزب الله لمصلحة ايران.