الجماعة الإسلامية في مصر تدعو إلـى «جهاد منضبط» ينقذ السودان من مصير العراق

مستذكرة ثورة يوليو وحفرة صدام حسين والولع بنانسي عجرم وهيفاء وهبي

TT

مستذكرة ثورة يوليو وحفرة صدام حسين وولع الكثير من العرب بنانسي عجرم وهيفاء وهبي، دعت الجماعة الإسلامية بمصر، التي تخلت عن استخدام العنف ضد الدولة قبل عشر سنوات، لـ «جهاد منضبط بروح الشرع وملتزم بأخلاق النبي» لإنقاذ السودان من مصير العراق، وبينما فسَّر اللواء فؤاد علام، الوكيل الأسبق لجهاز مباحث أمن الدولة بمصر، الدعوة لـ«الجهاد المنضبط» بأنها لا تخرج عن ما التزمت به الجماعة الإسلامية في مراجعاتها الفكرية، من أن الجهاد لا يكون إلا بأمر الحاكم، استحضرت الجماعة في بيان لها أمس حول قضية الرئيس السوداني عمر البشير مع المحكمة الجنائية الدولية، مشاهد اعتقال الرئيس العراقي الراحل صدام حسين عام 2003، قائلة: إن العرب لو كانوا أنفقوا عُشر ما أنفقوه على المُغنيتين «عجرم» و«وهبي» لما كانت هناك مشكلة في السودان.

وعادت الجماعة بالذاكرة 56 سنة، وقالت في بيان لها أمس: إن ثورة 23 يوليو (تموز) عام 1952 لم تُعر السودان أهمية تذكر أو الأهمية التي تليق به كعمق استراتيجي مهم لمصر، وأنها أسهمت بشكل أو بآخر في انفصال السودان عن مصر، مشيرة إلى أن اكتشاف الغرب للبترول بالسودان إضافة للذهب واليورانيوم، أشعل الأطماع الغربية والإسرائيلية في تقسيمه إلى ثلاث أو أربع دول.

ودعت الجماعة، التي اشتهرت باستخدام العنف ضد الدولة المصرية في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، مصر لمساندة السودان وإقامة شراكة اقتصادية كاملة معها، بحيث.. «تصدِّر العمالة المدربة والتكنولوجيا إلى السودان وتستثمر الأراضي الخصبة والإمكانيات الطبيعية السودانية (هذه الشراكة) ستحمي عمق مصر الاستراتيجي الجنوبي.. نحن أيضا في حاجة ماسة إلى اليقظة وإلى التكتل والتوحد، وعلى رجال الأعمال المصريين خاصة والعرب عامة أن يستثمروا أموالهم في السودان. إننا نتساءل بألم وحسرة أين وجود المؤسسات الخيرية العربية والمصرية من دارفور؟.. أين العرب من فقراء دارفور؟».

وأضافت الجماعة: «لو أنفق العرب عُشر ما أنفقوه على نانسي وهيفاء.. ومن على شاكلتهما، على دارفور لما كانت هناك مشكلة في السودان. نحن بحاجة إلى إحياء روح الجهاد والمقاومة في الأمة.. جهاد منضبط بروح الشرع وملتزم بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام في جهادهم لأعدائهم ودفاعهم عن أمتهم ودينهم وأراضيهم وأعراضهم ومقدساتهم».

وأوضحت الجماعة في بيانها المعنون بـ«المؤامرة على السودان.. وماذا ينبغي على مصر»، والمُوقَّع باسم إدارة موقع الجماعة على الانترنت، قائلة: «لم تكن مشاهد إخراج الرئيس العراقي الراحل من إحدى الحفر، طويل الشعر، رث الهيئة، يعبث بلحيته وفمه أحد جنود الاحتلال الأميركي، على مرأى ومسمع من العالم كله، ثم تقديمه للمحاكمة في مهزلة قضائية محلية بصناعة دولية، ثم إعدامه بطريقة صبيانية طائفية أدمت قلب كل من يمت إلى الإنسانية بصلة.. لم تكن هذه المشاهد المتعاقبة ـ التي رسمت نهاية أحد الرؤساء العرب الكبار ـ ليتخيلها أكثر الملتصقين بملف المؤامرات التي تحاك لأمتنا، وأكثر العارفين بخبايا وأسرار الغرب الأوروبي والأميركي الطامع في ثروات بلادنا».

وأضافت الجماعة موضحة: «نتذكر الآن ونحن مستغرقون في مشاهدة مسلسل التآمر على السودان الذي يختلف في أحداثه وتفاصيله عن سيناريو ما حدث في العراق، ولكن هناك تشابها كبيرا في كثير من الجزئيات، وهذا ليس بمستغرب، فاليد التي كتبت وتنفذ كل سيناريوهات المنطقة واحدة»، وهي «تمزيق أوصال العراق والسودان ومصر وسورية ولبنان بهدف خلق واقع مختلف في الشرق الأوسط، يجعل إسرائيل هي الأقوى، محاطة بدويلات مقسمة مفتتة ممزقة تتسول إسرائيل تكنولوجياً واقتصادياً وتدخل تحت لوائها عسكريا وأمنيا».

وبينما لم يتسن الحصول على توضيح من قيادات بالجماعة، وهي ذاتها المسؤولة عن موقعها على الانترنت، قال اللواء فؤاد علام، الوكيل الأسبق لجهاز مباحث أمن الدولة، الذي لم يكن قد اطلع على البيان بعد، «المفروض أن الجماعة أصدرت حوالي 28 كتاباً من بينها دراسات مستفيضة حول الجهاد، وكان تفسير أهم بند فيه هو ألا يكون الجهاد إلا بأمر الحاكم.. لا أعتقد أن هناك عدولا من الجماعة عن المراجعات».

من جانبه أشار عضو بالجماعة طلب عدم ذكر اسمه، إلى ذات المعنى بقوله إن الجماعة لم تعدل عن موقفها الرافض للعنف والرافض لاستهداف المدنيين وغيرهم، مؤكداً أن «الجهاد هو بأمر الحاكم.. لذلك دعت الجماعة مصر.. أي الحكومات ورجال الأعمال من العرب والمسلمين للوقوف بجانب السودان».

على صعيد ذي صلة أعلن المرشد العام للإخوان المسلمين محمد مهدي عاكف في بيان أمس إدانته لـ «التدخل الفاضح في شؤون السودان الشقيق».